مفهوم التدقيق

سوف نركز على أهم التعاريف بالإضافة إلى تلك المعتمدة من طرف الهيئات الرسمية الناشطة في هذا المجال.

المفهوم اللغوي والاصطلاحي للتدقيق

1. لغة: إن كلمة تدقيق بمعناها اللغوي «audit[1]» مشتقة من الكلمة اللاتينية «audir[2]» وتعني الاستماع، لأن الحسابات في السابق كانت تتلى على المدقق، فيشير التاريخ إلى أن قدماء المصريين، الإغريق والرومان كانوا يسجلون العمليات النقدية ثم يدققونها للتأكد من صحتها، وكانت هذه العملية قاصرة على الحسابات المالية الحكومية، حيث كانت تعقد جلسة استماع عامة يتم فيها قراءة الحسابات بصوت مرتفع، وبعد الجلسة يقدم المدققون تقاريرهم.

أما عن ترجمة المصطلح «Audit» إلى العربية فقد تمت على أوجه عديدة، حيث يستخدم مصطلح التدقيق في بعض الدول العربية (كالعراق، الأردن ولبنان) ومصطلح المراجعة (في الجزائر وبعض الدول العربية الأخرى)، أما حديثا فهناك توجه إلى مصطلح التأكيد «Assurance[3]» خاصة مع انتشار وتوسع تبني المعايير الدولية للتأكيد ISAs[4].

2. اصطلاحا: تعددت التعاريف نذكر أهمها فيما يلي:

أ- المفهوم الصادر عن الجمعية الأمريكية للمحاسبة AAA[5] سنة 1972م يعرف التدقيق على أنه عملية منتظمة وموضوعية للحصول على أدلة إثبات وتقديمها فيما يتعلق بحقائق حول وقائع وأحداث اقتصادية وذلك للتحقق من درجة التطابق بين تلك الحقائق والمعايير المجددة، وإيصال النتائج إلى مستخدمي المعلومات المهتمين بذلك التحقق 1[7][6].

ب- المفهوم الصادر عن مجلس معايير التدقيق والتأكيد الدولي IAASB[8] ويعرف التدقيق على أنه عملية يبدي فيها الممارس استنتاجا مصمما لرفع درجة الثقة لدى المستخدمين المقصودين باستثناء الجهة المسؤولة بشأن تقييم وقياس موضوع مقابل المقاييس أو نتيجة تقييم أو قياس الموضوع هي المعلومات التي تنجم عن تطبيق المقاييس 2[7].

3. علاقة التدقيق بالمحاسبة: إن عمل المدقق يبدأ عندما ينتهي عمل المحاسب، أي أن مخرجات النظام المحاسبي تعتبر كمدخلات لنظام معلومات التدقيق 3[9]. [9]

الشكل رقم1: العلاقة بين المحاسب والمدقق

[9]

المصدر: طارق عبد العال حماد، موسوعة معايير المراجعة، الجزء الأول، الدار الجامعية، الإسكندرية، 2004، ص: 74. [9]

تعتبر المحاسبة عمل إنشائي يقوم به شخص داخلي أو خارجي عن المؤسسة بموجب عقد،حيث يقوم المحاسب بتحويل العمليات المالية للمؤسسة المستندة إلى وثائق ثبوتية (فواتير، عقود،...) إلى لغة محاسبية في اليومية بهدف الوصول إلى القوائم المالية النهائية (مخرجات النظام). بينما يعتبر التدقيق عمل تحليلي انتقادي يقوم به شخص يجب أن تتوفر فيه صفة الاستقلالية والحياد لفحص القوائم المالية وللحكم على مدى عدالتها وصدقها واحترام المبادئ المحاسبية لإضفاء الثقة عليها.

أنواع عملية التأكيد

من خلال المفاهيم السابقة نجد أن هناك نوعان من عمليات التأكيد يسمح للممارس إجراءهما وهما:

  1. عملية التأكيد المعقولة: تهدف إلى تقليل مخاطر عملية التأكيد إلى مستوى مقبول في ظروف العملية كأساس لشكل إيجابي من التعبير عن استنتاج الممارس.

  2. عملية التأكيد المحدودة: تهدف إلى تخفيض مخاطر عملية التأكيد إلى مستوى مقبول في ظروف العملية، ولكن حيث تكون تلك المخاطر أكبر مما عليه في عملية التأكيد المعقولة كأساس لشكل سلبي من التعبير عن استنتاج الممارس.

  3. الفرق بين عملية التأكيد المعقولة والمحدودة: نلخصه في الجدول التالي:

الجدول 1: الفرق بين عملية التأكيد المعقولة والمحدودة 4[10].

البيان

عملية التأكيد المعقولة

عملية التأكيد المحدودة

الهدف

تخفيض مخاطر عملية التأكيد إلى مستوى منخفض بشكل مقبول في ظروف عملية التأكيد عن طريق التقرير الإيجابي.

تخفيض مخاطر عملية التأكيد إلى مستوى منخفض بشكل مقبول في ظروف عملية التأكيد عن طريق التقرير السلبي.

إجراءات جمع الأدلة المناسبة

يتم الحصول على الأدلة بطريقة منهجية تشمل:

1- فهم الموضوع والظروف المحيطة به.

2- تقييم المخاطر.

3- الاستجابة للمخاطر المقيمة.

4- استخدام إجراءات أخرى مثل:

- التفتيش والملاحظة.

- الاستفسارات والمصادقة.

- إعادة الحساب وإعادة الأداء.

- الإجراءات التحليلية.

5- تقييم الأدلة المتحصل عليها.

يتم الحصول على الأدلة بطريقة منهجية تشمل:

1- فهم الموضوع.

2- الظروف الأخرى للعملية.

ولكن تكون فيها الإجراءات محدودة بشكل مقصود مقارنة بعملية التأكيد المعقولة.

- فهم الموضوع.

2- الظروف الأخرى للعملية.

ولكن تكون فيها الإجراءات محدودة بشكل مقصود مقارنة بعملية التأكيد المعقولة.

التقرير

بيان ظروف العملية وشكل إيجابي للتقرير.

بيان ظروف العملية وشكل سلبي للتقرير.

المصدر: أحمد حلمي جمعة،المدخل إلى التدقيق والتأكيد الحديث، الكتاب1، دار صنعاء، عمان، 2002، ص29.