مقارنة بين المحاسبة التحليلية و المحاسبة المالية

إذا كانت [1]محاسبة المالية[1] إلزامية بحكم القانون في أغلبية دول العالم، نظرا لما تهدف إليه من تقديم كشوف وقوائم مالية موجهة للغير في نهاية كل دورة مالية، مما يبرر تسميتها بالمحاسبة الخارجية، حيث تعطي في نهاية الدورة المالية نتيجة إجمالية، بينما تحتاج المؤسسة إلى معرفة النتائج الجزئية حسب كل منتوج، وتكملة للحاسبة العامة، ومواجهة النقائص التي وجهت لها، ظهرت المحاسبة التحليلية، التي يطلق عليها المحاسبة الداخلية لأنها موجهة للمسيرين كمتعاملين داخليين للمؤسسة تتخذ على أساسها القرارات المتعلقة بحاضر ومستقبل المؤسسة، ورغم اشتراكهما في عدة نقاط، فإنه هناك نقاط عديدة تفرق بين النوعين من المحاسبة، يمكن تلخيصها في الجدول الأتي6[2]

أهم الفروق بين المحاسبة المالية والمحاسبة التحليلية

أوجه الترابط بين المحاسبة التحليلية والمحاسبة المالية

بما أن المحاسبة التحليلية امتداد للمحاسبة المالية، فهما متكاملتان، إذ توفر كل منهما معلومات قد تحتاجها الأخرى، فمن هنا يمكن ذكر أوجه الارتباط بين المحاسبتين من خلال النقاط التالية:

- تعتبر المحاسبة التحليلية امتداد للمحاسبة المالية حيث تقدم المحاسبة التحليلية البيانات التفصيلية الهامة التي تظهر في الحسابات الختامية في المحاسبة المالية مثل تكلفة الإنتاج التام أي أن هناك تعاونا منظما بينهما في إعداد الحسابات الختامية وقائمة المركز المالي.

- تقوم المحاسبة المالية بتزويد المحاسبة التحليلية ببعض البيانات الهامة مثل ثمن المواد المشترات وأجور العمال المدفوعة وتكلفة الموجودات الثابتة والمصروفات الأخرى، وجميع هذه العمليات تثبت أولا في الدفاتر المالية ثم يتم تحليلها في دفاتر التكاليف.

- تشترك المحاسبة المالية مع المحاسبة التحليلية في إعداد الحسابات الختامية وقائمة المركز المالي لحاجة كل منهما لبيانات موجودة لدى الآخر.

- تقوم المحاسبة المالية بتقديم وتوفير بيانات للمحاسبة التحليلية لمساعدتها في قياس تكاليف الوحدات المنتجة والمباعة، ومنها قيمة شراء الأصول الثابتة وطرق استهلاكها وتحديد الأجور...إلخ.

- لابد من وجود نظام للتكاليف يعمل جنبا إلى جنب مع المحاسبة المالية حيث لا يستطيع نظام المحاسبة المالية(scf)[3] منفردا أن يؤدى الغرض من إعداد الحسابات الختامية ونتائج أعمال المؤسسة.

أوجه التشابه بين المحاسبة التحليلية والمحاسبة المالية:

هناك مجموعة من أوجه التشابه بين المحاسبة التحليلية والمحاسبة المالية، والتي يمكننا أن نعرضها في النقاط التالية:

- كل من المحاسبة المالية والمحاسبة التحليلية تعتمد على مصادر تسجيل واحدة من مستندات ووثائق، لذلك فإن النتائج الفعلية بينهما تكون متطابقة.

- كل من المحاسبة المالية والمحاسبة التحليلية تتعامل مع بيانات فعلية تاريخية عن نشاط المؤسسة مع ملاحظة أن المحاسبة التحليلية تتجاوز البيانات الفعلية التاريخية في مجالات معينة لتتعامل مع تقديرات مستقبلية.

- كل من المحاسبة المالية والمحاسبة التحليلية تحقق الرقابة عن عمليات المؤسسة وتظهر النتائج الفعلية لنشاطها، مع ملاحظة المحاسبة المالية تظهر هذه النتائج بصورة إجمالية، بينما تظهرها المحاسبة التحليلية بصورة تفصيلية.

- تطبق كل من المحاسبة المالية والمحاسبة التحليلية نظرية القيد المزدوج عند إثبات العمليات.

- تحدد كل منهما فترة زمنية تستخدمها للقياس.

- يعتبر نظاما المحاسبة المالية والمحاسبة التحليلية نظامين فرعيين لنظام المعلومات المحاسبي الشامل ولذلك فكل منهما يعتمد على نظام المعلومات المحاسبية[4] (AIS[5]) الذى يفي بمتطلبات النظامين.

- ترتكز كل من المحاسبة المالية والمحاسبة التحليلية بشدة على تقديم المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات، وذلك على اختلاف متخذي هذه القرارات من داخل أو خارج المؤسسة، ولكن الحاجة للمعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الرشيدة واحدة في الحالتين.