النبر ظاهرة عرفتها أغلب لغات العالم، وتختلف اللغات في استخدامها للنبر، فبعض اللغات تستخدمه للتفريق بين المعاني، ويستخدم كوحدة صوتية (فونيما)، ولذلك تسمى باللغات النبرية، وأما اللغات التي لا تستخدم النبر فتسمى باللغات غير النبرية[1].  

لم يدرس النبر قديما دراسة علمية كالتي وجدت في الدراسات اللغوية الحديثة، وربما أهمل العلماء العرب دراسة النبر، إذ لا يمكن تبين مواضع النبر في العصور الإسلامية الأولى، ولعل سرّ هذا الإهمال أن النبر ليس فونيمًا في اللغة العربية[2]، وهذا ما جعل المحدثون يختلفون في وجود النبر في اللغة العربية أو عدم وجوده.

يقول الدكتور أحمد محمد قدور: «وتخلو الدراسات العربية –بحسب ما انتهى إلينا- من بحث مقعد للنبر لأن النبر كما يبدو لم يستعمل للتفريق بين المعاني الصرفية ولا بين المعاني الدلالية على صعيد الكلمة المفردة»[3].

ولما كان النبر في اللغة العربية الفصحى لا يؤدي انتقاله من مقطع إلى مقطع إلى تغيير المعنى، فإننا نجد المعجميين العرب يهملون بيان موقع النبر في الكلمة، وإن كان بيان موضعه ضروري لمن يريد تحقيق النطق العربي الفصيح، كما أنه ضروري بالنسبة لمن يريد أن يتعلم كيفية النطق الحديث للهجات العربية.



[1]  الأصوات اللغوية، د. إبراهيم أنيس، ط6، مصر، 1984، نقلا عن: النبر في اللغة العربية، علي حسن مزبان، ص318

[2]  البحث اللغوي عند العرب، د. أحمد مختار عبد الحميد عمر، عالم الكتب، ط8: 2003، ص120

[3]  مبادئ اللسانيات، أحمد محمد قدور، ص 163، نقلا عن: النبر في العربية، حسن بن جابر القرني، جامعة الملك سعود، ص545