الفتح الإسلامي لبلاد المغرب

  • ثانيا: مرحلة الاستقرار وبناء القيروان

ثانيا: مرحلة الاستقرار وبناء القيروان

- في ولاية عمرو بن العاص الثانية أرسل عقبة بن نافع على رأس جيش صغير سنة 41هـ إلى لواتة ومزاتة فأطاعوه، وفي العام الموالي فتح عقبة منطقة غدامس واستقر بعد ذلك في برقة إلى أن ولاه معاوية بن أبي سفيان قيادة الفتوح في بلاد المغرب سنة 50هـ.

- نظراً لطول إقامته ببلاد إفريقية ومخالطته أهلها واكتشافه لطبيعتها فإن عقبة أدرك أن فتح بلاد المغرب لا يتم إلا عبر طريقين؛ الأول بناء قاعدة للمسلمين تكون مركزاً لتجمعهم واسترجاع قواهم والانطلاق في الفتوح من جديد، والثاني أن تشمل الفتوح عمق بلاد المغرب وعدم الاكتفاء بمدنه الساحلية التي سرعان ما تعود إلى حالتها لمجرد مغادرة المسلمين لها.

- توجه عقبة بجيشه (حوالي 10 آلاف مقاتل) إلى إفريقية لكنه تجنب الطريق الساحلي الذي سلكه أغلب القادة قبله، حيث اتجه جنوبا عبر الواحات واستجابت له قبائل لواتة ومزاتة، كما سيطر على غدامس ثم قفصة وبلاد الجريد (جنوب تونس حاليا) وعاصمتها آنذاك توزر، ثم صعد شمالا إلى قمونية.

- استشار عقبة رجاله في بناء قاعدة للمسلمين في البلاد وتم الاتفاق على أن لا يكون بناؤها بمحاذاة الساحل كي لا تتعرض لهجومات الروم البحرية وأن لا تكون موغلة في الداخل خشية تحركات القبال البربرية.

- نسبت المصادر الكثير من الكرامات لعقبة بن نافع ومنها طرده للوحوش وما إلى ذلك من القصص التي نسجها خيال الرواة.

- كان اختيار مكان القيروان موفقا إلى حد بعيد وذلك لأنها كانت في مركز وسط بين الساحل والداخل وبالتالي يسهل أمر مراقبة المنطقتين معا كما أنها كانت قريبة من المراعي.

- استمر بناء القيروان أربع سنوات (51- 55هـ) كما أنها تجددت وتوسعت في عهد الولاة اللاحقين لعقبة.

- بعد أن أتم بناء القيروان تم عزل عقبة بن نافع عن ولاية إفريقية ولم تشر المصادر إلى أسباب هذا غير أنها تذكر أن الخليفة معاوية ضم إفريقية إلى عامله مسلمة بن مخلد وقام الأخير بتولية أبو المهاجر مكان عقبة.

- أرجع بعض الباحثين سبب عزل عقبة إلى سياسية الشدة والعنف التي انتهجها ضد البربر ودليلهم على ذلك السياسية المخالفة لأبي المهاجر.

- يرى آخرون أن معاوية أوعز لمسلمة بن مخلد بعزل عقبة خوفا من انفصاله بإفريقية خاصة وأنه أحد أقرباء عمرو بن العاص الذي كان معاوية يخشى من مطامعه في مصر وإفريقية.

- هناك من يرى أن سبب عزل عقبة هو موقف مسلمة بن مخلد السلبي منه وطمعه في إفريقية حيث أخذ يحرض الخليفة على عزله.

- تذكر المصادر أن أبا المهاجر أساء عزل عقبة غير أنها لم ترد تعليلا معقولا لذلك.

- يرى بعض المؤرخين أن أبا المهاجر لم يسئ معاملة عقبة من تلقاء نفسه، إنما كان مأموراً بالقيام بذلك من مولاه مسلمة بن مخلد والي مصر وأدلتهم في ذلك:

• أن عقبة حينما اشتكى لمعاوية سوء عزله لم يشر الأخير في رده إلى أبي المهاجر إنما اكتفى بإبراز مكانة مسلمة وهو دليل على أن مسؤولية الإساءة لعقبة تقع على عاتق مسلمة وليس أبي المهاجر.

• تذكر المصادر أن أبا المهاجر حين سمع بأن عقبة قد دعا عليه تملكه الخوف لأنه كان مستجاب الدعوة، وهذا دليل على أنه فعل ذلك مضطراً.

• لو لم يدفع مسلمة بأبي المهاجر للإساء إلى عقبة لكان عاقبه على فعله.

• لو لم يكن مسلمة هو الذي أمر بتوجيه الإساءة لعقبة لما جاء الأمر بإطلاق سراحه من الخليفة نفسه، ولو لم يكن هذا الأخير يعلم أن مسلمة وراء هذه الإساءة لأمر بعزل أبي المهاجر.

صورة توضح سير المرحلتين الأولى والثانية من فتوح بلاد المغرب
بدايةنهاية
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)