آليات وضع المصطلح
اللغة العربية تعدّ من أطول اللغات العالمية الحيّة عمرا، قد خضعت لاختيار قدراتها على استيعاب المفاهيم الجديدة الشديدة التدفّق عبر التاريخ، فبعد أن كانت معزولة في بيئة محدودة العناصر وتطوّقها لغات ذات حضارة، استطاعت أن تخرج من قوقعتها وتخرج من إطار لغة الأدب والمشافهة، وتغدو لغة العلم والكناية، وهي في كلّ هذا لجأت إلى الوسائل اللغوية المقنّنة، الخاصّة بالتطوّر اللغوي، وصناعة المصطلح ونموّه، والتي يمكن أن نجملها في هذه الوسائل أو الآيات
آ. الاشتقاق
الاشتقاق في اللغة من شقّ الشيء، وأصله من الشقّ وهو نصف الشيء، أو جانب منه، ومن ثمّة قالوا، شقّ عصى المسلمين أي خرقهم، وقالوا: قعّد في شقّ من أي في ناحيته، واشتقاق الشيء، بنيانه من المرتجل، واشتقاق الكلام الأخذ فيه يمينا وشمالا، واشتقاق الحرف من الحرف: أخذه منه.
1. الاشتقاق الصغير
هو انتزاع كلمة من أخرى بتغيير الصيغة مع تشابه بينهما في المعنى واتفاق في الحروف الأصلية وفي ترتيبها كاشتقاق ضارب ومضروب وتضارب ومضاربة من ضرب
2. الاشتقاق الكبير( القلب)
هو انتزاع كلمة من أخرى بتغيير في تركيب بعض أحرفها مع تشابه بينهما في المعنى واتفاق في الأحرف ويقابل هذا النوع من الاشتقاق ما يدعى بالقلب اللغوي تمييزا له من القلب الصرفي القائم على إبدال حروف اللغة كانتزاع " جبذ، من جذب، وحمد، من مدح.
3. الاشتقاق الأكبر (الابدال):
هو أخذ كلمة من أخرى بتغيير بعض أحرفها مع تشابه بينهما في المعنى واتفاق في الأحرف الثابتة وفي مخارج الأحرف المغيّرة أو صفاتها، أو فيهما معا، ويقابل هذا ما يعرف بالإبدال اللغوي، كثلب وثلم وجثا، وجذا والرجز والرجس.
ب. التعريب:
عرّفه ابن منظور: { تعريب الاسم الأعجمي، أن تتفوّه به العرب على منهاجها فنقول عرّبه العرب وأعربته أيضا} وقال السيوطي: { المعرّب هو ما ستعمله العرب من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها وعن تعريب الاسم الأعجمي أن تتفوّه به العرب على منهاجها}
1. الدلالات المختلفة للفظ التعريب
أ- التعريب هو نقل الكلمة الأجنبية ومعناها إلى اللغة العربية كما هو دون تغيير فيها أو مع إجراء تغيير وتعديل لينسجم نطقها مع النظامين الصوتي والصرفي للغة العربية لتتفق مع الذوق العام للسامعين.
ب-التعريب هو نقل من اللفظ الأجنبي وهذا الاستعمال يسمّى حقيقة ترجمة وليس تعريبا.
ت-التعريب هو استخدام اللغة العربية للإدارة أو التدريس أو لكيلهما وقد استخدم لفظ التعريب بهذا المعنى مع اقدام الدول الأوروبية وخاصّة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا على استعمار الدول العربية.
ث-التعريب هو اتخاذ قطر بأكمله اللغة العربية لغة حضارية له أي تصبح لغة التخاطب والكتابة السائدة فيه.
پ. الترجمة:
تعدّ الترجمة من الآليات المعنية على وضع المصطلحات، وهي أنواع:
1. الترجمة التحصيلية:
تسمّى النقل أو الترجمة الحرفية، يعطي المترجم الأولوية للاعتبارات اللغوية، فينشغل بالمطابقة بين اللغتين المنقول منها والمنقول إليها من حيث المعجم أو من حيث التراكيب، وتستعمل في النصوص النفعية والعلمية.
2. الترجمة التوصيلية:
تسمّى الترجمة التقريبية يسعى المترجم إلى إيجاد المعاني التي تقرب النصّ الأصل إلى النصّ الهدف، فيلجأ إلى إجراء تغييرات شكلية مستعينا بمختلف الوسائل كالتكييف والاقتباس كما يطلق على هذا النوع من الترجمة أيضا الترجمة الغير مباشرة.
3. الترجمة التأصيلية:
تسمّى الترجمة التأسيسية فلا يكفي في هذا النوع من الترجمة أن يتوفّر المترجم على الكفاءة اللغوية التي تنهض على نقل الألفاظ كما في الترجمة التحصيلية ولا على معرفة المضامين كما في الترجمة التوصيلية، وإنما يشترط عليه إدراك المقاصد بحيث يستطيع التفاعل مع النصّ المترجم والتحاور معه في إطار المجال التواصلي للمتلقّي.
وسنمثّل لهذه الآليات بالمخطط الآتي:
Déposé le 12 juin 22, 18:56
