ماهية الفساد
تعريف :
الفساد لغة
الفساد في اللغة العربية ضد الصلاح، من فسد، يفسد، وفسد، فسادا فسودا فهو فاسد وفسيد، فنقول تفاسد القوم بمعنى قطعوا أرحامهم والمفسدة خلاف المصلحة، والإستفساد ضد الإستصلاح.
يعرف الفساد لغة على أنه ضد الصلاح، وأفسد الشيء أي أساء استعماله. مفهــــوم الفســــاد يختلــــف فــــي تعريفــــه واستنباط مفهومــــه مــــابين المجتمعــــات مــــن مجتمـــــع لآخر وذلـــــك لاختلاف القـــــيم والمبـــــادئ لتلـــــك المجتمعـــــات النـــــاتج مـــــن اختلاف الـــــــديانات والثقافـــــــات والحالـــــــة السياســـــــية والاقتصادية والتركيبـــــــة السكانية
ويعريف الفساد اصطلاحا بأنه :
هـــــو إســـــاءة استخدام الســـــلطة الممنوحـــــة لفـــــرد أو جماعـــــة ســـــواء كانـــــت هـــــذه الســــلطة سياســــية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينيــــة فــــي المــــال العــــام أو النفــــوذ أو التهـــــاون فـــــي تطبيـــــق القـــــوانين أو الاستفادة والمســـــاعدة فـــــي غيابهـــــا مـــــن أجـــــل تحقيق المصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة والإضرار بها.( 9[1])
وتعرف منظمة الشفافية العالمية الفساد بأنه "استغلال السلطة من أجل المنفعة الخاصة".
أما البنك الدولي فيعرف الفساد بأنه " إساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص، فالفساد يحدث عادة عندما يقوم موظف بقبول أو طلب ابتزاز أو رشوة لتسهيل عقد أو إجراء طرح لمنافسة عامة للتغلب على منافسين وتحقيق أرباح خارج إطار القوانين المرعية، كما يمكن الفساد أن يحصل عن طريق استغلال الوظيفة العامة من دون اللجوء إلى الرشوة وذلك بتعيين الأقارب أو سرقة أموال الدولة مباشرة .
من خلال ذلك يتبن لنا آليتين رئيسيتين من آليات الفساد أولها آلية دفع الرشوة أو العمولة إلى الموظفين والمسئولين في الحكومة وفي القطاعين العام والخاص مباشرة لتسهيل عقد الصفقات وتدبير الأمور، أما الثانية فهي الرشوة المقنعة في شكل وضع اليد على المال العام والحصول على مواقع متقدمة للأبناء والأصهار والأقارب في الجهاز الوظيفي وهذه الظاهرة هي الأكثر انتشارا في البلاد العربية( 10[2])
هذا النوع من الفساد يمكن تسميته بالفساد الصغير، أما الفساد الكبير فهو مرتبط بالصفقات الكبرى في المقاولات وتجارة السلاح والحصول على توكيلات الشركات العالمية .
والملاحظ أن الفساد ظاهرة اقتصادية واجتماعية وسياسية توجد في كل دول العالم (نفس المرجع 2009، ص16)
يحصل الفساد عادة في خطوط التماس بين القطاعين العام والخاص وتقول في ذلك الباحثة سوزان روزا كرمان " كلما كان لدى مسؤول عام سلطة استنسابية في توزيع منفعة أو تكلفة على القطاع الخاص فإن حوافز الرشوة تتولد"
وقد حصل تطور لافت في مفهوم الفساد بعد سيطرة نظام العولمة على الاقتصاد العالمي وأصبح الفساد احترافيا يدخل في باب العمولات الكبرى والنسب المئوية والتسهيلات وأصبحت تلك الآفات سمة راسخة من سمات "الاقتصاد الحر " ويجاهر المعنيون بقبضها دون خجل أو حياء ويعتبرونها أمرا عاديا .(نفس المرجع،ص17)
تعريف الفساد في الاصطلاح الشرعي: لقد عرف الفساد في الشرع الإسلامي على أنه جميع المحرمات والمكروهات شرعا،كما عرفه جمهور الفقهاء على أنه مخالفة الفعل الشرع، فالفساد يعني خروج الشيء عن الاعتدال، سواء كان هذا الخروج قليلا أو كثيرا، ويستعمل في النفس والبدن والأشياء الخارجة عن الاستقامة، غير أن الفساد يأخذ معنى مغايرا عند الحنفية عما هو عليه عند الجمهور، حيث يرون أن المقصود بالفساد في باب المعاملات هو كونه الفعل مشروع بأصله أي أن جميع أركانه صحيحة، وغير مشروع بوصفه أي بشروطه، وبالتالي هم ينزلون الفساد منزلة وسطى بين الصحة والبطلان، وعلى ذلك هم يرتبون بعض الآثار الشرعية على المعاملات الفاسدة دون الباطلة.
وفي الفقه الإسلامي ميز الدين الحنيف بين المصلح والمفسد، حيث ورد في قوله تعالى ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))"(سورة البقرة الآية220)(محمد بوساق2009،ص6)






