ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﻨﺪ اﻟﺒﻴﺪاﻏﻮﺟﻲ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﳏﺎﺿﺮات ﻣﻮﺟﻬﺔ إﱃ ﻃﻠﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﲣﺼﺺ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﰲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻠﻴﺴﺎﻧﺲ، ﺣﺎوﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻣﻘﻴﺎس (اﳌﻨﻄﻖ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي: اﳍﻨﺪ واﻟﻴﻮﻧﺎن)، واﺿﻌﲔ ﻧﺼﺐ أﻋﻴﻨﻨﺎ ﺿﺮورة ﺑﻠﻮغ درﺟﺔ اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ﺑﲔ ﻋﻨﻮان اﳌﺎدة اﳌﻘﺮرة وﻣﻀﻤﻮن اﻟﺪروس اﳌﻘﺪّﻣﺔ. ذﻟﻚ ﻷنّ ﻣﺎﺻﺪق ﻋﺒﺎرة "ﻣﻨﻄﻖ ﺗﻘﻠﻴﺪي" ﻳﺸﻤﻞ اﳌﻨﻄﻖ ﻣﻨﺬ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﻊ اﻟﺮواد اﻷواﺋﻞ، وﳝﺘﺪ ﺗﺎرﳜﻴﺎ ﺣﱴ أواﺧﺮ اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ اﳌﻴﻼدي، وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﰲ ﻋﻠﻢ اﳌﻨﻄﻖ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻣﺒﺤﺚ ﻫﻮ اﻵن ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮاء ﻋﻨﺪ أرﺳﻄﻮ وﻛﺮﻳﺴﺒﻮس اﻟﺮواﻗﻲ، أو ﻋﻨﺪ اﳌﺸﺘﻐﻠﲔ ﺑﺎﳌﻨﻄﻖ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﳘﺎ ﰲ اﻟﻴﻮﻧﺎن واﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻓﺎﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺚ، ﻓﺎﳌﻨﻄﻖ، اﻟﺬي ﻛﺎن اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﳌﻄﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﻋﺼﺮ اﳌﻌﻠﻢ اﻷول واﻟﺮواﻗﻴﲔ، ﻋﺮف أﻧﻮاﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﰲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ وﺻﻮرﺗﻪ ﻻزﻣﺎ ﺗﻄﻮر اﻟﻌﻠﻮم ﻋﱪ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻼﺣﻘﺔ. ﺗﺄﺳﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ، وﻷنّ ﻋﺒﺎرة "اﳍﻨﺪ واﻟﻴﻮﻧﺎن" ﲤﺜّﻞ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻨﻮﻋﻲ اﻟﺬي ﳝﻴّﺰ اﻟﻔﱰة اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ اﳌﻤﺘﺪة ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻗﺒﻞ اﳌﻴﻼد، إﱃ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس اﳌﻴﻼدي ﻋﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ اﳌﻨﻄﻖ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي؛ ﺣﺮﺻﻨﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﲣﺮج ﻫﺬﻩ اﶈﺎﺿﺮات ﻣﻌﺮﻓﻴﺎ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ. وﻫﻜﺬا ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺗﻠﻚ اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ اﳌﻌﻠﻦ ﻋﻨﻬﺎ، وﻧﻜﻮن ﻗﺪ اﻃﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻖ أرﺳﻄﻮ وﻧﺴﻖ اﻟﺮواﻗﻴﲔ ﻛﻤﺎ ﻋﺮﺿﻬﻤﺎ أﺻﺤﺎ ﻤﺎ، وﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ اﻣﺘﺰج :ﻤﺎ ﻣﻦ اﻹﺿﺎﻓﺎت ﳑﺎ ﻟﻴﺲ أرﺳﻄﻴﺎ وﻻ رواﻗﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق. إنّ اﳍﺪف اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻦ ﻛﻞ ذﻟﻚ اﻟﻨﺄي ﺑﺎﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻦ اﳌﻌﺎرف اﳌﻠﻔﻘﺔ، واﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﳌﻨﻄﻖ ﰲ ﻣﻨﺎﺑﺘﻪ اﻷوﱃ، ﻓﺈذا ﻣﺎ ﲢﻘﻖ ذﻟﻚ؛ أدرك ﻣﺎ ﰲ ﳎﺎل اﳌﻨﻄﻖ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺑﺔ ﲤﻜّﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ، ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺪرس اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ، أو ﰲ اﺧﺘﻴﺎر ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺒﺤﺚ ﻷﺟﻞ إﳒﺎز ﻣﺬﻛﺮة اﻟﺘﺨﺮّج ﰲ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﺎﺳﱰ.