2- في العصور الحديثة
أمَّا في المُجتمعاتِ المعاصرةِ ونتيجةَ التَّطوُّرات الحاصلةِ في البنيةِ الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فقد عرفَ الفسادُ انتشاراً واسعاً، وتَعدَّدت أشْكالُه ومظاهرُه وتطوَّرتْ أساليبُه وطرقُه حتَّى صارَ صعبَ الاكْتِشاف، ويمكنُنا أنْ نَذكر أهمَّ المحطَّاتِ التي أدَّت إلى ظهورِ الفسادِ بأشكالهِ الحديثة في الآتي:
الثَّورةُ الصناعيةُ وما نتجَ عنها من تطوراتٍ متسارعةٍ في وسائلِ الإنتاج ساهمتْ بشكلٍ كبيرٍ في زيادة الفسادِ
وتَوَسُعِهِ وتَنَوُّعِ طُرُقه وأسالِيبِه؛
ظهورُ الشركاتِ المتعددةِ الجنسياتِ وما تمارسُه من فسادٍ بالضَّغْطِ على أصحابِ القَرارِ في الدُّول التي تستثمرُ فيها للسَّيطرةِ على ثرواتِها؛
الثَّورةُ التكنولوجيةُ الحديثة وظهورُ الوسائلِ والتقنياتِ المتطورةِ، أدَّتْ هي الأخرى إلى تَسريعِ وَتِيرَةِ انْتِشارِ الفسادِ وظهرتْ أنواعٌ جديدةٌ نتيجةَ ذلك منها: الفسادُ الإلكترونيُّ الذي يَشملُ التجارةَ والعملياتِ الإداريةِ الإلكترونيةِ؛
التَّراجعُ الكَبيرُ في القِيَّمِ الإنسانِيَّةِ الذِي شهدَهُ العالمُ الحديثُ وتَغَيُّر المبادِئ والمفاهِيم الأَخْلاقِية؛
البعدُ عن تعاليمِ الشَّريعة في كثير من الدول الإسلامية التي تُحذِّر من الفسادِ وتُحاربُه بالحثِّ على كلِّ ما فيهِ منفعةٌ للبشريةِ والنَّهيِ عن كلِّ ما فيهِ مفسدةٌ لهم.






