النص الأدبي الحديث
Aperçu des sections
-
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة الجيلالي بونعامة بخميس مليانة كلية الآداب واللغات
قســـــــــــــم اللغـــــــــــة والأدب العــــــــــربــــــي السنة الجامعية: 2022 / 2023
مقياس : النص الأدبي الحديث نوع الحصة : محاضرة
الفئة المستهدفة : السنة الثانية ليسانس التخصص : دراسات نقدية
المدة المخصصة للحصة : ساعة ونصف السداســـــــــي : الثـــالــــث
الأستاذ : بوداني جيلالي djilaliboudani@yahoo.fr
المحاضرة الأولى الإحياء الشعري في المشرق العربي (01)
* تمهيد:
ارتبط مفهوم الحداثة زمنيا بحملة "نابليون بونابارت" على مصر عام 1798، فقد كان لاحتكاك العرب بالغرب آثار وعوامل ساعدت على ازدهار الأدب العربي، إذْ رُبط مفهوم النهضة بالاتصال العربي الغربي إثر تلك الحملة النابليونية وإعجاب العرب وانبهارهم بالمنجز الغربي في شتى المجالات، يقول "أدونيس": "تتمثل البذور الثقافية الأولى لاتصال العرب بالغرب الأوروبي، تاريخيا، في ظاهرتين: الحضور الفرنسي في القاهرة بين 1798 – 1805 والبعثات إلى الخارج بدءًا من 1826 "[1].
استفاد الأدب العربي من ذلك الاحتكاك، فقد نشر الغرب الكتب العربية القديمة كما استفاد بعض طلبتنا من البعثات العلمية إلى أوربا، أضف إلى ذلك الحملات التبشيرية التي طالت بلاد الشام، ومع ذلك فإنّنا لا نستطيع الجزم بأنّه لم يكن هناك أدب عربي قبل تلك الفترة، وإنّما المعروف هو وجود ذلك الأدب المثقل بقيود الصنعة وأثقال الزخرفة اللفظية.
*الإحياء الشعري في المشرق:
يتّفق النقاد والمؤرّخون في المجال الأدبي على أنّ الطليعة في الأدب العربي الحديث تعود إلى نخبة من الأدباء المصريين خاصة يتقدّمهم الشاعر "محمود سامي البارودي" وأمير الشعراء "أحمد شوقي" والشاعر "حافظ إبراهيم " ومن الجزائر "الأمير عبد القادر"، فقد حاول هؤلاء إحياء الأدب العربي وبعث القديم منه كمثال يحتذى والنظم على منواله، وعليه فقد تبنّوا مدرسة "الإحياء" أو "البعث"، وعملوا على محاولة بعث الشعر العربي القديم خاصة شعر العصر العباسي، يقول أحد النقاد: "إنّ شعر شوقي هو من صميم مرحلة الإحياء التي تزعّمها محمود سامي البارودي، والتي قامت تستهدف ربط حلقات التاريخ التي كانت قد انفصمت عندما نضب الشعر العربي بعد عصور العباسيين، وذلك بطغيان الصنعة، واختفاء الأصالة وراء قضايا تقليدية ميّتة."[2] نحاول أنْ نتعرّف على البعض من هؤلاء الذين يعود لهم الفضل الكبير في ازدهار الأدب العربي الحديث فقد كانوا الباعث على النهوض به وإعادة النظر إليه من خلال مدارس واتجاهات أخرى جاءت بعد هؤلاء مخالفة لهم تماماً.
01. محمود سامي البارودي(1839 – 1904)
ولد محمود سامي البارودي لأبوين من الشراكسة أو المماليك عام 1839، في اسرة ميسورة الحال، فقد درس في المدرسة الحرية ليصبح ضابطا ساميا في الجيش، لكنّه فصل وتفرّغ للشعر، "فقد عكف على كتب الأقدمين يلتهمها التهاماً، وكانت ملكة الشعر كامنة في خبايا فؤاده، فراقه من التراث الأدبي شعر الحماسة والفخر، ووصف ميادين القتال، وأعمال الأبطال، ورأى في هذا الأدب تصويراً للحياة كلّها.."[3]
حاول الشاعر تقليد الأقدمين من الشعراء كأبي فراس الحمداني، وابن المعتز والشريف الرضي وغيرهم. وقد عكف على مطالعة هؤلاء وهو بالسجن والمنفى في جزيرة "سرنديب" فاستطاع التمكّن من ناصية اللغة العربية وتهذيب الأسلوب الشعري، وقد نظم الشعر عن طبع وسليقة على الرغم من أنّه لم يقرأ كتاباً نظرياً واحداً في فنون اللغة العربية كما يشير إلى ذلك الناقد "حسين المرصفي" في كتابه "الوسيلة الأدبية". وهو بذلك استطاع كما سبق الذكر تهذيب الأسلوب الشعري والعناية بالأوزان والقوافي، وأعاد إلى القصيدة رونقها الذي فقدته منذ قرون، فاشعر عنده سليقة تتغذى ممّن سبقوه، وهو حين قلّدهم لم يخالف قوانين الطبيعة كما يذهب هو.
نستطيع أنْ نقول أنذ البارودي جدّد في الشعر العربي الحديث، إذْ تنوّعت أغراضه، فجعل للوطنيات باباً، وجعل من غربة النفي باباً آخر.
02. أحمد شوقي: (1868 – 1932)
هو شاعر مصري ولد عام 1868 بالقاهرة نشأ في قصر "الخديوي إسماعيل" لأنّ جدّته كانت إحدى وصيفات القصر ممّا ساعده على التحصيل العلمي والاستفادة من الاحتكاك بالفرنسيين حين بُعث إلى فرنسا للدراسة، نظم الشعر التقليدي في بداياته، وبعد نفيه اتّجه إلى الوطنيات وحاول الالتفات إلى الشعب والاهتمام بشؤونه عبر إنتاجه الغزير فكتب عن الثورة وعن العمّال والمعلّمين والمرأة والفقر ....
أولى الشاعر عناية خاصة بالمعنى دون اللفظ حيث أعطاه من نفسه ما لا يعطيه للتراكيب، وقد كان واسع الاطّلاع بالشعر الغربي، وتميّزت قصائده بتوظيف التراث التاريخي للأمّة العربية الإسلامية، وبلده مصر خاصة، ولعلّ النماذج الشعرية المتعدّدة كالمعارضات (معارضته لسينية البحتري، معارضته لبردة البوصيري) والشعر المسرحي وغيرها من النماذج الشعرية الراقية. كما يتميّز شعره بقوة التراكيب وحسن سبك الأسلوب والعاطفة الجيّاشة خاصة في الوطنيات والشعر الاجتماعي.
يكفيه قولا:
- وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه بالخلد نفسي.
المحاضرة الثانية الإحياء الشعري في المشرق (02)
01.حافظ إبراهيم:
حافظ إبراهيم شاعر مصري، وُلد بأسيوط عام 1872 لأب مصر وأمّ تركية الأصل لقّب بشاعر النيل، فقد قيل إنّه ولد على متن سفينة كانت راسية على نهر النيل. انتقل إلى القاهرة عند خاله بعد وفاة والده، ثمّ مدينة طنطا ولكنّه ترك بيت خاله بعد إحساسه بالإهانة، التحق بالمدرسة الحربية.
أحبّ الشاعر الشعر كثيرا وكان قويّ الذاكرة، وقد تميّز حافظ إبراهيم بالمرح والفكاهة وسرعة البديهة.
- يعتبر حافظ إبراهيم من أبرز شعراء الإحياء، نظم في الشعر الاجتماعي والشعر السياسي وشعر المديح .
- من أبرز سمات شعره:
* الاعتماد على المعاني البسيطة الواضحة
* الدقة في التصوير وحسن سبك الأسلوب
* اللغة الفصيحة والألفاظ العذبة
* وصف الحقائق ونقلها في صور شعرية جميلة.
* الاهتمام بالمواضيع الراهنة كالتربية والمجتمع ودور المرأة والأمّ والأخلاق...
02. الخصائص الفنّية لمدرسة الإحياء:
- السير على نهج الشعراء الأقدمين خاصة في الأغراض الشعرية التقليدية كالفخر والغزل والوصف.
- الالتزام بجودة الصياغة اللفظية والفصاحة والعناية بالأسلوب والالتزام بالبلاغة العربية الأصيلة.
- البعد عن التكلف في الصوّر وتجنّب المبالغات في التصوير.
- الحفاظ على البناء العمودي للقصيدة العربية ووحدة الوزن والقافية، مع الالتزام بالأوزان الخليلية المعروفة.
- تجنب المبالغة في الزخرفة اللفظية.
- شرف الغرض وعذوبة الموسيقى.
المحاضرة الرابعة التجديد الشعري في المشرق (01)
01.تمهيد:
يتفق النقاد والمؤرّخون على إعطاء الريادة في الأدب العربي الحديث لشعراء المدرسة الإحيائية الذين كان لهم الفضل في بعث أمجاد القصيدة العربية وإحياء التراث الشعري، ممّا ساعد كثيرا على إثراء الساحة الأدبية والنقدية من خلال تلك القصائد الشعرية المكتملة ضمنيا وفنّيا، لكن الظروف الراهنة لا تسمح بالاكتفاء بالنموذج القديم وإنّما تستوجب مواكبة روح العصر ومعايشة الأحداث المتسارعة، ولم يكن بدّ من التغيير والتعبير عن الوقائع والأحداث الأليمة التي عاشتها الأمة العربية حديثاً، وبفضل الاحتكاك بالغرب والاطّلاع على ثقافته التي حملت تيارات ثائرة تمرّدية ، وهي تيارات جاءت معبّرة عن الأحداث والأزمات فوجد أدباؤنا ونقادنا المنفذ والخلاص فيها.
02.الاتجاه التجديدي التأثّري في الأدب:
مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ظهرت نخبة من الأدباء والشعراء، خاصة ممّن كان لهم الحظّ من التزوّد بالثقافة الغربية، فحاولت تلك الجماعة تخليص الشعر من قيود القديم وتطويعه للتعبير عن آلام وآمال الشعوب العربية المستضعفة تأثّراً بالمدرسة الرومانسية الغربية التي حاول روّادها تمثيل الفرد المستضعف والاهتمام بشؤونه داعين إلى الحرية والانطلاق والغنائية والفردية والإنسانية محاولين تجاوز الحدود الإقليمية والعرقية، ففي البيئة العربية "ثار الشعراء الرومانسيون على النموذج القديم للقصيدة العربية من حيث الشكل والمضمون، وأرادوا أنْ يكون الشعر تعبيراً عن الذات الإنسانية دون شيء سواها."[4]
تكتّل الشعراء والنقاد عبر تكتّلات وتنظيمات داخل الوطن العربي وخارجه؛ كلّ تكتّل يعتمد على مبادئ ورؤى تتّفق في نقطة واحدة هي الاهتمام بالفرد ومحاولة مسايرة الأحداث المتسارعة، فنشأت في مصر "جماعة الديوان" و"مدرسة أبولو"، وظهر بالمهجر الأمريكي تنظيمان: "الرابطة القلمية" و"العصبة الأندلسية.
03.جماعة الديوان:
هي جماعة تضمّ ثلاثة من الشبان المصريين تثقّفوا ثقافة إنجليزية، "واهتمّوا بالعقل وغلّبوه على العاطفة، مع أنّهم تأثّروا بالمدرسة الرومانسية الإنجليزية أكثر من غيرها."[5] هؤلاء هم: عباس محمود العقاد (1889 – 1964)، وإبراهيم عبد القادر المازني (1886 – 1949)، وعبد الرحمان شكري (1889 – 1949)، وسمّيت المدرسة بهذا الاسم نسبة إلى كتاب الديوان في الأدب والنقد الذي ألّفه المازني والعقاد. "وقد قرّبت الزمالة بين المازني وعبد الرحمان شكري في دار المعلّمين العليا، وربطت بينهما صلات وثيقة، ثمّ ألّفت الحياة ووحدة الاتجاه ونوع الثقافة بين العقاد وبينهما، فكتب الثلاثة يبشّرون بشعر جديد، مهّد الدعوة إليه قبلهم خليل مطران."[6]
يتّفق النقاد إلى حدّ بعيد على أنّ الريادة لتمثّل الرومانسية في الأدب العربي تعود لخليل مطران.
قامت بين جماعة الديوان وبين المحافظين معارك حول الرؤية الشعرية .
* فلسفة الشعر عند مدرسة الديوان:
جعل أقطاب جماعة الديوان للشعر فلسفة وكوّنوا لهم مفهوما يتمثّل في: "أنّ الشعر تعبير عن النفس الإنسانية في فرديتها وتميّزها، فالشعر يصدر عمّا يلفح الإنسان من فرح وحزن، فهو يعبّر عن ذلك . وبما أنّ الحزن أكثر في حياة الإنسان فقد غلب على شعرهم الحزن من منطلق التأمّل والتفكير."[7]
انشغل روّاد الديوان وانحصروا في ذات الإنسان من تأمّل وتفكّر داخلي في ذات الإنسان، ولم يلتفتوا كثيرا إلى القضايا العامة للعرب والمسلمين. ولأنّ الشعر عندهم معنى وصورة، فقد نقد العقاد في كتابه الديوان أحمد شوقي "وحدّد له ما رآه أنّه القيمة الحقيقية في الشعر، فعاب عليه كثرة التشابيه التي لا تعدو تمثيلا يعوّض به الشاعر صورة بصورة، لأنّ العقاد يرى أنّه إن كان لا بدّ من التشبيه، فيجب أنْ نشبّه ما يبثّه فينا المشبه من حنين أو وحشة أو سكون أو ذكرى، ففي هذا، لا في رؤية الشكل تختلف النفوس باختلاف المواقف والخواطر."[8]
تأكيدا منه لموقفه وبنبرة تهكّمية موجّهة إلى شوقي يحدّد العقاد مفهوم الشعر ومهمة الشاعر قائلاً: "فاعلم أيّها الشاعر العظيم أنّ الشاعر من يشعر بجوهر الأشياء لا من يعدّدها، ويحصي أشكالها وألوانها، وأنْ ليست مزيّة الشاعر أنْ يقول لك عن الشيء ماذا يشبه، وإنّما مزيّته أنْ يقول ما هو، ويكشف لك عن لبابه وصلة الحياة به."[9]
الشعر من منظور روّاد الديوان هو إحساس عميق بالكون وليس تصويرا للظواهر الخارجية من خلال الصور والتشابيه التي لا تصف ولا تستبطن.
03. 01. الخصائص الفنّية للقصيدة الشعرية من منظور جماعة الديوان:
- من حيث المضمون:
* الشعر عندهم تعبير عن الذات الإنسانية في فرديتها وتميّزها.
* التركيز على مخاطبة العقل وأنْ يكون الشعر وليد العقل ثمّ ينصهر في العاطفة، ومن هنا اتسع مفهوم الوجدان عندهم ليشمل جميع اهتمامات الإنسان من أحاسيس وفكر، فجماعة الديوان تمثّل فلسفة الشعر الحديث تلك الفلسفة التي تفرّع منها عدد من الاتجاهات مثل الشعر الوجداني والرمزي والغموض في الشعر.
* النزعة الإنسانية في الشعر والإلحاح على أن يكون الشعر إنسانيا.
* اصطبغ شعرهم بمسحة الحزن والأسى نتيجة تأمّلهم الداخلي في أنفسهم، وهذا طبيعي أنْ يتولّد الحزن وتنشأ الحسرة من التأمّل الفكري في الهموم التي تطرقهم (النكبات، الاحتلال، التهميش، التمييز).
* الدعوة إلى التعبير عن الوجدان والذات الباطنية ممّا يؤدّي إلى الإلحاح على التخيّل والصوّر من البحث عن المعاني ذات الغرابة.
* الدعوة إلى صدق التجربة الشعرية ومحاربة التقليد والصنعة وشعر المناسبات الذي اشتهر به أحمد شوقي.
- من حيث الأسلوب:
* اتخاذ النموذج الغربي لاسيما الإنجليزي قدوة وهجر النماذج العربية القديمة وعدم تمثّل صورها (عدم الاهتمام بالصور القديمة).
* الاهتمام بالبناء الفكري في قصائدهم ممّا تسبّب في عدم الرونق في الصياغة والأسلوب.
* عدم الاهتمام بالبيان البلاغي ممّا جعل أسلوبهم سهلا قريباً.
* البرودة في شعرهم بسبب اهتمامهم بالبحث عن جوهر الفكرة.
* محاولة جعل القصيدة بناءً واحداً (وحدة القصيدة أو الوحدة العضوية).
* التنويع في الأوزان والقوافي، وظهرت هذه الظاهرة في الشعر المترجم الذي ترجموه ليكون قدة لهم، بل وظهر حتى في شعرهم.
* العاطفة وراء الذهن ممّا يولّد الأسى والمرارة والتمرّد.
* الكتابة في الشعر المرسل أمّا الحرّ فهو قليل عندهم.
المحاضرة الخامسة التجديد الشعري في المشرق (02)
01.تمهيد:
بفضل الانفتاح الذي عرفه الأدب العربي الحديث على المذاهب الأدبية الغربية، وعلى جديد الساحة الأدبية في الغرب هبّ الشعراء العرب يتكتّلون عبر تنظيمات أدبية محاولين مجاراة ما كان يدور حولهم، فلم يكتفوا بتنظيم واحد وإنّما توزّعوا على عدّة تجمّعات تتّفق والرؤية الشعرية، فتأسّست جماعة أبولو التي ضمّت نخبة من الأدباء العرب.
02.جماعة أبولو (مدرسة الوجدان):
"أبولو" هو اسم إغريقي مأخوذ من آلهة الشمس والفنون، والأصل مأخوذ من جبل (أولمب) وهو موطن الوحي الشعري والفنون الجميلة كلّها.[10] أعلن هذه المدرسة الشاعر أحمد زكي أبو شادي (1892 – 1955) في عام 1932، ومن أشهر شعرائها أحمد محرم، إبراهيم ناجي، وعلي محمود طه، وأحمد الشايب، وأبو القاسم الشابي ومحمود أبو الوفا، وأوّل رئيس لها هو أحمد شوقي، لكنّ الأجل وافاه بعد شهرين من ترأّسها، فخلفه الشاعر اللبناني الذي سافر إلى مصر "خليل مطران"، وتكوّنت لها مجلّة أبولو الصادرة عام 1934.
لقد كان أثر خليل مطران عميقا في المجموعة، فها هو أحمد زكي أبو شادي يشير إليه في مجموعته الشعرية الأولى (أنداء الفجر): "لولا مطران لغلب على ظنّي أنّي ما كنت أعرف إلاّ بعد زمن مديد معنى الشخصية الأدبية، ومعنى الطلاقة الفنّية، ووحدة القصيد، والروح العالمية في الأدب، وأثر الثقافة في صقل المواهب الشعرية...ويخاطبه في إحدى قصائده قائلاً:
وهل أنا إلاّ نفحة منك لم تزل على عجزها ظمأى، وإنْ دمتَ قدوتي
وما عابني إطراء حبّي، فإنّما أعبــــــــّر عن دينــــــــــي وأنشــــــــر ملّتــــــــي[11].
* الغرض من إنشاء جماعة أبولو:
كانت أغراض الجماعة، كما أعلنت منذ ميلادها في دستورها الذي نُشر في العدد الأوّل من المجلّة كما يأتي:
- السموّ بالشعر العربي، وتوجيه جهود الشعراء توجيها شريفاً.
- مناصرة النهضات الفنّية في عالم الشعر.
- ترقية مستوى الشعراء ماديّا واجتماعيا، وأدبيا والدفاع عن كرامتهم.
- الوضوح في الفكر وقرب المأخذ.
- الشاعر يجب أن يكون حرّا طليقا كالعصفور.
وهي أهداف تتقاطع مع أهداف الرابطة القلمية والعصبة الأندلسية ومدرسة الديوان.[12]
من أسباب ظهور هذا الاتجاه الصراع بين المحافظين والمجدّدين العقلانيين، ولذلك التقى مجموعة من هؤلاء الشعراء من مختلف الفئات وكان رئيسهم أحمد شوقي، والتأثّر بالشعر الرومنسي الغربي لالتقاء أفكارهم بفلسفة الرومنسيين الغربيين.
أضف على ذلك التأثّر بأدب المهجر في انطلاق الخيال والعاطفة والحنين إلى الوطن والتغنّي بالألم والوجدان. وكذلك التأثّر بجماعة الديوان، حيث قام الشعر على التحلّل من البلاغة العربية القديمة، فكان شعرهم سهلا، وتختلف هذه الجماعة عن جماعة الديوان في الرؤية الشعرية، فالشعر عندهم يتجلّى فيه الانفعال ويختفي العقل، بينما الشعر عند جماعة الديوان فيقوم على عمق الإحساس الداخلي للإنسان الذي يشكّله العقل ويختفي منه الانفعال.
03. خصائص شعر جماعة أبولو:
يمكنا حصر بعض الخصائص فيما يلي:
-الوجدانية، ومن مظاهرها القلق والنزعة الإنسانية والاهتمام بالأشياء البسيطة.
-الانحياز للطبيعة، لأنّها خزّان المجهول والأسرار، لذا نجدهم قد أغرقوا في التأمّل والخيال.
-الاستعانة بالرموز الصوفية والأسطورية.
-الاهتمام بالشعر القصصي والمسرحي.
-الدفاع عن الحرية الكاملة للشاعر في النهل من كلّ الثقافات وتضمينها بطريقة تتناسب مع مبادئ الرومنسية.
- اتخاذ الحبّ ملاذا يلوذون إليه، فادّعوا أنّه ينقذهم من ألم الحياة.
يقول ناجي عن تأثير الحبّ وأثره في النفس البشرية:
سموت ودقّ إحساسي وجبت عوالم البشر
نسيت ضغائن الناس غفرت إساءة القدر.[13]
- الحنين إلى موطن الذكريات.
- الشكوى والتصريح بالألم، وتصوير البؤس.
- الطلاقة البيانية، فالبيان عندهم أفضل منه عند جماعة الديوان.
- العناية بالموسيقى وتأثيرها في الشعر.
- الدلالة الإيحائية: فقد اهتدى أهل أبولو إلى كثير من الأساليب التي منحت شعرهم دلالات فيّاضة.
- تجسيم المعنويات وتشخيص الجماد.
- التعبير بالصورة الشعرية.
- الوحدة العضوية
- التنويع في القوافي وأحياناً التحرّر منها، وكتبوا ما أسموه الشعر المنثور الذي لا وزن ولا قافية له.
المحاضرة السادسة التجديد الشعري في المغرب العربي
01.تمهيد:
استفاد أدباء المغرب العربي بالحركة التجديدية في الشعر، بفضل احتكاكهم بإخوانهم المشارقة، فكان ميلاد أدب عربي مغربي أخذ الكثير من مبادئ الرومانسية بعد اطّلاع الأدباء المغاربة على جديد الساحة الأدبية في المشرق من جهة وما جاءت به الرومانسية الغربية من جهة بفعل الاطّلاع على أدب أوربا.
02. التجديد الشعري في الجزائر:
كان ميلاد الأدب التجديدي بالمغرب بعد الحرب العالمية الأولى، نتيجة الأوضاع المؤلمة التي فرضها المستعمر آنذاك، والتي كانت سببا في تلوين الشعر الجزائري بألوان الحزن والتشاؤم والكآبة.[14]
من خلال بعض النماذج الشعرية الجزائرية يمكننا الوقوف على أهمّ خصائص الأدب الرومانسي من حزن وتشاؤم وتعبير عن ألم ومعاناة، وأنسنة الطبيعة واتّخاذها ملاذا، وتقديس العاطفة والذاتية والحرية والانطلاق.
من النماذج الجزائرية التي تبنّت الاتجاه الرومانسي نذكر:
* الشاعر مبارك جلواح (1908- 1943): يعتبر رائد الشعر الرومانسي في الجزائر، تتميّز قصائده بطغيان مسحة الحزن والألم، يقول عنه الدكتور "عمر بن قينة": "... كيف لا؟ والهموم تفتك به من كلّ جهة: هموم عمل، وهموم أمل وانكسارات شتى: وطنية وعاطفية أودت به إلى الدار الآخرة، فانتهى جثّة هامدة على نهر السين..."[15]
- يقول الشاعر في قصيدة "كم بات حولك من فؤاد دامي":
كم بات حولك من فؤاد دامـــــــــــــــــــي يشكو إليك كوامن الآلام
يا راقص الأمواج في حضن الصبا والليل ساج والورى بمنام
لم يبق لي يا (سين) في ذي الكون من خدن يصانعني ولو بكلام
صدّ الرفاق جميعهم لمّا رأوا ألاّ بقاء لثروتي وحطامي
يناجي الشاعر في قصيدته هذه نهر السين ويشكو له آلامه ومعاناته بسبب غربته، تكسو القصيدة بعض ملامح الرومانسية، منها: النظرة التشاؤمية (دامي، يشكو، الليل، حطامي)، الطبيعة: الأمواج، الليل، السين...
* محمد بلقاسم خمار: (1931-):
شاعر جزائري معاصر كتب عن الثورة والقومية، والطبيعة في الشكلين: العمودي والحرّ، أبدع في الشعر الوجداني، فمن دواوينه: "أوراق"، "ظلال وأصداء"، "ياءات الحلم الهارب"، "حالات للتأمّل وأخرى للصراخ".
يقول في قصيدة "زمن الغربة والغروب" من الديوان الأخير:
أخشى مغيب الشمس
تنطلق الأفاعي من سهوبي
لا يجدي اصطباري
أو عزوبي
أتنفّس الأعماق
في مهوى همومي
للرسوب
وأخاف أنْ أبكي
فتشكوني إلى كبتي
عيوبي
مسحة الحزن واضحة في القصيدة ( همومي، الرسوب، أبكي، تشكوني، مهوى...)التي يكشف فيها كذلك عن شدّة تعلّقه بالطبيعة (سهوبي، الأفاعي، الشمس...) التي يلجأ إليها الشاعر الرومانسي كثيرا.
* الشاعر والناقد رمضان حمود: (1906 - 1929)"
يعتبر رائد الحركة التجديدية نقدا في الجزائر، كما سُجّل له محاولات شعرية تكشف بقوّة اتجاهه الرومانسي، يقول في قصيدة "جمال الكون وبدائعه":
انظر إلى الكون البديع بنوره وظلامه وسكونه الروحاني
وجباله المرســـــــــــاة فوق متونــــــه تُبــــــــــدي جليّاً قوّة الرحمان
وسهـــــــــــــــــــــــوله ممـــــتدّة، ومروجــــــه خلاّبــــــــــة بتناســــــــــق الألوان
والشمس عند شروقها من مهدها في الجو تائهة من الدوران
تكسو الطبيعة من خيوط لعابها ذهب الأصيل تحيّة الولهان.
03. التجديد الشعري في تونس:
لا يمكن لأيٍّ كان غضّ الطرف عن علم الاتجاه الرومنسي بتونس حامل لواء جماعة أبولو "أبو القاسم الشابي"( 1909 – 1934)، ونتيجة احتكاكه المباشر بالأدب المشرقي حين انضمّ إلى جماعة أبولو بمصر، نستطيع القول أنّه ممثّل الرومانسية بامتياز في المغرب العربي، إذْ تحمل قصائده كلّ ما يتعلّق بمعاني الحبّ والحزن والألم، وتصوير الوجدان والاستئناس بالطبيعة...
المحاضرة السابعة التجديد الشعري المهجري
01.تمهيد:
امتدّ التجديد الشعري العربي ليصل إلى خارج حدود البلاد العربية، بفضل أدباء لبنانيين وسوريين هاجروا لطلب العيش والبحث عن التقدّم الحضاري، فاستقروا بالأمريكيتين في مطلع القرن العشرين، وبعد مدّة من الزمن ألّفوا أدبا تمتّع بخصائص فنّية تجديدية على المستويين الشكلي والمضموني، وخاصة من الناحية الفنية تأثّرا بالآداب الغربية، وشكّلوا تنظيمات ونوادي أدبية للاهتمام بشؤون الأدب العربي والأدباء العرب، فكانت الرابطة القلمية والعصبة الأندلسية وكان الأدب المهجري.
02.ماهية الأدب المهجري:
المقصود بالأدب المهجري ذلك الأدب العربي الذي كُتب في المهجر الأمريكي دون سواه في بدايات القرن العشرين، يقول عيسى الناعوري في كتابه "أدب المهجر": "فالأدب المهجري الذي تُكتب فيه هذه الفصول كلّها هو أدب الرعيل الأوّل من بناة الأدب العربي على ضفاف المسيسيبي والأمازون، أولئك الأبطال الذين شادوا للأدب العربي في ديار الغربة، أو بين ضجيج الآلات وصخب المصانع، وقرقعة الدواليب، وبين العرق والدموع مكلكلة زاهية زاخرة، قادت أدب الضاد في سبل جديدة ونفخت فيه روح الحرية والتجديد."[16]
الأدب المهجري إذاً هو كلّ أدب عربي كتب في بلاد المهجر الأمريكي، وهناك تسميات أخرى، نذكر منها: "المدرسة السورية الأمريكية"، وهو ما يستعمله المستشرقون غالباً، وكذلك "أدب المهجر الشمالي" و"أدب المهجر الجنوبي"، أي ما كُتب من أدب في الولايات المتحدة الأمريكية وما صدر في أمريكا اللاتينية، ويبدو أنّ النقاد يفضلون تسميته "أدب المهجر"، يقول الباحث "أسعد دورا": "غير أنّنا قد اعتقدنا خلال بحثنا في هذا الموضوع بأنّ (أدب المهجر) يحدّد قبل كلّ شيء آثار مهاجري العرب بالولايات المتّحدة الأمريكية في النصف الأوّل من القرن العشرين."[17]
تكتّل مجموعة من الأدباء والنقاد هناك في المهجر الأمريكي وأسّسوا "الرابطة القلمية" في الشمال، وبعدها "العصبة الأندلسية" بالجنوب.
03. الرابطة القلمية:
تأسّست الرابطة القلمية في أفريل 1920 بالولايات المتحدة الأمريكية، برئاسة الأديب اللبناني الشهير "جبران خليل جبران"، وساعده كلّ من "ميخائيل نعيمة" و"إيليا أبو ماضي"، وتضمّ الرابطة كلّ من "نسيب عريضة" و"أمين الريحاني"، و"رشيد أيوب" وغيرهم، وللرابطة مجلة (الفنون) وجريدة (السائح)، وقد ظلّت الرابطة حيّة مدة إحدى عشر سنة إلى غاية 1931، إذْ توقّفت بسبب موت بعض أعضائها الفاعلين بداية بموت "جبران خليل جبران" الذي كان يحمل دعوة إلى التجديد تكاد تكون منطلقا إلى الحداثة: وهي رومانسية وجدانية مستمدّة من إنسانية الإنسان (النزعة الإنسانية) ومشاعره ووجدانه، ومن مظاهرها التساهل الديني، والتمرّد على الديانات وعلى اللغة وأوزان الشعر، والدعوة إلى الشعر المنثور، وكان لأدب جبران رواج كبير في البلاد العربية لقوّة أسلوبه ودعوته إلى الحرية البرّاقة التي تجذب الانتباه، وقد تأثّرت الرابطة بموت جبران ورشيد أيوب[18].
04. العصبة الأندلسية:
بعد نهاية الرابطة القلمية بسنة واحدة، أي سنة 1932 تأسّست العصبة الأندلسية في مدينة "سان باولو" البرازيلية بريادة "ميشال معلوف" و"داود شكور" نائبا، كما تضمّ :يوسف البعيني" و"نظير زيتون"، و"فوزي معلوف" ثمّ تسلّم قيادتها "رشيد سليم الخوري" (الشاعر القروي) ومن بعده "شفيق معلوف"، وللجماعة مجلة تحمل اسمها، عاشت هذه الرابطة مدة عشرين عاما، وهي أكثر محافظة من الرابطة القلمية من ناحية الاتجاه الوطني والشعري، فقد كان أعضاؤها أقلّ تجديدا من أعضاء الرابطة القلمية. كما حاولوا الحفاظ على الأوزان الشعرية.
05. خصائص الشعر المهجري:
يرى النقاد ومؤرّخوا الأدب العربي أنّ ظهور الشعر المهجري، بما فيه من رومانسية وحنين وتأمّل وصوفية، أهمّ ما طرأ على الشعر العربي الحديث في تلك الحقبة، بسبب التأثّر بالآداب الغربية، وما عايشه معظم الشعراء المهجريين من شعور بالغربة، وتلك الصدمة الحضارية، نتيجة انبهارهم بالغرب. ومن أهمّ ما اصطبغ به شعرهم ما يلي:
* التعبير عن الوجدان الإنساني.
* التعبير عن التجربة الشعورية الكاملة.
* الوحدة العضوية في القصيدة الشعرية.
* التمازج بين النفس الإنسانية والطبيعة، والميل إلى التحليل النفسي، والتأمّل الفلسفي والابتعاد عن المجون والتهتك.
* سهولة اللغة، فقد تناولوا الألفاظ المتداولة والصور الملموسة في أكثر الأحيان.
* كثرة الإيحاء والرمز.
* التمرّد على الأوزان الشعرية.
* التفنّن في وصف الطبيعة .
* كثرة الشعر الوطني والحنين إلى الأوطان، خاصة وهم ببلاد الغربة.
* غلبة الطابع التحرّري وتلوّنه باللون المأساوي الحزين المتّصل بالمصائب والنكبات.
* الدعوة إلى التحرّر الديني.
المحاضرة الثامنة مدخل إلى الفنون النثرية
01.تمهيد:
عرف العرب قديما بعض الفنون النثرية التي عبّروا بها عن بعض نواحي حياتهم وصوّروا علاقاتهم وأنماط معيشتهم عبر أشكال عديدة كالخطابة والرسالة والوصية، لكنّ الحالَ نفسه حدث مع النثر الفنّي في قرون الجمود والخمول و التي لم يخل منها جنس إلاّ وأصيب برزء التقليد والابتذال، حتى بداية عصر النهضة، إذْ لم يكن النثر الفنّي العربي أقلّ حظا من الشعر استفادة من العوامل التي ساعدت على ازدهار الكتابة الفنية العربية مطلع القرن التاسع عشر، فقد تسلّح الأدباء العرب بشتى الوسائل الفنّية ليخرجوه مكتملا في شكله ومضمونه وغاياته ومراميه.
فالنثر شكل تعبيري سهل يستوعب الكثير من الأفكار والمواقف، خاصة والأمّة العربية آنذاك كانت في موقف لا تحسد عليه حين واجهت الاستدمار الغربي بكلّ أشكاله.
02. النثر الفنّي في العصر الحديث:
تغيّرت ملامح بعض الفنون النثرية في العصر الحديث بما يتناسب وروح العصر، ومن تلك الحقبة أخذت الفنون النثرية تتطوّر شيئا فشيئا، عبر عدّة أطوار، يقول حنا الفاخوري: "الطور الأوّل هو طور البعث واليقظة، وقد ظلّ النثر فيه متأثّرا بأسلوب القاضي الفاضل وأسلوب الانحطاط، والطور الثاني هو طور المحاولات المحمودة، وقد قُدّم المعنى على اللفظ، ولكن التحرّر لم يكن تامّا، والطور الثالث هو طور النهضة الحقيقية، وقد قصرت الكتابة على المعاني وجُري فيها على أساليب عالمية رفيعة الفنّ."[19]
حسب الفاخوري فقد مرّ النثر الفنّي في تطوّره عبر ثلاثة أطوار بداية بطور التقليد والإحياء وصولا إلى طور الاكتمال في مطلع القرن العشرين بعد الاحتكاك الحاصل بين العرب والغرب، وبعد تلك الصراعات المحتدمة بين المحافظين الذين يرون في التيار الأصولي نموذجهم وبين المجدّدين الذين رأوا مثالهم في النموذج الغربي، ومع وفرة الوسائل التقنية آنذاك من طباعة وكثرة في مجال الصحافة ودور العلم، تحرّر النثر الفنّي من قيود الزخرفة وكلّ أشكال القديم لتبدأ مرحلة الإبداع التي مهّدت لتطوّر حقيقي على المستويين؛ الشكل والمضمون، وظهرت فنون نثرية جديدة كالمقالة التي تعتبر الفضاء الخصب للمبدعين لنشر أفكارهم وعرض أعمالهم.
03. فنون النثر في العصر الحديث:
تتعدّد فنون النثر وتتنوّع، فهو أقدر الفنون على تمثّل الحياة بكلّ أشكالها، وقد قسّم النقاد والمؤرّخون النثر إلى أقسام وأغراض، أشهرها تقسيم حنا الفاخوري، الذي يرى أنّ النثر بحسب أغراضه ينقسم إلى أقسام ثلاثة هي: النثر الأدبي، والنثر الاجتماعي، والنثر السياسي.
أ. النثر الأدبي: يشمل الرسائل الإخوانية، والروايات، والخطب، والدراسات النقدية التحليلية، وتناول الأمور المعنوية كالعاطفة مثلا، ومن روّاد هذا الفنّ في بداية العصر الحديث: ناصف اليازجي، وسليمان البستاني، وأحمد فارس الشدياق.
ب. النثر الاجتماعي: هو كلّ الكتابات التي تناولت الظواهر الاجتماعية والموضوعات ذات الصلة بالمجتمعات كالعمل والفقر والمرأة، وإصلاح المفاسد الاجتماعية وتشخيص الداء واقتراح الدواء، ومن الر وّاد الذين خاضوا في هذا الجانب الأدبي: الإبراهيمي، وبطرس البستاني وقاسم أمين...
ج. النثر السياسي: هو تلك الكتابات النثرية التي تناولت القضايا السياسية، ونشرت المظاهر السلبية كظلم الحكّام واستبدادهم، محاولة لتنوير الرأي العام، وتعريف الناس بمصالحهم وفق منهج إصلاحي، وتعنى تلك الكتابات كذلك بمحاربة الاستعمار ومواجهته، ومن روّاد هذا النوع الكواكبي ومصطفى كامل، وأديب إسحاق.
[2] - محمد زكي العشماوي، أعلام الأدب العربي الحديث واتجاهاتهم الفنية، دار المعرفة الجامعية، د.ط، الإسكندرية، 2000، ص 15 .
[3] - محمد الدسوقي، في الأدب الحديث، ج 2، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، د.ط، ص 213 .
[4] طه وادي، جماليات القصيدة المعاصرة، دار المعارف، ط 03، القاهرة، 1994، ص 11 .
[5] مسعد بن عيد العطوي، الأدب العربي الحديث، مكتبة الملك فهد، ط 01، تبوك السعودية، 2009، ص 83 .
[6] محمد عبد المنعم خفاجي، دراسات في الأدب المعاصر، مكتبة الكليات الأزهرية، دط، القاهرة مصر، ص 188 .
[7] مسعد بن عيد العطوي، المرجع السابق، ص 83 .
[8] عباس محمود العقاد وإبراهيم عبد القادر المازني، الديوان في الأدب والنقد، مؤسسة هنداوي سي آي سي، دط، 2018، ص 21 .
[9] عباس محمود العقاد، المصدر السابق، ص 23 .
[10] مسعد العطوي، المرجع السابق، ص 91 .
[11] أدونيس، الثابت والمتحوّل، ج04، ص 71 – 72 .
[12] محمد عبد المنعم خفاجي، دراسات في الأدب المعاصر، ص 266 – 267 .
[13] مسعد العطوي، المرجع السابق، ص 94 .
[14] محمد ناصر، الشعر الجزائري الحديث (اتجاهاته وخصائصه الفنية 1925 -1975)، دار المغرب الإسلامي، ط 02، لبنان، 2006، ص 88 .
[15] عمر بن قينة، في الأدب الجزائري الحديث (تاريخا، وأنواعا، وقضايا، وأعلاما)، ديوان المطبوعات الجامعية، ط 02، الجزائر 2009، ص 85 – 86.
[16] عيسى الناعوري، أدب المهجر، دار المعارف، ط 03، القاهرة، مصر، 1977، ص 41 .
[17] أسعد دورا كوفيتش، نظرية الإبداع المهجري، اتحاد الكتاب العرب، ط 01، دمشق، سوريا، 1987، ص 21 .
[18] مسعد العطوي، الأدب العربي الحديث، ص 126 .
[19] حنا الفاخوري، تاريخ الأدب العربي، دار الكوثر، دط، القاهرة، مصر، 2012، ص 875 .
-
-
-
-