يعتبر القياس النفسي من المجالات الحيوية الأساسية التي لا غنى عنها للدارسين والباحثين في علم النفس والعلوم السلوكية، والمسؤولين عن اتخاذ القرارات المتعلقة بالأفراد في مختلف الميادين، غير أن عملية القياس في علم النفس وعلوم التربية أعقد كثيرًا منها في العلوم الأخرى، نظراً لأن موضوع القياس هو الانسان، سلوكه ونواحي حياته العقلية والوجدانية فهو أكثر الكائنات تعقيدا وتغيرا وأقلها قابلية للتحكم والتجريب، إذ يختص هذا الفرع بتصميم وتطبيق الأدوات اللازمة لقياس الوظائف النفسية والعقلية المختلفة كالانتباه، الإدراك، التذكر وأبعاد الشخصية المختلفة، ويقوم القياس من منطلق أن الناس يختلفون في قدراتـهم العقلية وسماتـهم الشخصية، وأن الأدوات لا تقيس أو تقوّم الأشخاص كأشخاص، وإنما تقيس وتقوّم خصائص معينة في وقت معين، لذلك يعتبر الهدف من تطبيق المقاييس النفسية الحصول على مجموعة من المعلومات والبيانات المنظمة والموضوعية، للتعرف على الخصائص النفسية للأفراد، إذ يمكن اعتبارها أساسا هاما في صنع بعض القرارات المصيرية لكل من تطبق عليه، وبالتالي فإن دقة وسلامة تلك القرارات تتوقف على مدى جودة وكفاءة المقاييس المستخدمة في عملية القياس، والأساليب المتبعة في تحليل وتفسير نتائجه.

موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس علم النفس تخصص ارشاد وتوجيه