Topic outline

  • المحاضرة الرابعة: التّذكير والتّأنيث

    1- الاسم من حيث النوع:

      الاسم في العربية نوعان: اسم مذكر واسم مؤنث، فالمذكر يشار إليه بـ هذا، وهو قسمان: مذكر حقيقي، نحو: علي، وعمرو، ومذكر مجازي، نحو: قلم، وكتاب.

      أما المؤنث فثلاثة أنواع: حقيقي، نحو: فاطمة، ومجازي، نحو: شجرة، ولفظي نحو: عنترة، وحُذيفة[1].

      وعليه فقد اتفق علماء العربية على أنّ التذكير هو أصل الأشياء، وفي ذلك يقول سيبويه: "الأشياء كلّها أصلها التّذكير ثم يختصُّ بعدُ، فكلُّ مؤنث شيءٌ، والشيءُ يذكّر، فالتّذكير أوّل، وهو أشدّ تمكّنا"[2]. ولم يخرج أبوعلي الفارسي عمّا ذكره سيبويه، فقال:"أصل الأسماء والتأنيث ثانٍ له"[3]. و بما أن التذكير أصل الأشياء فهو لا يحتاج إلى علامة تميّزه من المؤنث، وبما أن المؤنث ثان له، فهو فرع منه، لذا فهو في حاجة إلى علامة تميزه من المذكر، لذا فإننا سنركز في في هذه المحاضرة على التأنيث.

    2- علامة الاسم المؤنث:

    للمؤنث علامتان: علامة ظاهرة، أخرى مقدّرة، فالظاهرة، نحو: فاطمة، ونائمة، علبة، والمقدرة نحو: عَبْلَى، وهُدَى.

     

    2-1- العلامة الظاهرة:

      تأتي علامة المؤنث الظاهرة في ثلاث صور هي:

    2-1-1- تاء التأنيث: هي تاء التأنيث المربوطة المتحركة في الأسماء، نحو: عَائِشَةٌ، ونَائِمَةٌ، والساكنة في الأفعال، نحو: جَاءَتْ، وعَادَتْ، لكنها تتحرّك لالتقاء الساكنين، نحو قوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﱿ الحجرات: 14.

     2-1-2- ألف التأنيث المقصورة: هي الألف التي تكتب في أخر الاسم المؤنث المسبوقة بحرف مفتوح، نحو: سَلْمَى، وذِكْرَى، وحُبَارَى.

    2-1-3- ألف التأنيث الممدودة: هي الهمزة التي تأتي في آخر الكلمة مسبوقة بألف مدّ، نحو: صَحرَاءٌ، وسَمَاءٌ.

    2-2- العلامة المقدّرة: هي تاء التأنيث المربوطة التي لا تظهر في أخر الاسم المؤنث وإنما يُدرك تأنيثها بوجود ضوابط يبينها السياق الذي تقع فيه وهي:

    2-1- تعرف بالضمير العائد: وهو الضمير المتصل بالفعل أو الاسم والعائد على الاسم المؤنث المذكور من قبل أحدهما: نحو: الكتف نهشتها[4]، ومنه قوله تعالى: ﭐﱡﭐ الشمس: 1

    الهاء ضمير متّصل بكلمة ضحى وعائد على الشمس وهو اسم مؤنث خال من علامة التأنيث الظاهرة

    وقوله تعالى: ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ الشمس: 5

    والشيء نفسه ينطبق على الضمير الهاء المتّصل بالفعل بَــنَى، والعائد على السماء، وهو اسم مؤنث خال من علامة التأنيث الظاهرة.

    2-2- تعرف بالمؤنث الموصوف: نحو: أحب الشمس المشرقة.

       تبدو كلمة الشَّمْسِ خالية من علامة التأنيث الظاهرة، وهي موصوف، وتظهر كلمة المشرقة مؤنثة لاحتوائها على تاء التأنيث المربوطة المتحركة في الآخر، وهي صفة مؤنثة، فقد طابقت الموصوف الذي هو الشمس في التأنيث. 

    2-3- تصغير المؤنث: لما نصغّر الاسم المؤنث الخالي من علامة التأنيث الظاهرة، تعود إليه علامة التأنيث، نحو: أُمٌّ، أُمَيْمَةٌ، وشَمْسٌ، شُمَيْسَةٌ.

    2-4- الإشارة بالمؤنث[5]: يشار إلى الاسم المؤنث تأنيثا مجازيا باسم الإشارة الدّال على التأنيث، نحو قوله تعالى:  ﭐﱡﭐ   يس 63.

    3- الإتيان بتاء التأنيث للتفريق بين المذكر والمؤنث:

    يؤتى بتاء التأنيث زائدة في قصد التفريق بين المذكر والمؤنث، وهي نوعان:

    3-1-الاسماء الجامدة: لا تلحقها التاء إلا في ألفاط محدودة، منها:رجل ورجلة، وإنسان وإنسانة وامرِىء وامرأة.

    3-2- الأسماء المشتقة: وهي الأكثر ورودا، إذ تلحقها التاء كثيرا، نحو: نائم ونائمة، وعالم وعالمة.

    4- امتناع تاء التأنيث في الأسماء المشتقة[6]:

     تمتنع تاء التأنيث في الأسماء المشتقة في خمسة أوزان، فيتساوى المذكر والمؤنث وهي:

    4-1- إذا كان على وزن فَعُول بمعنى فاعل، نحو: شَكُورٌ بمعنى شَاكِر، وصَبُورٌ بمعنى صَابِر، وشذّ منه عَدُوٌّ وعَدُوَّةٌ.

    تنبيه: أما إذا كان فعول بمعنى مفعول فتلحقه التاء جوازًا، نحو: أَكُولٌ وأَكُولَةٌ.

    4-2- إذا كان على وزن مِفْعَال، نحو: مِهْذَارٌ، ومِعْطَاءٌ،

    4-3- إذا كان على وزن مِفْعِيل، نحو: مِنْطِيقٌ، ومِسْكِيرٌ، مِعْطِيرٌ، مِسْكِينٌ، وشذ منه مِسْكِينَةٌ.

    4-4- إذا كان على وزن مِفْعَل، نحو: مِغْشَم، ومِنْجَل، ومِعْوَل.

    4-5- إذا كان على وزن فَعِيل: وهو نوعان[7]:

    4-5-1- ما يكون على وزن فَعِيل بمعنى فَاعِل: وتلحقه التاء، وفي هذه الحالة يجوز حذف التاء، نحو: نحو: قَرِيبٌ وقَرِيبةٌ، ورَحِيمٌ ورَحِيمَةٌ.

    4-5-2- ما يكون على وزن فَعِيل بمعنى مَفْعُول، وله حالتان:

    4-5-2-1- أن يُستعمل استعمال الأسماء المجردة: وهي التي ليس لها ارتباط بموصوف متقدم، أي لا يعلم نوع الموصوف أهو مذكر أم مؤنث، لذا يتوجب الإتيان بتاء التأنيث منعا للوقوع في اللبس، نحو: رأيت ذَبِيحَةً، بمعنى مَذْبُوحَة.

    4-5-2-2- أن لا يستعمل استعمال الأسماء المجردة: وهي التي لها ارتباط بموصوف متقدم، بمعنى أن يكون الموصوف معلوما سلفا، نحو: نظرت إلى امْرَأَة قَتِيلٍ.

    5- أوزان ألف التّأنيث المقصورة[8]:

     لقد سبقت الإشارة إلى أن ألف التأنيث المقصورة علامة من علامات التأنيث الظاهرة، وهذه العلامة تظهر في اثني عشر وزنا هي:

    5-1- فُعَلَى: بضم الأول، وفتح الثاني مثل أُرَبَى بالرّاء المهملة والباء الموحدة، اسمًا للدّاهية، وأُدَمَى، وشُعَبَى اسمين لموضعين، قال جرير يهجو العباس بن يزيد الكندي، وكان مقيمًا بشُعَبَى:

             أَعَبْدًا حَلَّ في شُعَبَى غَرِيبًا               أَلُؤمًا لَا أَبَا لَكَ وَاغْتِرَابا

    5-2- فُعْلَى: بضم الأول وسكون الثاني، نحو:ـ بُهْمَى وهو اسم لنبت، ويأتي أيضًا صفةً لا مذكر لها، نحو: حُبْلَى أو لها مذكر، نحو: طُولَى أنثى لأَطْوَل، أو مصدرًا ، نحو:ـ رُجْعَى

    5-3- فَعَلَى[9]: بفتحات، ويأتي هذا الوزن اسمًا، نحو: بَرَدَى لنهر بدمشق، وحَيَدَى وصف  في مثل: ناقة حَيَدَى، أي تحيد عن ظلها وتحاول الفرار منه. ومَرَطَى لمشية فيها إسراع، ومعنى: بَشَكَى، أيضا لمشية فيها إسراع، وَجمَزَى على نفس الوزن وبنفس المعنى.

    يقال: مَرَطَت الناقة، وبَشَكَت، وجَمَزَت أي: أسرعت.

    5-4- فَعْلَى[10]: بفتح أوله وسكون ثانيه، إذا كان جمعًا أو مصدرًا، أو صفة، فمثال مجيئه جمعا نحو: قَتْلَى، جمع قَتِيل، وجَرْحَى جمع جَرِيح.

      ومثال مجيئه مصدرًا نحو:دعوى مصدر دَعَا ونَجْوَى مصدر نَجَا، ومثال مجيئه صفة نحو: سَكْرَى، وسَيْفَى، وشَبْعَى، مؤنثا سَكْرَان وسَيْفَان، وهو الطويل، فإن كان فَعْلَى اسمًا كـ أَرْطَى وعَلْقَى فقيل: ألفه للتأنيث، فيمنع للصرف، وقيل: للإلحاق فلا يمنع.

    5-5- فُعَالى[11]: بضم أوله، وفتح ثانيه مع تشديده، مثل: حُبْارَى وسُمَانَى اسمين لطائرين وسُكَارَى جمع سَكْرَان.

    وعُلَادَى –وصفا- بمعنى شديد، يقال جملٌ عُلَادَى: أي قويّ شديد.

    5-6- فُعَّلى[12]: بضم أوله، وتشديد ثانيه مفتوحا، وذلك نحو سُمَّهى للباطل وللكذب واسم الهواء المرتفع.

    5-7- فِعَلَّى: بكسر أوله، وفتح ثانيه، وذلك نحو: سِبَطْرَى وهو اسم لمشية فيها تبختر،  ودِفَقَّى اسم لمشية تدفق وإسراع.

    5-8- فِعْلَى[13]: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وهذا الوزن إما أن يكون مصدرًا نحو: ذِكْرَى مصدر ذَكَرَ ذِكْرًا وذِكْرَى وحِجْلَى الذي مفرده حَجَل بفتحتين اسمً طائر.

    5-9- فِعِّيلَى[14]: بكسر أوله وثانيه مشددا، وذلك نحو: حِثِّيثَى، اسم مصدر الحَثّ على الشيء، إذا حَضَّ عليه، ومنه أيضا خِلِّيفَى اسم بمعنى الخلافة.

     

    5-10- فُعُلَّى[15]: بضم أوله وثانيه، وتشديد ثالثه مع فتحه، نحو: كُفُرَّى، اسم لوعاء يوضع فيه طَلْع النّخل، ومن أمثلة هذا الوزن أيضًا حُذُرَّى، وبُذُرَّى، وهما من الحذر والتبذير.

    5-11- فُعَّيْلَى[16]: بضم أوله، وتشديد ثانيه، نحو: خُلَّيْطَى، اسم للاختلاط في الأمر، يقال: اختلف القوم ووقعوا في خُلَّيْطَى، ومثله، لُغَّيْزَى اسم اللغز.

    ومن أمثلة هذا الوزن أيضا قُبَّيْطَى، اسم لنوع من الحَلْوى.

    5-12- فُعَّالَى: بضم الفاء وفتح العين المشدّدة بعدها الألف نحو: شُقَّارَى، وخُبَّازَى اسم نبتين، وخُضَّارَى اسم طائر.

    6- أوزان ألف التأنيث الممدودة:

       تضم ألف التأنيث الممدودة أوزانا كثيرة منها[17]:

    6-1- فَعْلَاء: بفتح الفاء وسكون العين، نحو: صَحْرَاء، ورَغْبَاء، مصدر للفعل رَغِبَ، وحَمْرَاء مؤنث أَحْمَر.

    6-2- أَفْعَلَاء: مثلث العين، نحو:  أَرْبِعَاء، وأَرْبَعَاء، وأَرْبُعَاء. وهو اليوم الرابع من الأسبوع.

    6-3- فَعْلَلَاء: بفتح الفاء وتثليث اللام، نحو: عَقْرَباء اسم لمكان، واسم أنثى العقرب. وكَرْبَلَاء وقَرْفَصَاء[18].

    6-4- فُعْلَلَاء: بضم الفاء وسكون العين وفتح اللام، نحو: قُرْفَصَاء[19].

    6-5-فَاعُولَاء: بضم العين، نحو: عَاشُورُاء للعاشر من المحرم.

    6-1- فَاعِلاء: بكسر العين نحو: قَاصِعَاء، وهو أحد بَابي حجرة اليربوع.

    6-6- فِعْليَاء: بكسر الفاء وسكون العين وكسر اللام، نحو:كِبْرِيَاء،

    6-7- مَفْعُولَاء: مَشْيُوخَاء، اسم لجماعة الشيوخ، ومَعْلُوجَاء، ومَعْيُورَاء، ومَأْتُونَاء[20].

    6-8- فَعَلَاء: مثلث الفاء، نحو: جَنَفَاء، وفَعُلَاء، نحو: عَشُرَاء وفَعِلَاء: نحو: سِيَرَاء، لنوع من ثياب القَزّ.

    6-9- فَعَالَاء: مثلث العين، وهو ثلاثة أوزان، هي: فَعَالَاء وهو الأصل، نحو: بَرَاسَاء، وبَرَاكَاء. وفَعِيلَاء، نحو: وبَرِيسَاء، وفَعُولَاء، نحو:جَلُولَاء.

     



     - ينظر إبراهيم حسين ضيف الله الفيفي، الخلاصة الصرفية، ص36.[1]

     - سيبويه، الكتاب، تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، 1408ه – 1988م، 3/241.[2]

     - أبو علي الفارسي، الإيضاح العضدي، تحقيق، حسن شاذلي فرهود، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،1984م. 2/86.[3]

    [4] - ينظر شرح ابن الناضم على ألفية ابن مالك، تح: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط1، 1420ه – 2000م ، ص 534.

    - ينظر هادي نهر، الصرف الوافي، ص187.[5]

     - ينظر، عباس حسن، النحو الوافي، دار المعارف،ط3، د.ت، 4/591- 595.[6]

     -  ينظر المرجع السابق، 4/594- 595.[7]

     - ينظر ابن مالك، تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، المطبعة المنيرية، مكة، ط1، 1319ه، ص68.[8]

     - ينظر، عباس حسن، النّحو الوافي، 4/600[9]

     - ينظر المرجع نفسه والصفحة ذاتها.[10]

     - المرجع السابق، والصفة ذاتها.[11]

     -  المرجع نفسه، والصفة ذاتها.[12]

     - المرجع نفسه، والصفحة ذاتها.[13]

     - ينظر المرجع نفسه، والصفحة 4/601.[14]

    [15]- ينظر المرجع السابق، والصفحة 4/601- 602.

    [16] - ينظر المرجع نفسه، والصفحة 4/602.

    - ينظر المستقصى في علم التّصريف، ص662. [17]

     - السيوطي، همع الهوامع، 6/73.[18]

    [19] - ينظر المستقصى في علم التّصريف، ص663.

    [20] - ينظر المرجع نفسه، ص664.


  • Topic 2

  • Topic 3

  • Topic 4