نظريات الجريمة والانحراف ماستر 1
مخطط الموضوع
-
-
النظريات المعاصرة للجريمة هو مقياس مقرر للسنة أولى ماستر تخصص سوسيولوجيا العنف والعلم الجنائي، والذي قمت بتدريسه لطلبة التخصص خلال مساري الدراسي المتواضع، مما فتح المجال أمامي لأتعمق في دراسة مختلف النظريات التي فسرت السلوك الإجرامي والعنيف على اختلاف المدارس والمذاهب والإيديولوجيات والمذاهب، وقد كان لهذا التنوع في المصادر والمراجع الأثر الكبير في تحصيل الكثير من المعارف والأفكار حول أصول هذه النظريات وتفسيراتها للسلوكات الإجرامية والعنيفة.
كما كان للمناقشات التي أجريتها مع طلبتي الأفاضل دور كبير في فهم لهذه النظريات وتفسيراتها من المنظور الاجتماعي في بيئتها الأصلية، ومدا تطابقها مع البيئة الاجتماعية للمجتمع الجزائري، بكل ما تحمله من خصوصيات اجتماعية ودينية وثقافية وحضارية وتاريخية تختلف كليا عن البيئة التي نشأت فيها هذه النظريات، بالتالي لا على الباحث التأكد من صلاحية ونجاعة المقاربات التي تتبناها هذه النظريات في البيئة المدروسة، حيث أن دوافع ارتكاب السلوك الإجرامي تختلف بحسب باختلاف المجتمعات وطبيعتها، وهذا ما بينته الكثير من الدراسات والأطروحات كدراسة على مانع حول جنوح الأحداث في الجزائر المعاصرة، أكد من خلالها على أن للمراحل والحوادث التاريخية دور تلعبه في زيادة أو انخفاض نسب الجريمة في مجتمع ما كالحروب والصراعات التي تفرز أسرا مشردة وأطفال بلا مأوى ولا آباء، مما يساهم بشكل كبير في انتشار السرقة والاعتداءات والجريمة والجنوح، وتلعب الأزمات الاقتصادية كذلك دورا كبيرا انتشار السلوكات الإجرامية والعنف داخل المجتمعات حيث يغيب التوازن والاستقرار.
لقد أدت التحولات الاجتماعية التي شهدها المجتمع الجزائري خلال المراحل التاريخية الماضية إلى انتشار كبير للعنف والجنوح والجريمة والانحراف مما يستدعي البحث عن أسباب وعوامل انتشار هذه الأمراض داخل المجتمع، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال إقامة دراسات أكاديمية معمقة في هذا المجال، وتأخذ النظريات المفسرة للسلوك الإجرامي والعنيف حيزا كبيرا من هذه الدراسات سواء تعلق الأمر بالفرد المجرم أو بالظروف المحيطة بالجريمة.
وقد اخترنا في مقياس النظريات المعاصرة للجريمة، مجموعة من النظريات الاجتماعية التي فسرت السلوك الإجرامي وكانت أكثر واقعية وشمولية، ويمكن اعتمادها في دراسة الجريمة داخل المجتمع الجزائري.
-
-
-
-