المحاضرة الثالثة/الإعراب والبناء.

الكلمات في اللغة العربية منها المعربة التي يتغير أواخرها نظرا للعامل الداخل عليها لفظا أو تقديرا و حسب موقعها في الجملة،أمّا الكلمات المبنية فإنها تبقى على صورتها مبنية فلا تتغير مهما وظفناها.

الإعراب والبناء :

·       لغة:

أ‌-                الإعراب

هو الإظهار والإبانة وكلمة الإعراب مصدر للفعل أعرب على وزن أفعل المتعدي بالهمزة

 جاء في لسان العرب "الإعْراب: الإِبانَةُ والإِفْصاحُ عن الشيءِ...ـ إِعْرابُ: أن لا تَلْحَن في الكَلامِ. "[1].

ب‌-           البناء:

"بنْيُ: نقيضُ الهَدْمِ، بَناهُ يَبْنِيهِ بَنْياً وبِناءً وبُنْياناً وبِنْيَةً وبِنايَةً، وابْتَنَاهُ وبَنَّاهُ.
ـ بِناءُ: المَبْنِيُّ, ج: أبْنِيَةٌ,جج: أبْنِياتٌ.
ـ بُنْيَةُ، وبِنْيَةُ: ما بَنَيْتَه,ج: البِنَى والبُنَى. وتكونُ البنايةُ في الشَّرَفِ.
ـ أبْنَيْتُه: أعْطَيْتُه بِناءً، أو ما يَبْنِي به داراً.
ـ بِناءُ الكَلِمَةِ: لُزومُ آخِرِها ضَرْباً واحِداً من سُكونٍ أو حَرَكَةٍ، لا لِعامِلٍ"[2].

·       اصطلاحا:

أ‌-                 الإعراب: " أثرٌ يُحدِثُه العامل فى آخر الكلمة، فيكونُ آخرها مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً أو مجزوماً، حسب ما يَقتضيه ذلك العامل.

فالمعرب على ضَرْبَيْنِ أَحدهمَا الِاسْم المتمكن وَالْآخر الْفِعْل الْمُضَارع وَمَا عداهما من سَائِر الْكَلَام فمبني غير مُعرب فالاسم المتمكن مَا تغير آخِره لتغير الْعَامِل فِيهِ وَلم يشابه الْحَرْف نَحْو قَوْلك هَذَا زيد وَ رَأَيْت زيدا ومررت بزيدٍ"[3] هذا القول حدد المعرب في الأسماء المتمكنة التي يتغير أواخرها لعامل مثل:

قال تعالى:" في سورة آل عمران، قال تعالى: ﴿ومَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾[4]

 كلمة محمد(صلى الله عليه وسلم) معربة وهي مرفوعة لأنها مبتدأ.

 

 

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ﴾[5] ،جاءت في هذه الآية مجرورة لأنها سبقت بحرف الجر فآخر كلمة محمد تتغير حسب الوظيفة(من الرفع إلى النصب أو الجر).

"وَالْفِعْل الْمُضَارع مَا كَانَ فِي أَوله إِحْدَى الزَّوَائِد الْأَرْبَع وَهِي الْهمزَة وَالنُّون وَالتَّاء وَالْيَاء فالهمزة للمتكلم وَحده نَحْو أقوم أَنا وَالنُّون للمتكلم إِذا كَانَ مَعَه غَيره نَحْو نقوم نَحن وَالتَّاء للمذكر الْحَاضِر نَحْو تقوم أَنْت وللمؤنث الغائبة نَحْو تقوم هِيَ وَالْيَاء للمذكر الْغَائِب نَحْو يقوم هُوَ وحرف الْإِعْرَاب من كل مُعرب آخِره نَحْو الدَّال من زيدٍ وَالْمِيم من يقومُ"[6]نفهم من قوله أن المضارع كذلك يلحقه الرفع مثل الاسم فيرفع وعلامته الضمة وهي حركة أصلية.

1-هذا التغيير الذي يلحق الكلمة المعربة ينقسم إلى:

·        الإعراب اللفظي:نستطيع أن نلفظ اللام مع الحركة في جميع الحالات.

 مثل:محمد رسولُ الله(في حالة رفع).

يصلي المسلمون على رسولِ الله(في حالة جرّ).يحبّ المسلمون رسولَ الله حبّا جمّا.(في حالة النصب).

2- الإعراب التقديري:لا نستطيع التلفظ به لمانع منه:

·        التعذر والثقل والمناسبة.

قال تعالى:﴿ وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾[7].

وقال تعالى:﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ[8].

وقال تعالى:﴿ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى[9].

كلمة الشورى،العسرى،الرّجعى أسماء مقصورة معربة تعرب بحركات مقدرة للتعذر،فكلمة الشورى:خبر مرفوع وعلامة رفع الضمة المقدرة على الألف المقصورة منع من ظهورها التعذر.

وكلمة العسرى:اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر.

الرجعى:اسم إن مؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة منع من ظهورها التعذر.

·       ثقل الحركة يكون في الاسم المنقوص والفعل المضارع الناقص مثل:

قال تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا  ﴾[10].فكلمة(يدعو):فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعة الضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل.

مثل:حكم القاضي على الجاني.

القاضي:فاعل وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.

الجاني:اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل

·       إعراب لمناسبة الياء مثل:كتابي رفيقي(كتابي):مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة وهو مضاف والياء :ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. و رفيقي:خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة وهو مضاف والياء :ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.

"فالإعراب أَرْبَعَة أضْرب رفع وَنصب وجر وَجزم فالرفع وَالنّصب يشْتَرك فيهمَا الِاسْم وَالْفِعْل والجر يخْتَص بالأسماء وَلَا يدْخل الْأَفْعَال والجزم يخْتَص بالأفعال وَلَا يدْخل الْأَسْمَاء"[11].

تكلمنا عن الرفع والنصب والجر في الأسماء،الآن سنعطي أمثلة في المضارع المجزوم:

وقال  سبحانه وتعالى :﴿ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾[12] ،وفي قوله عز وجل: ﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ﴾[13] ، و في قوله عز وجل: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ﴾[14] .(الأفعال الثلاثة : تنس ، تدع ، تمش:أفعال مجزومة وعلامة جزمها حذف حرف العلة.

ب‌-           البناء/ الاعراب المحلي.

قال اِبن جني:" وحقيقة البناء: ثبوت أواخر الكلم على صورة واحدة - وإن اختلفت العوامل - كقولك: جاءت

حذامِ, ورأيت حذامِ, ومررت بحذامِ...., وسمى به ثبوت أواخر الكلم للزومه, وإنما كان مثله في اللفظ... "[15].

فكلمة حذام في الحالات الثلاث مبنية على الكسر وإعرابها حسب المحل:فاعل،مفعول به ، اِسم مجرور

ولذلك نقول في إعرابها: حذامِ:اسم مبني على الكسر في محل رفع فاعل وفي الثانية في محل نصب مفعول به و في الثالثة في محل جر اسم مجرور.

قال اِبن الخباز[16]" قال اِبن جني: والبناء أربعة أضرب: ضم، وفتح, وكسر، و وقف. فالضم يكون في الاسم نحو حيثُ, ومن قبلُ, ومن بعدُ. وفي الحرف في «منذ «في لغة جرّ بها. ولا ضم في الفعل.والفتح يكون في الاسم نحو أينَ وكيفَ, وفي الفعل نحو قامَ وقعدَ, وفي الحرف نحو إنّ وثمَّ.والكسر يكون في الاسم نحو أمسِ وهؤلاءِ. وفي الحرف في «جيرِ[17]"[18].

الحالات التي ذكرها ابن جني البناء فيها أصلي لأنها هكذا استعملت في اللسان العربي.

ملاحظة : هناك بناء عارض مثل إسناد الفعل المضارع إلى نون التوكيد ويكون الاتصال مباشرا مع المفرد المتكلم والجمع المتكلم ،والمفرد الغائب مثل:

لأُخلصَنّ،لنخلصَنّ، ليخلصَنّ(مبني على الفتح).

في قوله تعالى: ﴿لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾[19] (يسجنَنّ):فعل مضارع مبني للمجهول مبني على الفتح العارض لاتصاله بنون التوكيد ونون التوكيد لا محل لها من الإعراب.
نلاحظ أن نون التوكيد لها تأثيران:

1.     الأول لفظي:فكان الفعل المضارع مرفوعا بهذه الصورة:يسجنُ:فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة،فلما أسند إلى نون التوكيد صار على هذا الشكل:ليسجنَنّ.

2.    والتأثير الثاني يكون معنويا بحيث يصير الفعل مؤكدا دالا على المستقبل فقط.

 

 

"وَالْوَقْف يكون فِي الِاسْم نَحْو منْ وكمْ وَفِي الْفِعْل نَحْو خُذْ وُكلْ وَفِي الْحَرْف نَحْو هلْ وبلْ"[20]

الوقف يقصد به البناء على السكون، وفي العملية الصوتية عندما نصل عند الحرف الساكن نتوقف عن التصويت ونقف على السكون .

1-  البناء العارض في:المنادى المفرد إذا كان علما أو نكرة مقصودة مثل:

نحو قوله تعالى: { إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) [21]

مريمُ: منادى مبني على الضم في محل نصب مفعول به(اسم العلم يكون مبنيا في المنادى).

قوله سبحانه وتعالى:" يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ[22]

يوسفُ :منادى مبني الضم في محل نصب مفعول به وحرف النداء محذوف تقديره(يا) .

وقال الله تعالى:"وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ[23] جبالُ:منادى مبني على الضم لأنه نكرة مقصودة.

2- الحالة الثانية في البناء العارض:إذا كان اسم لا النافية للجنس إذا لم يكن مضافا ولا شبيها بالمضاف وهو يبنى على ما ينصب به.مثل  قول الله تعالى : ﴿الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ  لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ  إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾[24]

لا ظلمَ: اسم لا  مبني على الفتح.     

إذا كان مضافا أو شبيه بالمضاف يكون منصوبا مثل:مثالٌ آخرُ، قالَ الشّاعرُ القرويّ[25]:

وأنتمُ يا شبابَ العربِ يا سنداً        لأمّةٍ لا ترى في غيرِكُم سَنَدا

شباب:منادى منصوب بالفتحة وهو مضاف والعرب مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخرة.

سنداً: مُنادى شبيهٌ بالمضافِ منصوبٌ وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.

مثالٌ آخرُ:يا محموداً تصرّفُه بُرِكْتَ.

 محموداً: مُنادى شبيهٌ بالمضافِ منصوبٌ وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ.

تصرفه:نائب فاعل لمحمود

مثالٌ آخرُ:يا كريماً خلقُه.أدامك الله !

 كريماً:مُنادى شبيهٌ بالمضافِ منصوبٌ وعلامةُ نصبِه الفتحةُ الظّاهرةُ

خلقه:فاعل للصفة المشبهة.

3-البناء العارض في الماضي إذا أسند إلى الضمائر:قلت،قلنا،قلت.....

قال تعالى:﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قلتَ   لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ  قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ  إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ  تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ  إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾[26].

لاحظ معي هذه الأفعال:قلت،كنت،قلته،علمته كلها ماضية مبنية على السكون العارض ،لأن قبل إسنادها إلى الضمير كانت مبنية على الفتح الأصلي.فالسكون فيها ليس أصلا وإنها هو عارض للضرورة الصوتية، ولنتفادى توالي الأمثال في الحركات.

بناء الأمر

1-               يبني على ما يجزم به مضارعه .

2-              يبنى على السكون إذا كان صحيح الآخر مثل:اُكتبْ ، ﴿اقرأْ باسم ربك الذي خلق﴾[27]

 

أو أسند إلى نون النسوة مثل:﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)﴾[28]

3-              ويبنى على حذف حرف العلة مثل:" في قوله تعالى: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) ﴾[29] انه:فعل أمر مبني على حذف حرف العلة.

في قوله سبحانه: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) ﴾[30] فاعف:فعل أمر مبني على حذف حرف العلة.

 في قوله عز وجل﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)﴾[31] ادع: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة.

4-              الأمر المبني على حذف النون:يبنى على حذف النون إذا أسند إلى ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة مثل: في قوله تعالى: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى(44) ﴾[32]

في قوله عز وجل: ﴿ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) ﴾[33]
في قوله سبحانه: ﴿ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾[34]

5-               يبنى على الفتح إذا أسند إلى المفرد المذكر مثل:اكتبَنّ:فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ونون التوكيد لا محل لها من الاعراب.

أو نون التوكيد الخفيفة مثل:اعفوَن:فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ونون التوكيد الخفيفة لا محل لها من الاعراب.

بناء المضارع:

3.    يبنى الفعل المضارع على السكون إذا أسند إلى نون النسوة مثل :يكتبْن،يقرأْن.

4.    و يبنى الفعل المضارع على الفتح إذا اتصل بنون التوكيد مباشرة مثل:لأكتبَنّ

مصطلحات مستعملة في المعرب والمبني:

الاِسم عندما يوظف في التركيب نوعان:

·         متمكن أمكن:(معرب): هو كل اسم متصرف تام التصرف مثل:سليم،محمد(جاء سليمٌ،ورأيت سليماً، ومررت بسليمٍ).

·         غير أمكن:( الممنوع من الصرف، والمبني) إذا كان الاسم ممنوعا من الصرف(لا يلحقه كسر ولا تنوين مثل: فاطمة،زيبنب،معاوية وخديجة.(جاءت فاطمةُ ورأيت فاطمةَ،و مررت بفاطمةَ).

كلمة( بفاطمةَ) اِسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف.

و المبني مثل:جاء سيبويه ورأيت سيبويه ومررت بسيبويه.

علامات الاعراب:  للرفع أربع علامات:

·         الضمة وهي الأصل والألف في المثنى والواو في الجمع والنون في الفعل المضارع إذا كان من الأفعال الخمسة.

1.      الضمة تكون في الاسم المفرد مثل:محمدٌ،و جمع التكسير مثل:نجومٌ ،رجالٌ و جمع الإناث مثل:معلمات...

2.      وأما الواو تكون علامة رفع نيابة عن الضمة في الجمع المذكر السالم مثل:المعلمون، المسلمون...

وما يلحق بالجمع مثل: بنون... ، وفي الأسماء الستة مثل: أبوك.

3.      وأما الألف تكون في المثنى:المعلمان. وما يلحق به مثل:كلا،كلتا.

4.      وأما النون تكون علامة رفع في المضارع إذا أسند إلى ألف الإثنين وواو الجماعة وياء المخاطبة

مثل:يكتبان،تكتبان،تكتبون،يكتبون،تكتبين فهي أفعال خمسة فترفع بثوت النون.

تطبيق/اقرإ الآتي ثم حدد المعرب والمني مع ذكر علامة الإعراب أو البناء.

قال تعالى:﴿  كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3) وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ(4)﴾[35]   

*** يمكن أن تستغل تطبيقات متعددة أخرى من أجل التفريق بين المعرب والمبني من أجل تحقيق الكفاءة المستهدفة.

 

 

 

 

 

                              

 



[1] - لسان العرب(عُرْب)

[2] - لسان العرب(بنى)

[3] -  اللمع في العربية المؤلف: أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (المتوفى: 392هـ) المحقق: فائز فارس الناشر: دار الكتب الثقافية - الكويت ص9

[4] -آل عمران 144

[5] -سورة محمد2

[6]- اللمع في العربية،ابن جني ص9

[7] - سورة الشورى 38

[8] - الليل 10

[9] -العلق 8

[10] - الانشقاق 11

[11] - اللمع في العربية،ابن جني ص10

[12] - القصص77

[13] -القصص88

[14] - الاسراء 31

[15] - اللمع في العربية،ابن جني ،ص68

[16] - ابن الْخَبَّاز (639 هـ  - 1241 م) أحمد بن الحسين بن أحمد الإربلي الموصلي، أبو عبد الله، شمس الدين ابن الْخَبَّاز: نحوي ضرير. له تصانيف، منها: • (الغرة المخفية في شرح الدرة الألفية ، وهو شرح لألفية ابن معطي • (توجيه اللمع شرح لكتاب اللمع لابن جني) https://al-maktaba.org/author/2774

[17] - معنى جيرِ : جَيْرِ : حرفُ جَوابٍ بمعنى نعم

-         .[18]-توجيه اللمع ، أحمد بن الحسين بن الخباز دراسة وتحقيق: فايز زكي محمد دياب، أستاذ اللغويات بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر أصل الكتاب: رسالة دكتوراة - كلية اللغة العربية جامعة الأزهر الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة - جمهورية مصر العربية الطبعة: الثانية، 1428 هـ - 2007 م-

[19] - سورة يوسف 32

[20] - اللمع في العربية،ابن جني ص11

[21] - آل عمران 45

[22] - يوسف 29

[23] - سبأ 10

[24] - غافر 17

[25] - رشيد سليم الخوري (1305ه-1404ه) (1887-1984م )المعروف بـ "الشاعر القروي" و"شاعر العروبة"لبناني هاجر إلى البرازيل وتولّى رئاسة تحرير مجلة "الرابطة" لمدة ثلاث سنوات، ثم رئاسة "العصبة الأندلسية" عام 1958م، فكان رئيسها الثاني بعد ميشال معلوف، وظل في المهجر مدّة خمسةٍ وأربعين عاماً؛ حيث عاد إلى وطنه (الذي قضى فيه ثلاثة وعشرين سنة) وكان ذلك في عهد الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958.

[26] -سورة المائدة 116

[27] - سورة العلق 1

[28] -سورة الأحزاب 32،33،34

[29] -لقمان 16

[30] - المائدة 13

[31] - النحل 125

[32] -طه 43-44

[33] -يوسف 81

[34] -ال عمران 43

[35] -سورة الاعراف 1-2-3-4