يعترض الطفل المتمدرس جملة من الصعوبات والمشكلات التي تحول دون حصوله على التعلُّمات، إما كليا أو جزئيا، فالصعوبات من وجهة نظر نفسية وتربوية، هيَ خاصة بالفرد، وقَد يشترك فيها مع غيره، وتتعلَّق بنموِ ونضجِ أعضائه وقدرة هذه الأخيرة، على أداء الوظيفة التي خلقت من أجلها، فالتلميذ الذي لَم تنضج أنامله بعد، لن يستطيع حمل القلم والكتابة به، مثل أقرانه وسيعاني صعوبة في الكتابةِ
أمَّا المشكلات فهي عامة، و ليست منوطة بالفرد، تشترك فيها مجموعةٌ مِن المتمدرسين كالمنهاج الدراسي المكَّثف مثلاً، وقلَّة أو انعدام الوسائل البيداغوجية وقد تكون أيضا في عزوفِ التلاميذ عن تكوين عَلاقات جماعية مع زملائهم، وقد تكون ضعفا في أسلُوب الاستاذ، وبرودتِه في تقديم النشاط، وهذا ما يوحي بعدم تكيُّفِ التلاميذ في الوسط المدرسي، الذي يعد مشكلة لا تقل أهمية عن مثيلاتها تقف حاجزا منيعا، دون حصول التعلمات لدى التلميذ، وهذا ما يؤرّق الاستاذ والأولياء على حد سواء.

     كما أن التكيف ظاهرة ملازمة للحياة ومحافظة على البقاء والمؤلفة من مواقف تتطلب من الفرد الاستجابة لها وبخاصة عالم الشغل الذي يستعين بالتكيف المهني، من أجل تثقيف الإدراك لدى العمالة واكتسابهم السلوك الملائم، لتحسين الأداء وتعزيز العلاقة وتفاعل بين الزملاء والرؤساء والإدارة لمواجهة المشاكل النفسية والآفات الاجتماعية، وصد المظاهر اللاتكيفية المؤثرة سلبا على الإنتاج والروح المعنوية، مما يستدعي توفير الظروف والوسائل الكفيلة لتحقيق التوافق بين مطالب العاملين وأهداف التنظيم.

لذلك سوف نتناول المواضيع التالية لإدراك أهمية التكيف المدرسي والمهني في حياتنا اليومية والاجتماعية والمهنية وحتى النفسية.

1- علاقة التكيف وسوء التكيف المهني بالإنتاج والإنتاجية.

2- علاقة التكيف وسوء التكيف بالصحة النفسية في الوسط المدرسي.

3- علاقة التكيف وسوء التكيف بالصحة النفسية في الوسط المهني.

4- علاقة التكيف وسوء التكيف المدرسي والمهني بالتوافق الاجتماعي.

5- العوامل المساعدة لتحقيق التكيف المدرسي والمهني.