المدارس الفكرية الادارية
عرفت الإدارة خلال تطورها مدارس فكرية عديدة أهمها:
المدرسة الكلاسيكية أو التقليدية:
ومن نظريات هذه المدرسة الكلاسيكية
نظرية الإدارة العلمية-التايلورية
عرفت الإدارة العلمية في معجم مصطلحات العلوم الإدارية على أنها حركة فنية وإدارية ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية في العقد الأخير من القرن التاسع عشر ميلادي ورسم خطوطها فريديريك تايلور
وعرفها على أنها "ثورة فكرية أو فلسفة إدارية جديدة تنادي بتغيير شامل في تفكير الإدارة نحو العاملين وفي تفكير العاملين نحو الإدارة وفي تفكير العاملين نحو بعضهم البعض" أصول ومبادئ الإدارة العلمية
تعريف :
الإدارة العلمية عند هنري فايول "مبادئ مرنة وقادرة على تكييف الإدارة مع كل حاجة ؛ فهي معرفة كيفية الإستفادة من الموارد، وهو فن صعب يتطلب ذكاء وخبرة وقرارات مناسبة.
نشأة نظرية الإدارة العلمية:
ترتبط نظرية الإدارة العلمية بالمهندس الأمريكي فريديريك تايلور عام1915 فهو المؤسس الحقيقي لها ومن تبنى فكرتها منذ البداية فهو أبو الفكر الإداري و مؤسس الإدارة العلمية حيث كانت هذه النظرية السبب في إعطاء الأهمية لإدارة الأفراد وتقوم على مجموعة من المبادئ:
• تطبيق الأسلوب العلمي لتحديد أفضل الطرق لإنجاز المهام وذلك من خلال تجزئة وظيفة الفرد لأجزاء صغيرة لدراسة الحركات الضرورية لأدائها و قياس الزمن المستغرق لكل حركة
• اختيار العمال بأسلوب علمي وتدريبهم على عملهم لإكسابهم المهارة في الأداء والقدرة على الإنجاز
• تقسيم مسؤولية العمل بين الإدارة و العمال حيث تقوم الإدارة بمهام التخطيط والتنظيم وأسند التنفيذ والأداء للعمال
• استخدام الحوافز المادية لإغراء العمال
• إجراء البحوث العلمية المستمرة ومواصلة التجارب التي تهدف إلى معرفة طرق جديدة للرفع من إنتاجية العامل وكفاءته.
• ضرورة تلائم قدرات الفرد ومهارته مع طبيعة الواجبات المطلوبة منه
وقدمت عدة انتقادات لنظرية لفريديريك تايلور منها:
• تميل الإدارة العلمية إلى التخصص الدقيق في العمل و رغم فائدته إلا أن الإمعان فيه قد يؤدي إلى الملل وقتل روح الإبداع
• تنادي الإدارة العلمية بالطريقة المثلى في العمل دون ربطه بطبيعته و الظروف البيئية المحيطة به والفروق الفردية للعاملين
• ركزت الإدارة العلمية على التقليل من الإجهاد الجسدي وتجاهلت الإجهاد النفسي الذي يعد عاملا مهما في التأثير على العاملين (الصحة النفسية-الجسمية و السلوك)
• تجاهلت الإدارة العلمية العامل الإنساني في الإنتاج وألزمت العاملين بتنفيذ تعليمات الإدارة و أوامرها دون اعتراض
نظرية المبادئ الإدارية
سعى رواد هذه النظرية بزعامة(Henry Fayol-1841) إلى الوصول إلى مبادئ يمكن تطبيقها لتحكم التنظيم الإداري في مختلف المؤسسات وستند هذه النظرية على ثلاثة أسس:
• تحديد العمليات الإدارية التي ينطوي عليها العمل الإداري
• تحديد الإطار الفكري لهذه العمليات
• تحديد المبادئ التي تقوم عليها هذه العمليات
وأقر هنري فايول في دراساته المختلفة وكتابه(الإدارة العامة والصناعية)أن النشاط الإداري لأنه يتعلق بالتنبؤ والتنظيم والتنسيق وإصدار الأوامر والرضا والسرور للعاملين ويكون بمثابة تشجيع لهم على العمل المنتج ، كما أن الرقابة نشاط مميز عن النشاطات الأخرى.كما قدم مجموعة من المبادئ الإدارية منها:
مبدأ تقسيم العمل
يعتبر فايول التخصص أمرًا طبيعياً ويستدل على هذا المبدأ بأن المجتمعات الإنسانية كلما ازدادت رقياً كلما ازداد أعضاؤها وضوحاً وتمييزاً في القدرة على أداء نوع معين من الأعمال
مبدأ المسؤولية والسلطة
السلطة هي حق إصدار الأوامر من الرئيس ويكون على مرؤوسيه الطاعة التامة أما المسؤولية فهي نتيجة طبيعية للسلطة وعلى ذلك يجب تحديد درجة المسؤولية أولاً ثم تفويض السلطة المناسبة لصاحبها.
مبدأ النظام والطاعة
ترجع أهمية النظام إلى قدرته على توفير حسن سير العمل في المنشأة والنظام يعني إطاعة الأوامر وتنفيذها وتنفيذ ما اتخذ من قرارات.
مبدأ وحدة الأمر
يجب ألا يتلقى الموظف تعليماته إلا من رئيس واحد فقط وهو رئيسه المباشر إذ أن عدم احترام هذا المبدأ ينتج عنه الاستهانة بالسلطة والإخلال بالنظام وإشاعة عدم الاستقرار في العمل.
مبدأ وحدة التوجيه
يعتبر هذا المبدأ شرطاً أساسياً لتنسيق القوى وتركيز الجهود . ووحدة التوجيه تعني رئيس واحد وخطة واحدة لتحقيق هدف واحد وهذا المبدأ لا يتعارض مع مبدأ وحدة الأمر، وذلك لأن وحدة الأمر تمارس على الأشخاص بينما وحدة التوجيه يقتضيها التنظيم السليم للمشروع بأسره
مبدأ خضوع المصالح الفردية للمصلحة العامة
يشتق هذا المبدأ من الفلسفة التي تنادي بأن الفرد يعمل لصالح المجتمع إذ أن المجتمع أهم من الفرد. ويتطلب هذا المبدأ تغليب مصلحة المنشأة على مصلحة أحد موظفيها أو مجموعة من الموظفين
مبدأ مكافأة الأفراد
إن دفع الأجور بطريقة عادلة تؤثر تأثيراً ملحوظاً على تقدم المنشأة. ويمكن استخدام مكافآت مالية أو أي مزايا أخرى عينية كحوافز لتحسين مستوى الأداء ويشترط أن تكون الأجور والمكافآت في حدود معقولة حتى يسود الرضا والوفاق بين العاملين وأصحاب العمل
مبــــــدأ المركزية
إن المركزية في نظر (هنري فايول) كمبدأ تقسيم العمل أمر يتطلبه منطق الطبيعة فإنه من المشاهد أنه يوجد في كل كائن حي سواءً كان حيواناً أو إنساناً مخ أو حاسة موجهه . ومن هذا المخ أو الجانب الموجه تخرج الأوامر أو التعليمات إلى مختلف الأجزاء في الجسم فيؤدي كل عضو عمله وتكون لديه القدرة على الحركة والأداء .
مبدأ تدرج السلطة
ويعني تسلسل السلطة من أعلى المراكز إلى أدناها. إذ أن وضوح خط السلطة ابتداءً من القمة حتى القاعدة يقتضي ضرورة سلوك هذا الخط عند القيام بمقتضيات حدود اتصالات العمل ، ولذا ينبغي ضرورة توضيح تسلسل الرئاسات من أعلى المستويات إلى أدناها وتوضيح نطاق الإشراف.
مبدأ الــــــــترتيب
يعني هنري فايول بالترتيب، ترتيب الأِشياء والأفراد. هذا الترتيب يتطلب حسن تطبيق قاعدتين من أهم القواعد اللازمة للنشاط الإداري وهما :التنظيم الجيد، والاختيار الجيد
مبــــــدأ المساواة
إن تشجيع القوى العاملة أو الموظفين على أداء وظائفهم بأعلى ما في طاقاتهم وقدراتهم وإحساسهم بالولاء والإخلاص لعملهم ورئيسهم يتطلب ضرورة اتباع مبدأ المساواة
مبدأ المبادأة
من الأمور المرغوب فيها أن يتحلى الموظف بالقدرة على التفكير في حل المشكلات التي تواجهه أو القدرة على التخطيط لفكرة معينة في العمل ويحرص على تأكيد نجاحها ومن الضروري أن تعمل الإدارة على تشجيعه وتنمية هذه الصفة حتى تصل إلى أقصاها
مبدأ استقرار المستخدمين
يتطلب الموظف الجديد بعض الوقت للاعتياد على عمله الجديد حتى يتمكن من أدائه بنجاح ، هذا مع الافتراض أن هذا الموظف أُحسن اختياره وتتوفر لديه القدرات المطلوبة لأداء هذه الوظيفة ، وهذا يضمن استمرار الموظف في العمل واستقراره فيه بعد نهاية مدة التدريب وإذا تكرر فصل بعض الموظفين قبل حصولهم على المران الكافي أو إذا تعددت طلبات الاستقالة من جانب البعض فإن ذلك يتضح منه عدم الاستقرار الذي يحدث نتيجة لسوء الإدارة
مبدأ روح التعاون
إن روح التعاون والانسجام بين الأفراد العاملين في المنشأة تعتبر قوة لها وبذلك وجب أن تبذل الجهود لتدعيمها. ويرى (فايول) أن من الأمور التي يجب مراعاتها من المدير بث روح الفريق بين الأفراد.
ملاحظة : من خلال(تايلور وفايول) يمكننا الخروج بحقيقة أساسية وهي:
• أن تايلور اهتم بأساليب الإدارة على مستوى التنفيذ ، أما فايول فقد اهتم بالإطار العام لموضوع الإدارة دون الدخول في التفاصيل ، وتعتبر أفكارهما مكملة لبعضها باعتبارهما يركزان على الكفاءة في المشروعات.
• إهتم تايلور بالمستوى الأدنى من الإدارة في الصناعة ( العاملين) ، في حين اهتم فايول بالمستوى ألأعلى وكان اهتمامه منصبا على المدير .
• أكد تايلور على تنميط مبادئ الإدارة العلمية وتطبيقها المتشدد ، في حين يرى فايول أن المدراء لابد أن يتمتعوا بالشعور والانسجام والمرونة حتى يستطيعوا تكييف مبادئهم حسب المواقف المتجددة
النظرية البيروقراطية:
يعتبر ماكس ويبرMax weber (1864 – 1920) صاحب النظرية البيروقراطية من أهم علماء علم الاجتماع ، ولذلك فإنه لم يهتم فقط بإدارة المشروعات الفردية وإنما كان اهتمامه بالمنظمات كبيرة الحجم باعتبارها وحدات اجتماعية. وكلمة بيروقراطية تعني حكم المكاتب.ومن أهم ما جاء به ماكس ويبر ما يلي:
• تقسيم العمل على أساس التخصص الوظيفي
• التدرج الهرمي للسلطة
• وجود قواعد تحدد على نحو دقيق ماهية الوظيفة وحقوق شاغلي الوظيفة وواجباتهم
• اللاشخصانية في العلاقات الوظيفية فالمحسوبية والقرابة غير معترف بها في التنظيم البيروقراطي المثالي.
• اعتماد الكفاءة أساسا للتعيين و الترقية في الوظائف
• وجوب إصدار الأوامر والقرارات مكتوبة والاحتفاظ بجميع الوثائق والمستندات الخاصة بالتنظيم
• مراعاة السرية والالتزام بها في جميع أنواع التنظيم
• وجود نظام خدمة وكادر وظيفي وسلم ورواتب العاملين في التنظيم تهدف إلى تشجيع العاملين على البقاء في الخدمة وعدم ترك التنظيم
انتقادات المدرسة الكلاسيكية
قدمت للمدرسة الكلاسيكية عدة انتقادات أبرزها ما يلي:
نظرتها إلى الإنسان بوصفه آلــة إنتاج وإلى الإدارة نفسها كونها مسؤولة عن عناصر الإنتاج بما فيها العاملون بالصورة و الكيفية التي تراها مناسبة لتحقيق أهدافها
نظرتها للإنسان على أنه كسول وأناني و أنه يعمل ضد مصلحة الإدارة وأهدافها وأنه يعمل ضد مصلحة الإدارة وأهدافها وأنه لا يتحمل المسؤولية ولا يرغب في أن يكون منقادا
اعتبارها الإنسان كائنا اقتصاديا يهمه الكسب المادي فحسب وأنه غير قابل للتحفيز إلا عن طريق الأجور المادية و الزيادات التشجيعية
رؤيتها القائمة على أن هناك طريقة أمثل لتأدية العمل تناسب جميع الظروف و أن وظيفة الإدارة هل اكتشاف هذه الطريقة و تعليمها للعاملين
تركيزها على الهيكل التنظيمي محددا أساسيا لزيادة الإنتاجية و إلزامها العاملين بضرورة التقيد التام بالواجبات المنصوص عليها دون السماح لهم بالتصرف الشخصي و اعتبارها أن كل اتصال خارج القنوات الرسمية(الاتصال الرسمي) هي في غير صالح التنظيم و يؤدي إلى الإضرار بالإنتاجية
تمسكها بالمركزية والتسلسل الهرمي بوصفهما مبدأين أساسيين للتنظيم الأمثل وعلى جميع التنظيمات تطبيقها إذا أرادت تحقيق أقصى درجة ممكنة من الإنتاجية
تأكيدها على المفاهيم السلطوية بوصفها أساسا للقيادة وعلى من هم في قمة التنظيم الإداري
8-تخطيط العمل و إصدار الأوامر على العاملين للتنفيذ