ادوات البحث العلمي   ماستر 1 تحضير بدني

مقدمة عن أدوات البحث العلمي

تعتمد عملية البحث العلمي في الحصول على المعلومات والبيانات اللازمة من عينة الدراسة على مجموعة من الأدوات، وتختلف هذه الأدوات وتتعدد حسب طبيعة البحث الذي سيجريها الباحث وعينة الدراسة التي ستطبق عليها الأداة، وقد يتم استخدام أكثر من أداة في عملية البحث وفقاً لما يراه الباحث ويسعى لتحقيقه، ويضم البحث العلمي مجموعة من الأدوات وهي على النحو التالي:

 

 الاستبانة كأداه من أدوات البحث

هي من أداوت البحث العلمي التي تضم مجموعة من الأسئلة والفقرات التي يكون الغاية منها هو جمع البيانات من عينة الدراسة، وتنقسم إلى استبانات مفتوحة تصاغ بأسئلة مقالية، واستبانات مقيدة ت

صاغ بأسئلة اختيار من متعدد، واستبانات مفتوحة مقيدة تجمع بين النوعين السابقين، وتتميز الاستبانة باعتبارها من أدوات البحث العلمي بأنها أقل تكلفة وسهولة في تحليل النتائج.

متى يجب عليك استخدام الاستبانة كأداة لجمع بيانات الدراسة؟

تعتبر الاستبانة من أهم أدوات البحث العلمي التي يستعملها الباحثون في كافة أنحاء العالم. حيث يقوم الباحث بتصميم استبيان يحتوي على مجموعة من الأسئلة يجيب عليها أفراد مجتمع البحث وتهم الجانب الذي يرغب الباحث في دراسته كاتجاهات الأفراد وميولهم المتعلقة بأي موضوع من المواضيع. فالاستبانة وسيلة هامة للغاية للحصول على بيانات البحث. والاستبانة أيضا اقتصادية وموفرة للجهد إذا ما تمت مقارنتها بأدوات جمع البيانات الأخرى.

فاعلية الاستبانة وعن الوقت المناسب لاستعمالها

يتساءل الكثير من الباحثين حول فاعلية الاستبانة وعن الوقت المناسب لاستعمالها وهو سؤال مهم لأن احسن اختيار وسائل البحث ضامن لحسن سير البحث نفسه، وبالتالي يجب الانتباه الى العناصر التالية التي تميز الاستبانة والتي تجعلها مناسبة لبحثك:

الاستبانة على عكس المقابلة، تمنح المشارك وقتا كافيا للتفكير في إجابته في إطار مريح ومناسب. وبالتالي يكون المشارك أكثر قابلية لإعطاء معلومات دقيقة.

الاستبانة أكثر تمثيلا للمشاركة المدروسة مثل حالات المشاركة في استفتاءات الرأي العام.

تتميز الاستبانة بكونها من أكثر وسائل البحث فاعلية في استقاء معلومات صادقة وواضحة من مجتمع البحث حيث يتمكن المشارك في عدة أحيان من المحافظة على خصوصيته مع امكانية عدم الادلاء بهويته ليكون بالتالي أكثر قابلية للاجابة عن كل الأسئلة وخاصة المحرجة منها عكس الوسائل الأخرى.

تعطي الاستبانة للباحث ظروف التقنين الملائمة حيث من الممكن انتقاء الالفاظ ووضع الأسئلة في الترتيب المناسب وتسجيل الاجابات لاستعمالها.

فكل هذه الخصائص تساهم في جعل الاستبانة من أنجع وسائل البحث للحصول على البيانات اللازمة. وعلى الباحث اختيار نوع الاستبانة حسب خصائص البحث، فيوجد عدة أنواع من الاستبانة منها الاستبانة المغلقة، الاستبانة المفتوحة، الاستبانة المصورة. كما يجب أن تراعي الاستبانة عدة مقاييس منها الوضوح والبساطة والالتزام بأهداف البحث.

 

 

 

 المقابلة كأداه من أدوات البحث

وهي أحد أدوات البحث العلمي التي تقوم على الحوار بين الباحث وعينة الدراسة للحصول على البيانات والمعلومات المطلوبة من خلال طرح الأسئلة المحددة، وتستخدم المقابلة كاحدى أدوات البحث العلمي عندما تكون عينة الدراسة من الأطفال أو الأشخاص الذين لا يعرفون والقراءة والكتابة.

 

تمتاز المقابلة عن غيرها من أدوات تجميع المعلومات في البحث العلمي باعتمادها على الاتصال المباشر والحديث المتبادل في جمع المعلومات، فمن خلال المقابلة يتمكن الباحث في اللقاء الذي يحدث وجهًا لوجه من تشجيع الأفراد، ومساعدتهم على التوغل بعمق في المشكلة، موضوع البحث، وبخاصة تلك المشكلة ذات الطبيعية العاطفية، ويكون بمقدور الباحث أن يحصل على معلومات لا يمكن الحصول عليها عن طريق الإجابات المكتوبة، وذلك من خلال تعبيرات الوجه والجيم وتعليقات المجيبين العرضية.

 

 

 

كما تتيح المقابلة للباحث إمكانية استخلاص المعلومات الشخصية والسرية والنفاذ إلى أعماق المشاعر والآراء والاتجاهات والمعتقدات ويتمكن الباحث في المقابلة من تكييف الموقف للحصول على معلومات كافية تمتاز بالدقة بالوضوح لأنه على اتصال بمصدر المعلومات، وفضلًا عن ذلك، إن المقابلة أداة مناسبة لجمع كل من المعلومات من الأطفال والأميين الذين يتعذر عليهم التعبير عن أفكارهم بالكلمة المكتوبة وذلك من خلال توجيه الأسئلة الشفوية إليهم.

 

ما هي خطوات المقابلة؟

لا شك أن المقابلة  أحد أدوات البحث العلمي التي تستخدم لجمع المعلومات والبيانات الخاصة بمشكلة معينة، وليست هي البحث نفسه. ومن أولى الخطوات التي ينبغي على الباحث العلمي اتباعها في استخدام أسلوب المقابلة:

 

الخطوة الأولى: تحديد مشكلة البحث العلمي والهدف منه والإطار النظري لهذا البحث وفرضياته والأسباب التي دعت لاستخدام المقابلة كأداة من أدوات البحث العلمي.

 

الخطوة الثانية: هي قيام الباحث بتجربة الهدف العام وما يتصل به من مشكلة وفرضيات إلى سلسلة من الأهداف والموضوعات والمجالات المحددة التي ستكون له إطار يستوحي منه أسئلة المقابلة.

 

الخطوة الثالثة: تتضمن عمل دليل أو إطار مبدأي (يصاغ في عدد من الأسئلة) يستعين به الباحث في إجراء المقابلة وتوجيهها. وينبغي أن تكون صياغة هذا الاطار أو الدليل بحيث:

 

تمكن الباحث من الحصول على البيانات التي تحقق الأهداف وتغطي الموضوعات المحددة التي تعبر عن مشكلة البحث وهدفه العام.

تمكن الباحث من التعمق في المناقشة والوصول إلى المعلومات أثناء المقابلة.

تعين الباحث على خلق جو ودي أثناء المقابلة تشجع المجيب على الإجابة وتزيد من حماسته للموضوع.

يضمن الاتصال بين السائل والمجيب ويتيح فرص تدقيق الإجابات الواردة في المقابلة.

الخطوة الرابعة: فهي اجراء دراسة استطلاعية أو تجربة للمقابلة يليها اجراء المقابلة وما يتصل بهذا الاجراء من تسجيلات.

 

كيفية اعداد المقابلة كأداة من أدوات البحث العلمي؟

هناك بعض النقاط الهامة التي يمكن صياغتها على هيئة أسئلة ينبغي على الباحث الإجابة عنها عند الإعداد للمقابلة كأداة من أدوات البحث العلمي وهذه الأسئلة هي:

 

هل قرر الباحث أي منطقة من مناطق المعلومات يريد تغطيتها؟

هل أعد الباحث أسئلة مناسبة للحصول على البيانات المطلوبة؟

هل أدخل الباحث تعليقات تجعل المجيب يشعر بالاطمئنان وتساعد على الاستمرار بالمحادثة؟

هل عرف الباحث شيئًا عن ميول واهتمامات ومعتقدات وخلفيات الأفراد بحيث يتمكن من كسب ثقتهم وتجنب مخاصمتهم؟

هل حصل الباحث على معلومات كافية لفهم أطر المرجعية للأفراد ولتفسير اجاباتهم كما قصدوا منها؟

هل أجرى الباحث مقابلات أولية واستطلاعية لاكتشاف نقاط الضعف في طرقه وأسلوبه وأسئلته ونظام التسجيل؟

أخطاء يتعرض إليها القائم بالمقابلة كأداة من أدوات البحث العلمي:

إغفال وقائع هامة أو التقليل من أهميتها ويسمى هذا الخطأ بالتصرف.

حذف بعض الحقائق أو التعبيرات أو الخبرات ويسمى هذا الخطأ بالحذف.

المبالغة في تقدير ما يصدر عن الفرد ويسمي الخطأ بالإضافة.

عدم ذكر ما قيل بالضبط وبإبدال كلمات المسؤول بكلمات لها مضامين ويسمى هذا الخطأ بالإبدال.

عدم تذكر التتابع السليم للوقائع أو العلاقة السليمة بين الحقائق بعضها ببعض (observation) ويسمى هذا الخطأ بالتغيير.

 الملاحظة كأداه من أدوات البحث

وهي من أدوات البحث العلمي التي يتم استخدامها للحصول على بيانات متعلقة ببعض الحوادث والوقائع وذلك من خلال الرصد والتدوين من قبل الباحث، وتعتبر من أكثر أدوات البحث العلمي دقة ويمكن تسجيلها وتصويرها على أشرطة سمعية ومرئية.

متى يجب عليك استخدام الملاحظة كأداة كأداة من أدوات البحث العلمي؟

هناك مجموعة من الأدوات التقليدية وغير التقليدية لجمع المعلومات والبيانات أثناء دراسة ظاهرة معينة أو استكشاف موضوع معين، من أهم هذه الأدوات هي أداة الملاحظة. فمتى يجب عليك استخدام الملاحظة كأداة كأداة من أدوات البحث العلمي؟

يجب على الباحث استخدام الملاحظة كأداة من أدوات البحث العلمي لجمع بيانات الدراسة في حالة القيام ببحث موجه أو لمتابعة أحداث معينة أو التركيز على أبعاد محددة دون غيرها. فتستخدم الملاحظة في هذه الحالة لأن الإنسان يستطيع التمييز بين الأشياء ذات الصلة والأشياء غير ذات الصلة وانتقاء ما يلزم من معلومات والتركيز عليها. وكذلك في حالة رصد السلوك الإجتماعي في المواقف الطبيعية، حيث يمكن للمقابلة أو للاستبيان أن تؤثر على إجابات المبحوثين في محاولة لإرضاء الباحث أو لإخفاء معلومات لا يرغبون في التعبير عنها.

اضف إلى ذلك حالات البحوث التجريبية، ففي كثير من الأبحاث يتم عمل مجموعات ضابطة ومجموعات تجريبية، ويتم فيها رصد الاختلافات بين المجموعتين باستخدام أداة الملاحظة كأداة من أدوات البحث العلمي ، وذلك يضمن للباحث التحكم في البيانات المستقبلة ورصد الاختلافات بشكل فعّال. وبالإضافة لذلك ففي الحالات التي يرغب فيها الباحثون في الحصول على معلومات نوعية وليس كمية فيتوجب عليهم استخدام الملاحظة كأداة لجمع بيانات الدراسة، خاصةً وأن الملاحظة يتم فيها وصف المعلومات والبيانات بطريقة تفصيلية وتعكس مختلف التأثيرات التي تصاحب وقوع السلوك بصورة حية. وفي بعض المجالات البيولوجية، وعلوم الفلك، يتوجب عليك استخدام الملاحظة كأداة لجمع معلومات الدراسة.

 الاختبارات كأداه من أدوات البحث

الاختبارات هي أحد أدوات البحث العلمي وأحد الأدوات الأساسية في قياس السمات والتوجهات المتعلقة بالمجموعات والأفراد المستهدفين في الدراسة، وتعرف الاختبارات أيضاً باستخدام المؤثرات وصياغتها على شكل صور وأسئلة وذلك لجمع المعلومات من الفئة المستهدفة سواءً المعلومات النوعية أو الكمية من أجل إفادة الباحث خلال إجراء الدراسة العلمية

 

ما هي أقسام الاختبارات في البحث العلمي كأداة من أدوات البحث العلمي؟

يقسم الخبراء الاختبارات كأداة من أدوات البحث العلمي إلى عدة أنواع من أهمها ما يلي:

 

1. الاختبارات كأداة من أدوات البحث العلمي وفقاً للهدف منها:

 

الاختبارات الدراسية: تستخدم لقياس التحصيل العلمي ودرجته لدى الطلبة في مختلف المراحل الدراسية وتهدف للتقييم ووضع الدرجات.

الاختبارات النفسية: وهي تلك الاختبارات التي تستخدم لقياس الطبيعة الإنسانية والحركة والتصرفات والحالة الشعورية في المواقف الحياتية.

اختبارات المهارات: وهي تلك الاختبارات المستخدمة للتعرف على الأداء لدى فئة محددة مثل اختبارات اللياقة.

الاختبارات في البحث العلمي: وتهدف الاختبارات في البحث العلمي الدراسة الصفات والسلوكيات التي تتصف بها الفئة المستهدفة.

2. الاختبارات كأداة من أدوات البحث العلمي وفقاً لطريقة العرض:

 

الاختبارات الشفوية: وتتم عبر تحقيق اتصال مباشر بين المبحوثين والباحث، ويتم إلقاء الأسئلة والاستماع لإجابات الفئة المستهدفة.

الاختبارات النصية أو التحريرية: وهي تلك التي لا تحتاج لاتصال مباشر بين الباحث والفئة المستهدفة، وتتم الاختبارات النصية عبر نموذج الكتروني أو ورقي يتم عرضها على الأفراد أو الجماعات محل الدراسة.

3. الاختبارات كأداة من أدوات البحث العلمي حسب طريقة الإجراء:

 

الاختبارات الفردية: تقيس توجهات وصفات الفرد.

الاختبارات الجماعية: تقيس توجهات وصفات الجماعة المستهدفة.

4. الاختبارات كأداة من أدوات البحث العلمي حسب المحتوى:

 

الاختبارات المفتوحة: ويتطلب للإجابة عليها جمل إنشائية من قبل الفئة المستهدفة وتستخدم في الحالات التي يكون فيها موضوع الدراسة يحتاج تعمقاً في سلوكيات الفئة المستهدفة.

الاختبارات المغلقة: وهي عبارة عن أسئلة يتم الإجابة عليها من قبل الفئة المستهدفة بإجابات محددة.

الاختبارات المصورة: تتضمن مجموعات من الصور كخيارات مختلفة حسب الهدف منها.

الاختبارات العددية: وهي تلك المستخدمة في حال كانت الأسئلة ترتبط بأرقام وأعداد محددة.

ما هي صفات الاختبارات كأداة من أدوات البحث العلمي؟

 

الصدق: يجب أن تقيس الاختبارات ما تم طرحه بشكل موضوعي دون حياد، بعيداً عن المؤثرات الجانبية التي لا ترتبط بشكل وثيق بالبحث العملي، ويؤثر على عامل الصدق في قياس الاختبارات صدق الأسئلة المقدمة ووضوحها للفئة المستهدفة.

البعد عن التحيز: يجب على الباحث اختيار الأسئلة بما يتناسق مع طبيعة البحث وتعمل على إثراء المادة العلمية في البحث وذلك بعيداً عن مزاج الباحث وهواه.

الشمولية: يجب أن تتصف الاختبارات كأداة من أدوات البحث العلمي بالشمولية والإلمام بكافة الجوانب في البحث وتجنب الأسئلة غير المفيدة للبحث العلمي.

الثبات: ويقصد بها إذا تم عرض الأسئلة لأكثر من مرة على الفئة المستهدفة تكون الإجابات متشابهة.

مناسبة التوقيت: يجب على الباحث طرح الأسئلة في الوقت المناسب للفئة المستهدفة لضمان الحصول على الإجابات المثالية منها.

ما هي خطوات إعداد الاختبارات كأداة من أدوات البحث العلمي؟

هناك عدة خطوات هامة يجب على الباحث تنفيذها لضمان تنفيذ الاختبارات بالشكل الصحيح ومنها ما يلي:

 

تحديد الهدف من الاختبارات: وهي من أهم خطوات إعداد الاختبارات حيث يقوم الباحث بتحديد نوع الاختبارات والأسئلة المطروحة فيها وذلك بناءً على طبيعة البحث وموضوع الدراسة ومشكلة الدراسة التي يبحث للإجابة عنها، مما يساعد الباحث في استخلاص الإجابات بكل سهولة ويسر دون الحاجة لتكرار الاختبارات أو الخروج منها بنتائج غير دقيقة.

تصميم الاختبارات: وذلك وفقاً لعينة الدراسة وطبيعتها وبناءً على نظرة الباحث للطريقة الأمثل لاستخلاص المعلومات ومنها الأسئلة النصية والصور الفوتوغرافية وغيرها من أشكال الاختبارات سابقة الذكر كأداة من أدوات البحث العلمي.

تجربة الاختبارات: والهدف من تجربة الاختبارات كأداة من أدوات البحث العلمي التأكد من مصداقية الاختبارات وثباتها وذلك من خلال اختبار جزء من عينة الدراسة ومناقشة النتائج والتعديل ثم طرح الاختبارات على جميع عينة الدراسة.

تنفيذ الاختبار: عندما ينتهي الباحث من صيغة الاختبارات كأداة من أدوات البحث العلمي يقوم بطرح الاختبار والحصول على البيانات اللازمة.

ختاماً: بتنفيذ الاختبار نكون قد أوجزنا جميع ما يتعلق بالاختبارات في البحث العلمي وأنواعها وكيفية القيام بها، وذلك لمساعدة الباحث في رسالته العلمية وإتمام الدراسة وتحليلها وصولاً لنتائج سليمة وواضحة.

 

مقدمة:

يقرر الباحث في المرحلة الأولى من بحثه مزايا الطرق المختلفة لجميع البراهين و الأدلة و بعد أن يحدد نوع و شكل البيانات اللازمة لإختبار فروضه, بفحص ما يتيسر له من أدوات, ليختار أكثرها ملاءمة لتحقيق هدفه, و هو في هذا قد يحتاج إلى تعديل بعض أدواته أو إعداد أجهزة خاصة. و لا يغيب عن الذهن أن أي بحث علمي يبدأ بمشكلة يضع لها الباحث فروضا تعتبر حلولا محتملة. و نوع المشكلة و طبيعة الفروض هي التي تتحكم في اختيار الأدوات.و قد يتطلب بحث من الباحث عددا قليلا من الأدوات و يتطلب بحث آخر عددا أكبر.و لذلك يجب أن يتوفر لدى الباحث مجموعة من الأدوات والتي هي مجموعة الوسائل و الطرق و الأساليب و الإجراءات المختلفة التي يعتمد عليها في الحصول على المعلومات و البيانات اللازمة لإتمام و إنجاز البحث حول موضوع محدد أو مشكلة معينة.و إذا كانت هذه الأدوات متعددة و متنوعة, فإن طبيعة الموضوع أو المشكلة محل البحث أو الدراسة هي التي تحدد حجم نوعية و طبيعة الأدوات البحث التي يجب أن يستخدمها الباحث في إنجاز و إتمام بحثه وعلى هذا الأساس فما هي الأدوات التي يعتمد عليها الباحث في البحث العلمي؟

بحث حول أدوات البحث العلمي

المبحث الأول: العينة.

يعتبر استخدام العينة من الأمور الشائعة في المجال البحوث والدراسات العلمية سواء الاجتماعية أو الطبيعية منها, إن اختيار عينة لإجراء الدراسة عليها قد يكون مفضلا على دراسة كامل مجتمع الأصلي نظرا لما في ذلك من توفير للوقت والمال والجهد المبذول.

المطلب الأول: تعريف العينة.

تتطلب دراسة ظاهرة أو مشكلة ما توفر بيانات ومعلومات ضرورية عن هذه الظاهرة أو المشكلة لتساعد الباحث في اتخاذ قرار أو حكم مناسب حيالها. فمشكلة ضعف الطلبة في اللغة الإنجليزية تتطلب من الباحث ضرورة وضع تعريف محدد وواضح لمجتمع الدراسة وهم الطلبة هل هم طلبة المرحلة الإلزامية أم الثانوية أم كلاهما أم هم الطلبة في دولة معينة...الخ.

إن التحديد الواضح لمجتمع الدراسة والذي يقصد به جميع العناصر أو المفردات التي سيدرسها الباحث أمر ضروري جدا لأنه سيساعده في تحديد الأسلوب العلمي لأمثل لدراسة هذا المجتمع خاصة وأن بعض المشكلات المدروسة أحيانا تغطي المجتمعات كبيرة يصعب دراسة كل عنصر أو حالة فيها كذلك قد يترتب على دراسة كل عنصر أو حالة تكاليف باهظة يتعذر معها تنفيذ الدراسة وفي بعض الأحيان يصعب الوصول إلى كل عنصر من العناصر الدراسة لسبب أو آخر كذلك قد تكون دراسة جميع عناصر المجتمع غير مجدية خصوصا إذا كانت هذه العناصر متجانسة نسبيا.

وفي بعض الأحيان فان الحاجة إلى اتخاذ قرارات سريعة بخصوص مشكلة أو ظاهرة قد لا يمكن أو يساعد على دراسة جميع عناصر المجتمع لذلك يلجأ الباحث في مثل الحالات إلى استخدام أسلوب العينة بدلا من أسلوب المسح الشامل.(1)

________________________________________

(1)- ربحي مصطفى عليان و عثمان غنيم محمد.مناهج و أساليب البحث العلمي.دار صفاء للنشر و التوزيع.عمان. .الطبعة الأولى 2000.الصفحة137.

 

المطلب الثاني: أنواع العينات.

تتوفر العينات على مجموعة من الأنواع تتلخص فيما يلي:

-الفرع الأول: العينة العشوائية البسيطة:

و هي العينة التي يتم اختيارها بحيث يكون لكل مفردة من مفردات المجتمع فرص متكافئة في الاختيار...أي أنه ليس هناك تحيز ينتج من الاختيار...و هناك أساليب عديدة لاختيار العينة العشوائية من بينها طريقة القرعة, حيث توضع الأوراق في صندوق أو كيس مثلا و بعد خلطها جيدا, يسحب منها عدد من الوحدات المطلوبة دون تمييز بين الأوراق...و لكن هذه الطريقة عسيرة التطبيق خصوصا مع المجتمعات الكبيرة...كما أنها من الناحية الفنية لا تحقق الفرص المتكافئة تماما في الاختيار, ذلك لأنه عند سحب أحد الأوراق من الصندوق. فإن الفرص تزداد في إمكانية اختيار كل واحدة من الأوراق المتبقية نظرا لأن عدد الأوراق الكلي قد قل.

و على ذلك فقد أعد العلماء جداول الأرقام العشوائية لتيسر عملية الاختيار العشوائي و في هذه الحالة, فإن جميع مفردات المجتمع الأصلي ترتب ترتيبا مسلسلا بحيث تحتوي الأوراق المعطاة على رقمين 3.2.1.....الخ.

ثم يستخدم جدول الأرقام العشوائية لتحديد الحالات المختارة للعينة

هذا و عند استخدام جدول الأرقام العشوائية, فإن الباحث يختار إي نقطة في الجدول ثم يقرأ الأرقام في أي اتجاه(أفقي, رأسي أو بميل...).(1)

- الفرع الثاني:العينة العشوائية المنتظمة:

يقسم المجتمع الأصلي في هذه الحالة إلى مجموعات متساوية العدد أو الفئات (إذا كان المجتمع مثلا يتكون من 100 مفردة ويراد عينة من 10 فإن المجتمع يقسم إلى مجموعات متساوية) والمهم في حالة العينة العشوائية المنتظمة هذه أن يتم اختيار المفردة الأولى عشوائيا من بين وحدات المجموعة الأولى وعلى ذلك فإن الوحدات المتتالية التي ستنضم ستكون36.26.16.6...الخ.معناه أن العدد 10 هو الفاصل بين الأرقام(2).

________________________________________

(1)- أحمد بدر.أصول البحث العلمي و مناهجه.وكالة المطبوعات.الكويت.الطبعة الرابعة1978.الصفحة325

(2)-المرجع داته.الصفحة228.227.

 

- الفرع الثالث: العينة العرضية:

هذا النوع من العينات يختلف عن الأنواع السابقة من حيث أن العينة العرضية لا تمثل المجتمع الأصلي تمثيلا صحيحا, و إنما تمثل العينة نفسها فقط.فالباحث في هذه الحالة يأخذ العينات بطريقة الصدفة أي يحصل على معلومات من الذين يصادفهم. و طبعا فإن نتيجة هذه العينات لا تعكس الواقع للمجتمع الأصلي و إنما تعطي فكرة عن مجموع الأفراد الذين أخد منهم الباحث المعلومات المتجمعة لديه.

- الفرع الرابع : العينة العنقودية:

تكون وحدات العينة في مثل هذا النوع من العينات كبيرة الشبه من العناقيد التي تكون وحدات طبيعية متقاربة مكانيا أو زمانيا ثم يجري اختيار عدد معين من أفراد كل وحدة معيارية أو عنقود و ذلك وفق أسلوب بسيط أو عنقودي.

مثال:لدراسة معدل دخل أسرة في مدينة ما فإننا نختار عينة عنقودية تكون فيها أحياء المدينة بمثابة عناقيد ثم نقسم كل حي إلى مجموعة من العمارات نختار من كل منها عدد معين مت الشقق و ندرس دخل الأسرة المقيمة في هذه الشقق و بذلك نكون قد حصلنا على عينة عنقودية.(1)

المطلب الثالث: أسباب اللجوء إلى استخدام العينات.

إن إجراء البحث على كامل المجتمع الأصلي يكون مفضلا في معظم الحالات على اختيار العينة و إجراء الدراسة عليها نظرا لما يعطيه دراسة كامل المجتمع من نتائج أقرب للواقع و أكثر قابلية لتعميم إلا أن هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الباحث إلى الاعتماد على العينة بدل من إجراء دراسته على كامل المجتمع الأصلي و ضمن تلك الأسباب ما يلي:

________________________________________

(1)- عليان و غنيم.مرجع سابق الذكر.الصفحة147

 

جغرافيا فإن ذلك يتطلب تكلفة عالية و جهد كبير و وقت طويل من الباحث, فإذا كان موضوع البحث يتعلق مثلا بالعلاقة بين دخل الأسرة و حجم ادخارها فإن إجراء الدراسة على جميع الأسر يتطلب تكلفة عالية لتجميع البيانات و تحليلها كما يتطلب جهدا كبيرا من الباحث و يتطلب وقتا طويلا حتى يتسنى تجميع البيانات من جميع الأسر.

- ضعف الرقابة و إشراف:ففي حالة كون مجتمع الدراسة كبير فإن ذلك قد يتطلب استعانة الباحث بأشخاص لمساعدته بجمع البيانات و تحليلها.

و على رغم من أن تدريب أولائك المساعدين بشكل جيد على القيام بالأعمال المطلوبة منهم قد يساعد على التخفيف من حدة هذه المشكلة إلا أن إمكانية الضبط و الرقابة قد تضعف مع ازدياد حجم البيانات و الجهد المطلوب لجمعها و تحليلها.

- التجانس التام في خصائص المجتمع الدراسة الأصلي: فهناك بعض أنواع الأبحاث التي يكون فيها عناصر المجتمع الدراسة الأصلي متجانس بشكل كبير و بالتالي نفس النتائج يتم الحصول عليها سواء أجريت الدراسة على كامل المجتمع و على أجزاء منه.

- عدم إمكانية إجراء الدراسة على كامل عناصر المجتمع الأصلي: ففي بعض أنواع الأطعمة المنتجة كالألبان و المشروبات كالعصير و بعض السلع الكهربائية كالتلفاز تقوم معظم المصانع باختيار عينات من الإنتاج بشكل دوري و يتم فحص تلك العينات لتأكد من سلامتها و مطابقتها لمواصفات المحددة.

- عدم إمكانية حصر كامل عناصر مجتمع الدراسة الأصلي: فهناك العديد من الدراسات التي لا يمكن فيها حصر كامل عناصر مجتمع الدراسة الأصلي و من الأمثلة على ذلك دراسة المدمنين على المخدرات فقد لا تتوفر معلومات عن كامل المدمنين في الدولة أو قد تكون المعلومات سرية و لا يمكن الإباحة بها عن هذه الفئة.(1)

________________________________________

(1)-عبيدات محمد .أبو نصار محمد.مبيضين عقلة.منهجية البحث العلمي :القواعد و المراحل و التطبيقات.دار وائل.عمان 1998.الصفحة91-92.

 

المبحث الثاني: أساليب جمع البيانات و المعلومات.

بعد الإلمام بأساليب اختيار العينات نتطرق لأن إلى بعض وسائل جمع المعلومات عن طريق الاستبيان المقابلة و الملاحظة و هذه الأنواع الثلاث يمكن أن يعتمد عليها كل متخصص في مهنته.

المطلب الأول: الاستبيان.

الفرع الأول: تعريف الاستبيان.

يعرف الاستبيان بأنه مجموعة من الأسئلة المرتبة حول موضوع معين يتم وضعها في إستمارة ترسل لأشخاص المعنيين عن طريق البريد أو يجري تسليمها باليد تمهيدا للحصول على أجوبة الأسئلة الواردة فيها و بواسطتها يمكن التوصل إلى حقائق جديدة عن الموضوع و تأكد من معلومات متعارف عليها لكنها غير مدعمة بحقائق.

و الأسلوب المثالي في الاستبيان هو أن يحمله الباحث بنفسه إلى الأشخاص ويسجل بنفسه الأجوبة و الملاحظات التي تثري البحث.(1)

الفرع الثاني:أنواع الاستبيانات.

الاستبيانات عدة أنواع, و يمكن تقسيمها إلى ما يلي:

1 – من حيث طرح الأسئلة:

أ – الاستبيانات المغلقة:

تكون لإجابة فيها على الأسئلة في العادة محددة بعدد من الخيارات مثل "نعم"أو"لا""موافق"أو"غير موافق"...الخ.و قد يتضمن عددا من الإجابات و على المجيب أن يختار من بينها الإجابة المناسبة.

و يمتاز هذا النوع من الاستبيانات بما يلي:

- سهولة تفريغ المعلومات من المُسؤَل.

- قلة التكاليف.

- لا يأخذ وقتا طويلا للإجابة على الأسئلة.

________________________________________

(1)- د عمار بوحوش ود محمد محمود.مناهج البحث العلمي و طرق إعداد البحوث.ديوان المطبوعات الجامعية.الجزائر 1995.الصفحة56-57.

 

- لا يحتاج المجيب لاجتهاد لأن الأسئلة موجودة و عليه اختيار الجواب المناسب فقط.

أما العيوب هذا النوع من الاستبيانات فتتلخص فيما يلي:

- قد يجد المجيب صعوبة في إدراك معاني الأسئلة.

- لا يستطيع المجيب إبداء رأيه في المشكلة المطروحة.

ب-الاستبيانات المفتوحة:

و يتميز هذا النوع من الاستبيانات بأنه يتيح الفرصة للمجيب على الأسئلة الواردة في الاستبيان أن يعبر عن رأيه بدلا من التقيد و حصر إجابته في عدد من الخيارات. و يتميز هذا النوع بأنه:

* ملائم للمواضيع المعقدة.

* يعطي معلومات دقيقة.

* سهل التحضير.

أما عيوبه فهي أنه:

* يكلف الكثير.

* صعب في تحليل الإجابات و تصنيفها.

ج)- الاستبيانات المغلقة-المفتوحة:

هي نوع من الاستبيانات تكون مجموعة من الأسئلة منها مغلقة تتطلب من المفحوصين اختيار الإجابة المناسبة لها, و مجموعة أخرى من الأسئلة مفتوحة’ و للمفحوصين الحرية في الإجابة و يستعمل هذا النوع عندما يكون موضوع البحث صعبا و على درجة كبيرة من التعقيد مما يعني حاجتنا لأسئلة واسعة و عميقة. و يمتاز هذا النوع من الاستبيانات بأنه:

* أكثر كفاءة في الحصول على معلومات.

* يعطي للمجيب فرصة لإبداء رأيه.(1)

________________________________________

(1)- بوحوش ومحمود. (مرجع سابق الذكر).الصفحة57-58

 

2 - من حيث طريقة التطبيق:

أ- الاستبيان المدار ذاتيا من قبل المبحوث و هو الذي قد يرسل بالبريد أو يوزع عبر صفحات الجرائد أو يبث عبر الإذاعة و التلفزة. و في هذه الحالة فإن المبحوث هو الذي يتصرف و يجيب على الأسئلة المطروحة من تلقاء نفسه.

ب- الاستبيان المدار من طرف الباحث.

3- من حيث عدد المبحوثين:

أ- هناك استبيان تعطي للمبحوثين فرادى.

ب- هناك استبيانات توزع على المبحوثين و مجتمعين.(1)

الفرع الثالث: مزايا و عيوب الاستبيان.

مزايا الاستبيانات:

*- تكاليفها ليست مرتفعة.

*- تتطلب مهارة أقل من المقابلة.

*- نستطيع إيصالها لأعداد كبيرة من الناس.

*- تمنح فرصة للمبحوث للتفكير في الأسئلة بعمق أكثر منه من المقابلة.

*- لا تحتاج لعدد كبير من الأشخاص لجمعها.

*- يمكن إيصالها إلى أشخاص يصعب الوصول إليهم.

*-يمكن أن نحصل عن طريقها على معلومات حساسة قد لا يستطيع المبحوث قولها مباشرة للباحث.

*- يسهل تحليل نتائجها.

*- تتوافر فيها ظروف أفضل لتقنين المعلومات و ذلك من خلال صياغة الأسئلة و مضمونها.

*- تستخدم في البحوث التي تحتاج إلى بيانات حساسة و محرجة.

________________________________________

(1)- المرجع ذاته .الصفحة59

 

عيوب الاستبيانات:

*- لا تعود نسبة كبيرة من الاستبيانات التي تذهب بالبريد.

*- لا يمكن استخدامها في المجتمعات الأمية.

*- قد لا يفهم المبحوث بعض الأسئلة.

*- لا يستطيع الباحث أن يعرف ردود فعل المجيب.(1)

المطلب الثاني: الملاحظة.

تعتمد مقدرة البحث العلمي على استخدام طريقة الملاحظة بشكل علمي و موضوعي على ميوله و قدرته على تمييز بين الأحداث و الربط بينهما في تدوين ملاحظاته.

الفرع الأول: تعريف الملاحظة.

الملاحظة أداة من أدوات البحث العلمي و التي يتم بواسطتها مراقبة و مشاهدة الظاهرة كما هي في الواقع و التعبير عنها كمًا و كيفا و هي أداة هامة يستخدمها الباحثون للوقوف على الظاهرة في وضعها الطبيعي التلقائي دون أن يكون هناك تدخل من قبل الباحث في معادلة الظاهرة أو مفرداتها أو طبيعة العلاقات الناشئة بين أجزائها, و لابد من القول أن الملاحظة تحتاج إلى تدريب و تمرين و تركيز كبير ليستطيع المشاهد أن يوجه اهتمامه و انتباهه إلى ما يود دراسته, لذلك فإن الملاحظة تعتمد بشكل كبير على الحواس و خاصة حاسة النظر(2)

الفرع الثاني: أنواع الملاحظة.

1- الملاحظة المنظمة:

هي تلك المشاهدات التي يقوم بواسطتها اختيار و تسجيل الظاهرة في وضعها الطبيعي و ترميزها "تحويلها إلى رموز"و ذلك أن عملية اختيار السلوك مراقبته هي خطوة الإستباقية الأولى ليتم بعدها تسجيل الملاحظات عن هذا السلوك بطريقة علمية تأخذ شكل الرموز الاصطلاحية.

________________________________________

(1)- المرجع داته.الصفحة64

(2)- جودة محفوظ و ظاهر الكلالدة.أساليب البحث العلمي في ميدان العلوم الإدارية.مؤسسة زهران.عمان 1997الصفحة95-96

 

2- الملاحظة البسيطة:

هي ملاحظة استطلاعية و استكشافية لا يكون لها تحضير مسبق و لا تخضع للضبط العلمي و الهدف منها الحصول على معلومات و بيانات أولية عن الظاهرة لتكوين فكرة أو تصوير مبدئي و غالبا ما يكون مجال الملاحظة غير محدد بشكل دقيق فيما يتعلق بالظاهرة أو السلوك,لذلك تكون مشاهدات عابرة و كمقدمة للدراسات العميقة اللاحقة.

3- الملاحظة بالمشاركة:

عبارة عن ملاحظة يقوم فيها الباحث بدور المشارك الفعال في الجماعة و أنماطهم المعيشة و تقمص أدوارهم و العادات ة التقاليد و نظام الحياة بحيث يصبح و كأنه أحد أفراد الجماعة بالإضافة لمشاركة الباحث للجماعة في أكلهم و شربهم و لباسهم و الباحث هنا في الواقع بتفاعله المباشر و معايشته للظروف و الأحداث يجعل من ملاحظاته ذات قيمة علمية عالية في صدقها و دقتها و موضوعيتها لذلك فهو مشارك و ملاحظ في آن واحد.

4- الملاحظة غير المشاركة:

و هي عكس الملاحظة المشاركة ففي هذا النوع من الملاحظة فإن الباحث يقوم بدور المراقب أو المتفرج سواء كان عن قرب أو بعد و سواء كان بشكل مباشر أو من وراء الستار بحيث لا يتفاعل الباحث مع الظاهرة و هو يستخدم هنا الحواس مثل النظر و السمع بشكل أكبر.(1)

الفرع الثالث: مزايا و عيوب الملاحظة.

مزايا الملاحظة:

*- في الكثير من الظواهر و الحوادث, قد تكون الملاحظة من أكثر وسائل جمع المعلومات فائدة للتعرف على الظواهر أو الحادثة.

*- عدم الاعتماد على ما يدليه المبحوث بل أخد تصرفاتهم على وضعها الطبيعي, شرط أن لا يكونوا قد اصطنعوا بعض التصرفات عند إدراكهم أن الباحث يقوم بالملاحظة.

________________________________________

(1)- المرجع داته. الصفحة96-103.

 

*- هناك بعض النواحي التي لا يستطيع فيها استخدام أسلوبي المقابلة و الاستبيان لجمع المعلومات مثل دراسة ظواهر الطبيعية أو بعض الحيوانات و بالتالي يعتبر أسلوب الملاحظة هو الأكثر ملائمة.

*- تسمح بتسجيل السلوك أو التعرف على الحادثة فور وقوعها.

عيوب الملاحظة:

*- قد تستغرق وقت طويل و جهدا و تكلفة مرتفعة من الباحث. ففي بعض الحالات يتطلب الأمر أن ينظر الباحث فترة طويلة حتى تقع الحادثة .

*- قد يتعرض الباحث للخطر في بعض أنواع الدراسات نثل السجن أو القبائل البدائية.

*- التحيز من قبل الباحث الذي يكون مقصود بسبب تأثره بالأفراد أو أن يكون تحيز غير مباشر عن طريق عدم نجاح الباحث في تفسير ظاهرة ما.

*- التحيز من قبل المبحوثين إذا ما أدركوا وقوعهم تحت تصرف عملية الملاحظة.

*- هناك بعض الحالات الخاصة بأفراد و التي قد يكون من الصعب على الباحث استخدام أسلوب الملاحظة فيها مثل العلاقة الزوجية.(1)

 

المطلب الثالث: المقابلة.

تعتبر المقابلة من الأدوات الرئيسية لجمع المعلومات و البيانات في دراسة الأفراد و الجماعات الإنسانية. كما أنها تعد من أكثر مسائل جمع المعلومات شيوعا على البيانات الضرورية لأي بحث و المقابلة ليست بسيطة بل هي مسألة فنية.

________________________________________

(1)- المرجع داته. الصفحة128

 

الفرع الأول: تعريف المقابلة.

المقابلة عبارة عن أداة من أدوات جمع المعلومات يقوم فيها الباحث بطرح التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات من قبل المبحوث و ذلك من خلال حوار لفظي أو على شكل استبيان لفظي أو قد يكون بين شخصين أو أكثر إما وجها لوجه أو من خلال وسائل الإعلام المرئية و البث المباشر عبر استخدام الأقمار الصناعية. ذلك أن التطور التكنولوجي قد انعكس على هذه الأدوات و جعل كل منها يسرو سهولة في إجراء المقابلات عبر المحطات المرئية و المسموعة دون وجود عناء كبير و أيضا قصر مسافة و اختصار الزمن.إذن المقابلة هي عبارة عن حوار و تفاعل لفظي شفوي يتم بين الباحث و مبحوثين في وقت واحد لكن ليس بالضرورة في مكان واحد(1).

الفرع الثاني: أنواع المقابلة.

تأخذ المقابلة أشكالا و أنواعا متعددة حسب الهدف منها و نوع الدراسة و ميدانها ثم مجتمع الدراسة أو العينة و تعتمد على نوع الأسئلة و طريقة الإجابة عنها, لذلك فإن المقابلة يمكن تصنيفها حسب الأنواع التالية:

1 – المقابلة حسب الهدف و الغاية من إجرائها:

أ- المقابلة المسحية:

الهدف منها عمل مسح لاتجاهات الرأي العام حول موضوع ما و يتم بطرح مجموعة من الأسئلة المنتقاة على عينة منقاة حسب أي معيار و إنما بطريقة صدفية عرضية(2)

ب- المقابلة الإرشادية التوجيهية:

يتم فيها مقابلة المبحوث و تهدف إلى إرشاد المبحوث إلى السلك الصحيح و هذا النوع يمارسه المرشدون النفسيين في المدارس و الجامعات حول قضايا أكاديمية مثل إرشاد الطالب إلى المواد المطلوبة في خطته الدراسية.

________________________________________

(1)- بوحوش و محمود. (المرجع السابق الذكر).الصفحة65-66.

(2)- محفوظ و الكلالدة(المرجع السابق الذكر). الصفحة130

 

ج- المقابلة الإكلينيكية (العلاجية):

يكون الهدف منها علاجي و غالبا ما يستخدم هذا النوع من المقابلات في مراكز التأهيل النفسي و يمارسه الأطباء النفسانيين بالإضافة إلى المقابلات في العمل و تصحيح الأخطاء و تقييم الأداء الفردي و الجماعي للقوى البشرية العاملة و محاولة تقديم حلول للمشكلات العالقة من خلال الحوار و النقاش و المشاركة.

2- المقابلة حسب تصميم الأسئلة و الإجابة عليها:

أ- مقابلة ذات أسئلة مفتوحة:

الأسئلة حسب ما يراها المبحوث و بلغته و بطريقته الخاصة و قد تكون طويلة أو قصيرة.

ب- مقابلة ذات أسئلة مغلقة:

الإجابة بنعم أو لا, صح أو خطأ, موافق أو غير موافق....الخ وبناءا عليه يكون تصنيف المعلومات و تحليلها سهلا.

ج- مقابلة ذات أسئلة مغلقة مفتوحة:

الإجابة بنعم أو لا ,صح أو خطأ ثم يكون مثلا و لماذا؟مما يجعل المبحوث يجيب بطريقة مفتوحة و هي عبارة عن مزيج من النوع الأول و النوع الثاني.

د- المقابلة الحرة(غير المقننة):

لا يوجد أسئلة لطرحها و إنما يترك موضوع الأسئلة للشخص الذي يجري المقابلة فهو يسأل كما يراه مناسبا و حسب مجريات المقابلة و المجيب تكون له الحرية في الإجابة بطريقة خاصة.

3- المقابلة حسب الطريقة التي تتم بها:

- وجه لوجه(شخصية).

- مقابلة بواسطة التليفون: مقابلة تعتمد على النطق و السمع.

- مقابلة بواسطة التلفزة و البث المباشر و استخدام الأقمار الصناعية:و هذه تتم في وقت واحد لكن في أماكن مختلفة.(2)

________________________________________

(1)- بوحوش و محمود. (المرجع السابق الذكر).الصفحة66-.

(2)- المرجع داته.الصفحة67-68-.

 

الفرع الثالث: مزايا و عيوب المقابلة.

مزايا المقابلة:

*- تساعد الباحث في شرح الأسئلة و يجيب المبحوث عليها بدقة و بالتالي تقل الأخطاء شريطة أن يكون الباحث محايدا.

*- المقابلة مفيدة جدا إذا كان المبحوث لا يعرف القراءة و الكتابة.

*- تزود الباحث بمعلومات إضافية عن الموضوع و تساعده على فهمه جيدا.

*- نسبة الإجابة على الردود تكون أعلى من إجابات الاستبيان.

*- تتميز بفهم حقيقي و تشخيص للمسائل الإنسانية.

*-تحدد المقابلة الشخص الذي يجيب على الأسئلة.

*- يمكن للباحث العودة للمبحوث لتكملة بعض الأسئلة أو توضيح بعض الإجابات.

*- يستطيع الباحث التحكم في مدة المقابلة بالعمل على إطالتها أو تقصيرها وفقا لما تقتضيه الظروف.

عيوب المقابلة:

*- البطء, فهي تحتاج إلى وقت طويل و مجهود شاق للحصول على البيانات اللازمة.

*- يواجه الباحث صعوبات جمة نابعة من رغبة المبحوث في تضخيم الأحداث.

*- تعتبر المقابلة مكلفة ماليا,لأن الباحث قد يتعين عليه الانتقال لمقابلة أشخاص معنيين.

*- تحتاج المقابلة إلى وقت كبير لتحديد المواعيد.

*- إن نجاح المقابلة يعتمد على رغبة المستجوب و قدرته على التعبير بدقة عن ما يريد الإفصاح عنه. (1)

________________________________________

(1)- المرجع داته.الصفحة68-69

 

خــاتمــــــــــــــة:

نستخلص من تحليل هذه الدراسة أن تقنيات و أدوات البحث العلمي ضرورية لإستكما ل الدراسة كما أن لها دور بارزا فعالا في تسهيل عملية البحث و أن تنوعها يلعب دورا هاما في توضيحها, كل هذا إن دل على شيء إنما يدل على مدى اتساع موضوعية العلم.

كما أن لهذه الطرق استعمالا في مجال العلوم القانونية و الإدارية وفي مجال العلوم الاجتماعية بصفة عامة إما بمعناها اللغوي و إما بمعناها الطبيعي, لكن يتجلى مدى استخدام بجزء أو بنسبة قليلة. أي أن القانون لا يأخذ من هذه الوسائل إلا ما يحتاجه أو ما يتماشى و مبادئه.

و بالتالي فإن طرق و تقنيات البحث العلمي ليست محصورة في المجال العلمي فقط بل تدخل أيضا في مجال العلوم الإنسانية و القانونية و كل هذا يدل على مدى تطور العلوم في مختلف الميادين.