1ــ جهود عبد القادر الجرجاني
حظي "عبد القاهر الجرجاني " باهتمام كبير من قبل الباحثين المحدثين ، خاصة عند حديثهم عن كتابه "دلائل الاعجاز" و"نظرية النظم" ،إلا أن أكثرهم لا يشيرون إلى ما في آرائه من تمهيد مبكر للنظرية اللسانية لما أصبح معروفا ب:" قواعد التماسك النحوي" الذي يُعد من أهم مباحث لسانيات النص.كما اهتم علماء البلاغة بالبيان لأنه"اسم جامع لكل شيء كشف لك قناع المعنى، وهتك الحجاب دون الضمير،حتى يفضي السّامع إلى حقيقته، ويهجم على محصوله كائنا مكان ذلك البيان، ومن أي جنس كان الدّليل؛لأن مدار الأمر و الغاية التي إليها يجري القائل والسّامع ،إنما هو الفهم والإفهام؛ فبأي شيء بلغت الإفهام، وأوضحت عن المعنى، فذلك هو البيان في ذلك الموضع . فالمعاني تترتب دلالتها من خلال مكانها في النّظم، وحسن معناها مع جارتها، فالمزية التي عبّر عنها عبد القاهر الجرجاني "ليس الغرض أن توالت ألفاظها في النطق بل تناسقت دلالتها وتلاقت معانيها على الوجه الذي اقتضاه العقل. "