نظريات الاتصال

فروض نظرية الحتمية القيمية في الإعلام لعبد الرحمان عزي

تقدم نظرية الحتمية القيمية في الإعلام عدد من الفرضيات البينة التي يمكن استخدامها جزئياً، أو كلياً في أي دراسة في ميدان الاتصال والإعلام، ويدخل في افتراضات نظرية الحتمية القيمية في الإعلام اعتبار أنَّ "العجز القيمي" في وسائل الإعلام "التقليدية والجديدة" واضح رغم الانفجار المعلوماتي الذي تتسم به هذه الأخيرة. ويكون العامل الأساسي في تحديد السالب والموجب في التعرض لهذه الوسيلة مخزون المجتمع الثقافي والقيمي أساساً ويتداخل ذلك مع طبيعة المحيط العائلي الاجتماعي والمؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية القائمة. ويمكن مقاربة الوسائل وتأثيرها على المجتمع جزئياً اعتماداً على مبدأ التضاد الثنائي، الذي أتي به البنيويون والقائم على أن سمة أية ظاهرة اتصالية، أو اجتماعية تبرز أساساً في علاقتها مع السمة التي تقابلها من الجانب الآخر، كالخير والشر والأبيض والأسود والموجب والسالب، ...إلخ. فالإعلام يحمل السالب والموجب. وهذا التضاد قائم في طبيعة الوسيلة ذاتها وتدعمه العديد من الدراسات في المجال.

ويمكن تقسيم فرضيات نظرية الحتمية القيمية إلى صنفين وهما:

  • فرضيات عادات الاتصال وثقافة التعامل مع وسائل الإعلام:

    وتوفر هذه الفرضيات "الخلفية المعلوماتية" التي تحيط البحث وتقدم مؤشرات "دالة قيمياً" عن مدى ارتباط المبحوث بوسائل الإعلام، وقد أدخلنا عنصر "الشباب" في هذه الفرضيات على اعتبار أنَّ "فئة الشباب" أكثر الفئات المستهدفة ويسمح موقعها الاجتماعي بالتأثر والتأثير في مجال نظام القيم السائدة والمرغوبة.

  • فرضيات الأثر السالب والموجب انطلاقاً من الافتراض الأساس للنظرية:

    كلما ارتبطت مضامين وسائل الإعلام بالقيمة كان أثرها موجباً، وكلما ابتعدت تلك المضامين عن القيمة كان أثرها سالباً، فوسائل الإعلام سلاح ذو حدين.

  • فرضيات تأثيرات استخدام وسائل الإعلام بين السلبي والإيجابي:

    - إنَّ كثرة استخدام وسائل الإعلام تحدث الإحساس بالعزلة.

    - إنَّ كثرة استخدام وسائل الإعلام في حد ذاتها تجعل الفرد يخصص وقتاً محدوداً للتواصل العائلي وتكوين الأصدقاء، وذلك يؤثر سلباً على العلاقات والوظائف والمسؤوليات الاجتماعية، أي أنها تعمل على تضييق المحيط الغني.

    - إنَّ سوء استخدام وسائل الإعلام(المضمون) يؤدي إلى إهدار القيم أو تحييدها.

    - إنَّ سوء استخدام وسائل الإعلام (المضمون) يؤدي إلى إضعاف الحساسية القيمية، واضمحلال الاستحياء تجاه الممنوعات الثقافية.

    - إنَّ سوء استخدام وسائل الإعلام (المضمون) يؤدي إلى إضعاف دور قادة الرأي والفكر، وتقمص أدوار "النجوم السينمائية"و"الرياضية".

    - إنَّ تدخل الأولياء في الإشراف على استخدام أبنائهم لوسائل الإعلام محدود وغير مؤثر إلى حد كبير.

    - إنَّ سوء استخدام وسائل الإعلام في حد ذاته يمنع الفرد من تغيير ذاته ومحيطه.

    - إنَّ سوء استخدام وسائل الإعلام يؤدي إلى تقليص المحلي وتوسيع العالمي.

    - إنَّ سوء استخدام وسائل الإعلام يؤدي إلى تنمية النزعة الاستهلاكية وتعزيزها.

    - إنَّ حسن استخدام وسائل الإعلام قد يعمل على تعزيز القيم وقد يولد أيضا الإحساس بالذنب إذا ساء استخدام تلك الوسائل.

    - انَّ حسن استخدام وسائل الاتصال والإعلام، يحقق الإشباع والترفيه كما أنَّه يلعب دور التحويل عندما يلجأ الفرد إلى وسائل الإعلام للتنفيس عن قلق نفسي أو نزاعات عدوانية.

vidio 3
PreviousPreviousNextNext
HomepageHomepagePrintPrintCreated with Scenari (new window)