أ- علاقة لسانيات النص بعلم البلاغة

اهتم علماء البلاغة بالعناصر الجمالية والبرهانية من أجل التأثير والإقناع 11[1]،لأنّ هدفها الرئيسي ينحصر في توفر القواعد وإعداد النماذج التي يستطيع المتكلم بمساعدتها إقناع سامعيه بحديثه .وبمقدرته على تحقيق إثارة الشيء الذي يدافع عنه ، ويمكن وصف الخطاب بانه متحيّز ويقوم على الاقناع" ، وقد تفطن أهل البلاغة منذ القدم إلى الإجراءات والأدوات التي تحدث التأثير الذي ينشده المتكلم كما يقول" ليش U.Leich" الذي يرى أن"اليلاغة تداولية في صميمها ؛إذ إنها ممارسة الاتصال بين المتكلم والسامع، بحيث يحلان إشكالية علاقتهما مستخدمين وسائل محددة للتأثير على بعضها" 12[2]. ، وكل هذه الممارسة الخطابية التي ينشدها المتكلم من إقناع المتلقي برسالته. كما يبين لنا "شبلنز" أن لسانيات النص تستفيد من البلاغة ولا يخلو أي نموذج منها ،لأنها "نظاما من التعليمات تستخدم في انتاج النص، فإن معارفها مهمة في انتاج كثير من الحالات ،وإن كان يتم عرض إمكانات الانتفاع بالأجناس البلاغية كلها في تحليل النص" 13[3] .