مفهوم التوجيه والإرشاد التربوي

يعد التوجيه والإرشاد التربوي مفهوم يشمل عمليتين أساسيتين وفي هذا الجزء سنتطرق لكل من التوجيه والإرشاد على حدى لكي يتمكن الطالب من إدراك الفرق بينها

مفهوم التوجيه التربوي

تعريف التوجيه التربوي:

يعد التوجيه أحد الأركـان الأساسـية للعمليـة الإداريـة، وباعتبـار أن التسلـسل المنطقي للعملية الإدارية يبدأ من التخطيط، ثم التنظـيم، فالتوجيـه حيـث يـتم عـن طريق الإشراف على المرؤوسين، والاتصال بهم بهدف إرشادهم وترغيبهم للعمل أثنـاء سير العملية التنفيذية، ثم تقويم أداء العاملين بالوظائف التنفيذية ومن أهم تعاريف التوجيه التربوي ما يلي:

لقد عرف الفانسو (Alfonso )التوجيه التربوي بقوله» :الــسلوك المــنظم تنظــيما رســميا مــن قبــل المؤســسة التعليميــة، ويــؤثر فيهـا تـأثيرا مبـاشرا عـلى سـلوك المدرسـين، بـشكل يحـسن تعلــم التلاميـذ ويحقـق أهداف المؤسسة»

أمـا مكتـب التربيـة العـربي لـدول الخلـيج العربيـة فـيرى أن التوجيـه هـو» :العمليـــة التـــي يـــتم فيهـــا تطـــوير العمليـــة التعليميـــة التعلميـــة، ومتابعـــة تنفيــذ كــل مــا يتعلــق بهــا لتحقيــق الأهــداف التربويــة وهــو يــشمل الإشراف عــلى جميــع العمليــات التــي تجــري في المدرســة، ســواء كانــت تدريبيــة أو إداريــة أو تتعلـق بـأي نـوع مـن أنـواع النـشاط التربـوي في المدرسـة وخارجهـا،والعلاقـات والتفاعلات الموجودة فيما بينها .«

أما كيلي (T.Kelly) فيرى أنه:وضع أساس علمي لتصنيف التلاميذ في دراسـة مـن الدراسـات أو مقـرر مـن المقررات التي تدرس له، فالتوجيه المدرسي، كما يراه كيلي ينص على مساعدة التلميـذ في اختيار نوع الدراسة أو الاختصاص الذي يوافق ميولـه واهتماماتـه، وذلـك لـضمان نجاحه.

ويعرف مايرز التوجيه التربوي بأنه" العملية التي تهتم بـالتوفيق بـين الفـرد بمالـه مـن خصائص مميزة من ناحية والفرص الدراسية المختلفة والمطالب المتباينة من ناحية أخـرى والتـي تهتم أيضاً بتوفير المجال الذي يؤدي إلى نمو الفرد وتربيته"

ويرى كل من بركات وزيدان التوجيـه التربـوي عـلى أنـه " مجموعـة الخـدمات التـي تهدف إلى مساعدة الفـرد عـلى أن يفهـم نفسـه ومشـاكله، وأن يسـتغل إمكاناتـه الذاتيـة مـن قدرات ومهارات واستعدادات وميـول وأن يسـتغل إمكانيـات بيئتـه فيحـدد أهـدافاً تتفـق مـع إمكانياته من ناحية، وإمكانيات هذه البيئة من ناحية أخرى نتيجة لفهم نفسه وبيئته، واختيار أفضل الطرق التي تحقق له ذلك إلى أن يصل إلى التكيف مع نفسه وبيئته فيبلغ أقصى ما يمكن بلوغه من النمو والتكامل في شخصيته"

في حين يعرف زهران التوجيه بأنه" العملية الواعية والمسـتمرة والبنـاءة والمخطـط لهـا بعنايـة، والتي تهدف إلى مساعدة الفرد وتشـجيعه لـكي يعـرف نفسـه ويفهـم ذاتـه ويـدرس شخصـيته ويعرف خبراته ويحـدد مشـكلاته وينمـي إمكاناتـه ويحـل مشـكلاته في ضـوء معرفتـه ورغبتـه وتعليمه وتدريبه لكي يصل إلى تحديـد وتحقيـق أهـدافه وتحقيـق الصـحة النفسـية والتوافـق شخصياً وتربوياً ومهنياً وزواجياً وأسرياً"

مفهوم الإرشاد التربوي

الإرشاد التربوي:

ومن أهم التعريفات التـي نحـاول مـن خلالهـا توضيح مفهوم الإرشاد نجد:

يعرف مورتنس عملية الإرشاد التربوي بوصفها وسيلة لتعديل السلوك حيـث تـتجلى فيها صورة كاملة من ناحيتي الوقاية والنمو بغرض مساعدة الفرد على تفسـير خبراتـه الحياتيـة وفهمها والتخطيط لها بشكل جيد بحيث يستطيع أن يصبح فرداً إيجابياً منتجاً.

أما زهران فينظر إلى الإرشاد التربوي على أنه "عملية مساعدة الفـرد في رسـم الخطـط التربوية التي تتلائم مع قدراته وميوله وأهدافه، وأن يختار نوع الدراسة والتخصص المناسب له بشكل يساعده في اكتشاف الإمكانات التربوية التي تساعده في النجاح وتشخيص المشكلات التربوية وعلاجها بما يحقق توافقـه التربـوي بصـفة عامة"

فالإرشاد التربوي : هو عملية مساعدة الفرد في رسم الخطط التربوية التي تتلائم مع قدراته وميوله وأهدافه، وأن يختار نوع الدراسة والمناهج المناسبة والمواد الدراسية التي تساعده في اكتشاف الإمكانات التربوية فيما بعد المستوى التعليمي الحاضر ومساعدته في النجاح في برنامجه التربوي والمساعد في تشخيص وعلاج المشكلات التربوية بما يحقق توافقه التربوي بصفة عامة .

ويمكننا أن نعرف الإرشاد التربوي بأنه " عملية مساعدة الفـرد عـلى التبصرـ بمشـكلاته من خلال معرفته لذاته وقدراته للوصول إلى الحـل الملائـم ليسـاهم بوضـع أهـداف مسـتقبلية تسهم في تحقيق ذاته"

ويمكن القول أن الإرشاد التربـوي هـو عبـارة عـن " عمليـة مهنيـة، متخصصـة، هادفـة، منظمة، ومخطط لها تحدث بين طرفين(المرشد، والمسترشد)"

ونلاحظ من التعريف الأخير أن الإرشاد التربوي كعملية يعني أن لهـا مـدخلات تتمثـل في المرشد والمسترشد، ولها مخرجات تتمثل في تحقيق الأهداف المتوخاة من هذه العمليـة كحـل المشكلات أو تحقيق التوافق النفسي أو تحقيق التكيف، وهنالك ما بـين المـدخلات والمخرجـات يتم حدوث المعالجات والتي تتمثل في ما يتم من تفاعـل متبـادل بـين طـرفي العمليـة (المرشـد والمسترشد)

ويقصد بمهنية: أي أنهـا تـدخل ضـمن إطـار المهـن الإنسـانية التـي تهـدف إلى تقـديم المساعدة للآخرين وهي مغلفة بإطـار مهنـي مـنظم لـه أخلاقيـات مهنيـة ومحكومـة بدسـتور أخلاقي مهني فيعتمد نجاح هذه العملية على مدى ما تتمتع به من خاصية مهنية.

أما أن الإرشاد كعملية متخصصة: فهذا مؤشر على مدى ما تتمتع به عملية الإرشاد مـن خصوصية في التعامل مع المشكلات الخاصة بالفرد، إضافة إلى أنها عملية ترتكز عـلى علـم قـائم بحد ذاته له أهدافه وله وظائفه كأي علم آخر، فالمرشد كأحد أطراف عمليـة الإرشـاد هـو فـرد متخصص في مجاله أي أنه يمتلك القدرة على التعامل مع المشكلات المختلفة على نحو متخصـص وهو مؤهل من خلال الإعداد المتخصص في مجال الإرشاد.

ويقصد بعملية هادفة: أنها عملية لها أهداف متوخاة يتم العمل على تحقيقها ويمكـن أن تتعدد الأهداف المتوخاة من عمليـة الإرشـاد، ولكـن وبشـكل عـام يمكـن القـول أن الإرشـاد التربوي يهدف إلى مساعدة الطالب ككل في تقدمه وتوافقه لمختلـف حاجاتـه الفرديـة ورغباتـه وقابليته وإيصاله إلى أقصى حد ممكن من التقدم ، ولأجـل الوصـول إلى هـذا الغـرض لابـد مـن التفكير في إيجاد مناهج علمية تربوية مبنيـة عـلى معرفـة الفـروق الفرديـة وتطبيـق الأسـاليب العلمية بالنسبة إلى قابلية كل فرد بقـدر الإمكـان مـع الحفـاظ عـلى الإطـار الأسـاسي للمنـاهج العامة المشتركة.

وفيما يتعلق بأنها عملية منظمة ومخطط لها: فهذا يعني أنها ليست عمليـة عشـوائية بل هي عملية تسير وفق خطوات علمية مدروسة وضمن خطة واضحة تتحدد معالمها في ضـوء ما يتم السعي إلى تحقيقه من أهداف متوخاة، وأيضـا في ضـوء خصـائص المشـكلات التـي يـتم التعامل معها كما يجب أن لا نغفل الفروق الفردية بين الطلبة أو الأفراد.