المخدرات و المجتمع
Topic outline
-
يعتبر مقياس المخدرات والمجتمع من بين الوحدات الاستكشافية من عروض التكوين في نظام ل-م- د، يُدرس في السداسي الثاني من السنة الثالثة ليسانس تخصص علم الاجتماع.
وينطلق هذا المقياس من التعرف على الجذور التاريخية لظاهرة المخدرات من خلال تتبع السيرورة التاريخية وفق التسلسل الزماني لها.
كذلك يحتوي هذا المقياس على مفهوم المخدرات من جميع جوانبها اللغوي، الاصطلاحي، الاجتماعي، النفسي، القانوني، وحتى الطبي (الصحي).
بالإضافة إلى أهم تصنيفات المخدرات، وذلك حسب النشاط، وحسب اللون، وكذلك المسكنات ومدى تأثير كل صنف على الأفراد.
كما أن من بين أهم محاور هذا المقياس نجد أنواع المخدرات، حيث يستطيع الطالب من خلاله التعرف على درجة الخطورة لكل نوع من أنواع المخدرات سواء كان طبيعي أو اصطناعي، ومدى تأثيره على الصحة الجسدية والنفسية.
-
الاستاذ: المكي فتحي
جامعة: الجيلالي بونعامة خميس مليانة
كلية : العلوم الانسانية والاجتماعية
قسم : علم الاجتماع
دكتوراه : علم الاجتماع الجريمة والعقاب
رقم الهاتف: 06.73.43.10.10
البريد الالكتروني: f.elmekki@univ-dbkm.dz
-
في نهاية هذا المقياس يجب أن يكون الطالب قادر على التحديد والتفسير والمناقشة والتحليل والاستنتاج، فالأهداف المرجوة من هذا المقياس تتمثل فيما يلي:
· التعرف على ماهية المخدرات
· التمييز بين أنواع المخدرات من جميع جوانبها
· معرفة مخاطر المخدرات على الصحة
· الوقاية وتفادي تعاطي المخدرات
· القدرة على تحليل المؤشرات الوبائية ذات البعد التسممي والسلوكي.
-
-
-
-
-
تعد ظاهرة تعاطي المخدرات من بين الظواهر المدمرة لكيان أي مجتمع وقد انتشرت بصورة كبيرة جعلت كل المجتمعات مهما كانت وضعيتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تعاني منها وتسعى بالمقابل لإيجاد حلول وطرق لمكافحة الظاهرة، ولعل تفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في مكافحة الظاهرة أحد أهم الحلول وطرق نظرا لأهمية كل مؤسسة، فالأسرة بما تقدمه من تربية وتوجيه تشكل أول خط دفاعي و أول حصانة ضد الآفات الاجتماعية، وبخروج الطفل والتحاقه بالمدرسة التي تعد وسيلة التعليم و التربية وفيها يحصل على المعارف و يكون في فضائها جماعة من الرفاق التي تساهم في نمو السليم لشخصية الطفل وتوفر الجو الاجتماعي الذي يزوده بالأنماط والقيم السلوكية للجماعة ومتى ما كانت جماعة الرفاق سوية السلوك ستكون الدرع الواقي والمعزز القوي لسلوك الفرد، ودور الخطاب المسجدي لا يقل أهمية حيث يعتبر الدين وتعاليمه السمحة المحرك الأساسي في أفعال الأفراد ومتى ما تغلغلت القيم الدينية في نفس البشرية وسادت الأخلاق في تعاملات وحضرت الآداب في العلاقات بعدت الجريمة والانحرافات ناهيك عن وسائل الإعلام التي أصبحت تملك سلطة في غرس الأفكار و بلورت المبادئ وتسير العلاقات الاجتماعية لذا فمن الضروري أن توجه وسائل الإعلام جهودها في إبراز أضرار المخدرات و مختلف الآفات الاجتماعية وتحاول توحيد الجهود لتصدي ومكافحة الظاهرة. -
https://www.youtube.com/watch?v=bDyL82nulCA
المخدرات : هي عبارة عن مواد وعقاقير يتم استعمالها بطريقة تجعل منها مادة مخدرة، وتحدث مضاعفات جسدية وانفعالية هي «مواد تستعمل في المجال العلاجي، ولكن الإفراط في تعاطيها بغرض غير طبي مشروع يؤدي لحالة من الاعتماد الجنسي والنفسي مع اضطراب النشاط العقلي والإدراك والسلوك والوعي»( 1).
إذن هي في الأصل أو في حالتها الأولى مواد مأخوذة من الطبيعة، ويتم إخضاعها لعمليات كيميائية تساهم في مفعولها أو تغيير مفعولها، ويظهر ذلك من خلال تغيير سلوك المتعاطي أو إحدى وظائف جسمه «هي مادة طبيعية أو كيميائية تحدث عند تعاطي الإنسان لها أو استعمالها تغييرا في شخصيته أو وظائف جسمه أو سلوكه»( 2). واستعمالها المفرط والدائم يسبب في إدمان الفرد فحسب المنظمة العالمية للصحة «الإدمان هو رغبة قاهرة ملحة تجاه تناول شيء ما وإنه حالة التزم معها المدمن بالمخدر جسمانيا وعقليا»( 3).
فهو بذلك يصبح عادة متكررة وحاجة ملحة لتناول هذه العقاقير، وهذا الأخير (إدمان العقار) يعني الاعتماد على آثار عقار مخدر مع طلب الزيادة المستمرة من جرعاته( 4).
إذن الإدمان يتسم بالاستمرارية أي أن الفرد يتعاطى المخدر بشكل منتظم وبدون توقف سواء كان هناك زيادة في الجرعة أم لا، المهم أنه لا يستطيع أن يتوقف عن ذلك، وبالتالي تظهر عليه عوارض الإدمان، فهو في حالة تسمم دورية أو مزمنة تتسبب في إلحاق الضرر بهذا الفرد وبالمجتمع ككل، ويكون ذلك نتاج ما تعاطاه من عقاقير طبيعية أو مصنوعة(5).
-
-
Opened: Sunday, 19 June 2022, 12:00 AMDue: Sunday, 26 June 2022, 12:00 AM
-
https://www.youtube.com/watch?v=HD-NRQs14mE
توجد عدة أنواع للمخدرات نذكر منها :
- الطبيعية
- نصف تخليقية
- التخليقية
- المهلوسات
- الكحوليات
الطبيعية:
ومنها ماله أثر مثبط للجهاز العصبي، وما هو منشط له.
المثبطة تعمل كمسكن للنشاط وأصلها من المواد الطبيعية، وقد وجد هذا النوع بوجود الإنسان خاصة تلك ذات الأصل النباتي: كالأفيون الذي يعتبر أكثر أنواع المخدرات قدما ويتم تعاطيه عن طريق الاستحلاب والتدخين ويستخرج من نبات الخشخاش(6)ويشتق منه المورفين، ويتم استعمال هذا الأخير كمسكن للألم ويتم تناوله عن طريق الفم أو الحقن. وكذلك الكودايين هو بمثابة مهبط للجهاز العصبي المركزي ويتم استخدامه عادة في صناعة الأدوية، ويؤخذ على شكل شراب سائل أو محلول (أمبولات).
المنشطة فهي تعمل لتنشيط الجهاز العصبي ومن أهمها الكوكايين: وهي مادة منشطة للجهاز العصبي ويتم استخراجه من أوراق الشجيرات الموجودة أصلا في أمريكا الجنوبية تدعى "الكوكا"( 7) وخاصة أدغال الأمازون، ويتم تعاطيه عن طريق مضغ الأوراق أو استنشاقها أو عن طريق الحقن «ويسبب تعاطيه الشعور بالدوار ثم النشوة والنشاط لمدة ستة ساعات تقريبا»( 8). بالإضافة إلى القات: وهو نبات يزرع بإفريقيا (كينيا والصومال) واليمن على نطاق واسع( 9)ويتم تعاطيه عن طريق المضغ لأوراقه وينتج عن تعاطيه الشعور بالنشاط لمدة معينة سرعان ما يتحول إلى خمول في الجهاز العصبي ووظائفه.
نصف تخليقية:
هي في الأصل كذلك مواد طبيعية ويتم تعريضها لتفاعلات كيميائية بسيطة وأهم أنواعها وأشهرها الهيروين:ويعتبر من أخطر أنواع المخدرات، ويتم استنشاقه من المورفين بواسطة عملية كيميائية بسيطة، ويكون على شكل بودرة بيضاء ويمكن أن يتغير هذا اللون من خلال التفاعلات الكيميائية ويتحول إلى أبيض رمادي أو إلى اللون بين البني الغامق والفاتح.
التخليقية: هي مواد تنتج عن تفاعلات كيميائية بحيث تغيب فيها أي مادة طبيعية، ويتم ذلك على أعلى مستوى كشركات الأدوية أو معامل ومراكز البحوث، وأهمها:
بديلات المورفين: وهي تضاهي المورفين في قوة تأثيره، إلا أنها تختلف عنه تماما في التركيب، ويتم تعاطيها عن طريق الفم أو بالحقن .
المنومات والمهدئات : الإضافة إلى المنومات والمهدئات والتي هي في الأصل دواء يصفه الطبيب للمصابين بحالات الأرق والقلق والتوتر، لكن إذا أسيئ استعمالها تصبح مخدرا (زيادة الجرعة أو تكرارها لوقت طويل).
الامفيتامينات : والتي هي في الأساس مواد مصنعة مستخرجة من المخدرات المنبهة، وهي مواد مضادة النوم، لها دور فعال لليقظة( 11)، فهي مواد منشطة ومنبهة ويسبب تناولها دوار وآلام في الرأس وتشويش الرؤية، والتوتر مع قلة النوم.
المهلوسات : وتتسبب في حدوث اضطراب في النشاط الذهني والإدراكي لمتعاطيها، وتنتج عنه رؤية تخيلات، ويصل ببعض مدمني هذا النوع من المخدر إلى ظهور أعراض الانفصام العقلي الذي يصل إلى درجة القتل (نفسه أو الآخرين) نتيجة الأوهام والتخيلات التي يحدثها هذا العقار. أهم وأشهر أنواعه القنب الهندي.
القنب الهندي : الذي يتم الاستخراج منه كل من الحشيش والماريخونا، فالحشيش هي التسمية المرادفة لنبات "القنب الهندي" أو للمادة المستخرجة من هذا النبات، فهذا الأخير قديم الوجود «ويعد أكثر أنواع المخدرات انتشارا خاصة في دول الشرق الأوسط وهو معروف في جميع أنحاء العالم»
أما الماريخوانا: هي كذلك مستخرجة من نبات "القنب الهندي" وبالضبط من أوراقه الجافة (أنثى النبات)، ومن آثاره على جسم المتعاطي ضعف الإحساس بالذات وإحداث اضطراب في العلاقة بين الحجم والمساحة أو ما يعرف بشعور الضخامة أو الضآلة.
الكحوليات: هي عبارة عن مشروبات تحتوي على كمية كبيرة من الكحول وتختلف باختلاف نسبة الكحول فيها وطبيعة المادة المستخرجة منها: كالبيرة المستخرجة من الشعير، والنبيذ المستخرج من نوع من العنب والويسكي المستخرج من القمح أو الذرة، والعرق المقطر المستخرج من عصير التمر أو العنب ، ويمكن أن يكون تأثيرها تبعا لنوعها ودرجة تناولها (الكمية – الفترة)، ويمكن أن تكون من المواد المثبطة للجهاز العصبي ويصبح متعاطيها غير مدرك لسلوكاته، فينجم عنها الكثير من الجرائم كالقتل وحوادث السيارات، والأمراض الجسدية كإصابة الكبد.
-
إن سلامة أي مجتمع وقوة أنظمته و أنساقه الاجتماعية و مدى تطوره و تقدمه و ازدهاره مرتبط بسلامة أفراده النفسية والاجتماعية، فالفرد داخل المجتمع هو صانع المستقبل ورقي به هو الهدف والغاية المنشودة لهذا فالمجتمع الواعي هو الذي يضع الفرد صوب عينيه قبل اهتمامه بالإنجازات والمشاريع وهذا ما يؤكده اهتمام المجتمعات المتقدمة بالاستثمار في العنصر البشري.
وحتى يتحقق كل هذا و يصبح الفرد عنصر بارزا في تحقيق التقدم والرقي لابد من إيلاء الأهمية لتنشئة الاجتماعية ومراكزها وهذا ما اهتمت به الدراسات النفسية والاجتماعية اهتماما بالغا شكلا ومضمونا فالتنشئة الاجتماعية من أدق العمليات و أخطرها في حياة الفرد لأنها الدعامة الأولى لشخصية الفرد والدرع الواقي من الآفات ولعل الإدمان على المخدرات أحدها فكل مؤسسة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية سواء أكانت الأسرة أو المدرسة أو جماعة الرفاق ناهيك عن المسجد ووسائل الإعلام كل منها يعمل بشكل أو بأخر للحد من مكافحة تعاطي المخدرات وإدمانها خاصة في مجتمعنا الجزائري التي تغلغلت المخدرات في عمقه فتناولها الأطفال والشباب والكهول فكان لزاما رفع تحدي وتفعيل دور كل مؤسسات المجتمع ومراكز التنشئة الاجتماعية قصد الحد منها وإيجاد سبل الوقاية منها.
-
أ- المراجع باللغة العربية:
1- رجب أحمد أبو جناح، المخدرات آفة العصر. ليبيا، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، ط 1، 2000.
2- عبد الرحمن محمد أبو عمه، حجم ظاهرة الاستعمال غير المشروع للمخدرات. الرياض، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، ط1، 1998.
3- أسيمة جانو، الدمار الثالث: مافيات المخدرات في العالم. مصر، مكتبة مدبولي، 1990.
4- معجم علم النفس والتربية. القاهرة، مجمع اللغة العربية، 1984.
5- محمد وهبي، عالم المخدرات بين الواقع والخيال. بيروت، دار الفكر اللبناني، ط 1، 1990.
6- مجموعة من الباحثين، دليل الأخصائي النفسي في الوقاية والعلاج من الإدمان. القاهرة، دار القبس للطباعة للنشر، 1999.
7- صالح السعد، كيف نحمي أولادنا من المخدرات. عمان، دار الصفاء للنشر والتوزيع، ط 1، 1999.
المخدرات أوهام، أخطار وحقائق. المجلس القومي لمكافحة وعلاج الإدمان. ط 4، 2000.
8- إبراهيم نافع، كارثة الإدمان. القاهرة، مركز الأهرام للترجمة والنشر، ط 1، 1989.
9- أكرم نشأت إبراهيم، علم الاجتماع الجنائي. بيروت، الدار الجامعية للطباعة والنشر، ب ت.
ب - المراجع باللغة الفرنسية:
10- Pelicier (YVES), Athuillier (GUY). La drogue. paris, collection que sias je ? P. u. F, 1992.
11- ABIDAT (ABDELKRIM), La jeunesse prise au piege. Alger, Edition IMAGRAL, 2001.
-
-