- جامعة خميس مليانة
- شعبة التاريخ
- الأولى ماستر تاريخ المقاومة و الحركة الوطنية 2021
- الأستاذ تونسي
مقياس الموقف الدولي من احتلال الجزائر
1- الدولة العثمانية:
لقد علم السلطان العثماني عن طريق القنصل الفرنسي بإستانبول بنبأ احتلال العاصمة في 06 أوت 1830، ولكن نظرا للظروف التي كانت تمر بها الدولة العثمانية –زحف محمد علي باشا على سوريا- حالت دون توضيح موقفه من الحادث، وفي سنة 1833 توصل السلطان إلى عقد صلح مع خصومه؛ وعلى إثره قام بالخطوات الآتية:
- أرسل مصطفى رشيد باشا إلى باريس سنة 1834 بغرض تذكير الحكومة الفرنسية بالحقوق الشرعية للدولة العثمانية في الجزائر، إلا أنه فشل في مهمته؛ وكذلك الحال بالنسبة لنامق باشا الذي أرسله إلى لندن.
- أرسل حملة عسكرية إلى طرابلس الغرب يوم 26/05/1835 قصد فض النزاع القائم بين الأسرة القرمانلية وهو ما ساعد على إلحاقها بالدولة العثمانية، تمهيد لضم تونس فيما بعد. الأمر الذي دفع بفرنسا إلى إرسال سفنها الحربية لملاحقة الأسطول العثماني قصد منع حدوث ذلك مع تونس، وهو ما جعل الباي التونسي يميل أكثر إلى مساعدة فرنسا في احتلال الجزائر.
- أرسلت حامية عسكرية إلى الحاج أحمد باي قسنطينة تلبية لنداء مساعدته: (( ونخبركم بأننا لن نبخل عليكم بمعونتنا وسنرسل إليكم عددا كافيا من الجنود والمدافع)). تتشكل من أربع سفن مشحونة بالجنود وعلى متونها 12 مدفعا و 150 من رماة المدافع، إلا أن باي تونس لم يسمح لها بالمرور معتذرا بحتمية تدخل الأسطول الفرنسي ومهاجمته لتونس. وعلى اثر ذلك توجه الأسطول العثماني نحو تونس، فبادرت الحكومة الفرنسية بإرسال أسطولها للحيلولة دون وصول الأسطول العثماني إلى المياه التونسية بحجة حماية المصالح التجارية والسياسية في حوض البحر المتوسط، فلم يجد الأسطول العثماني بدا من العودة إلى اسطنبول في أواسط سبتمبر 1837 دون أن يحقق هدفه.
إن الباب العالي لم يكن قادرا على استرجاع الجزائر وتأكد هذا من أول حولية نشرتها الدولة العثمانية سنة 1847 حيث لم تكتب ولاية الجزائر في جدول الولايات العثمانية كما كان يحدث سابقا.
-موقف البـاي التونسي:
يقول أحد الكتاب المعاصرين حول بايات تونس: (( وكان حكام تونس ضالعين مع الفرنسيين يزدادون منهم تقربا كلما خافوا على عرشهم الزوال على أيدي الأتراك غير مفكرين في المصير المحتوم الذي ينتظرهم ولا ما يقتضيه واجب التضامن الإسلامي وحق الجوار والأخوة لإنقاذ الجزائر من براثن الاستعمار الفرنسي)).
وغداة احتلال العاصمة الجزائرية وقع مشروعا بين الباي التونسي والحكومة الفرنسية على أساس أن تسلم فرنسا ولايتي قسنطينة ووهران إلى الباي التونسي مقابل غرامة مالية، ولقد حاول ابن ا[ي الضياف تبرير هذا الفعل التونسي بدوافع منها حقن دماء المسلمين والحفاظ على بلاد تونس من ثورات القبائل والمزيد من الحصول على الثروة. وبالفعل أرسل حاكم تونس الآغا خير الدين على رأس قوة تتكون من 300 فراسا من المخازنية والزواوة، فوصلت وهران يوم 19 جانفي 1831 وكان هدفها الأول التمركز في المنطقة وجمع الضرائب من السكان. ومن بين الدلائل الدالة على الولاء التونسي للفرنسيين ما ذكره الباي حسين متذللا للقنصل الفرنسي (( إنني أتمنى أن يكون النصر للأمة الفرنسية... ولو جاءني من الدولة العثمانية مائة فرمان تدعوني على معاكسة فرنسا حليفتي، فإني لا أطيع لها أمرا ولا أسمح لأحد بتلبية ندائها لحمل السلاح ضدها...وليس أحد أشد شوقا مني على معاقبة عدوها الظالم داي الجزائر)).
وفعلا انخدع الباي الضعيف للمشروع فوجه رسالة إلى علماء وأعيان الجزائر هذا ما جاء فيها: (( فكاتب علماء البلاد وأعيانها بما محصله أن الجزائر لما حل بها ما حل وكان أمر الله قدرا مقدورا أصبحتم فوضى، وعرضة لكل ذي حد أمضى لا تمنون تراعا ولا تستطيعون دفاعا وبقاؤكم على هذه الحالة يفضي لتشتيت الكلمة واستئصال أمة مسلمة، وأن الجيش الفرنسي لا قبل لكم به ولا طاقة، فالواجب أن تنظموا إلينا وتتركوا القتال لأنه إلقاء باليد إلى التهلكة في هذه الحال والمومنون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا...)).
كانت سياسة البايات هذه محكومة إلى عدة اعتبارات يمكن تلخيصها في:
1. التدخل الفرنسي المحسوس في شؤون تونس الداخلية وبخاصة منها السياسية والاقتصادية بجانب التهديد الفرنسي الرسمي المباشر.
2. المعاهدات التي فرضت على باي تونس وكان معظمها لصالح فرنسا
3. سوء العلاقات التي كانت بين ولايتي الجزائر وتونس
4. تخوف النظام التونسي من الاحتلال الفرنسي للبلاد
5. طمع بعض البايات في الحصول على مواطن نفوذ في أرض الجزائر تحت حماية فرنسا، ورغبة منه في إدخال إصلاحات أوربية إلى بلادهم.
6. تشجيع بعض الأطراف الجزائرية باي تونس لحكم الجزائر وهذا من خلا لاتصال إبراهيم باي وبعض شيوخ بايلك الشرق به.
7. وقع السياسة العثمانية المتمثل في التدخل في طرابلس الغرب والقضاء على الأسرة القرمانلية دفع حكام تونس إلى الاحتماء بفرنسا.
وعندما أمنت فرنسا جانب تونس بعدم التدخل في الشؤون الجزائرية استخدمت أسلوب التهديد بإرسال أسطولها على ميناء حلق الواد مما أسفر عن إمضاء الباي التونسي على اتفاقية 08/08/1830، وبعد ذلك واصل الأسطول الفرنسي سيره باتجاه طرابلس الغرب حيث وقع باشا طرابلس على اتفاقية يوم 11/08/1830 التي تنص على: أن تلتزم نيابة طرابلس عدم تطوير قواتها البحرية .
*موقف سلطان المغرب:
انطلاقا من طبيعة العلاقات التاريخية التي كانت قائمة بين إيالة الجزائر والدولة العلوية قبل سنة 1830 فإن السلطان اتخذ مواقف عدة من الجزائر منذ الحصار البحري الذي فُرض عليها إلى غاية الاحتلال (1827-1830)، ويمكن رصد مواقفه في الفقرات التالية:
التزم المولى عبد الرحمان الحياد منذ أن وصلته أخبار حادثة المروحة سنة 1827 وإعلان فرنسا الحصار البحري على الجزائر، إلا انه لم يمنع أولئك الذين اندسوا في صفوف الشعب المغربي وقدّموا خدماتهم لصالح فرنسا، فالكثير من رجال الطرقية - الطيبية، الشاذلية، الدرقاوية- تنكّروا في زي مُتسوّلين يجوبون شوارع العاصمة -الجزائر- لجمع المعلومات عن حالتها الداخلية ثم يدخلون بها المغرب حيث تُسلّم للبعثات الدبلوماسية الفرنسية العاملة بالمغرب.
وفي صيف 1828 تمكّن الجزائريون من الاستيلاء على بعض المراكب التجارية الفرنسية فاقتادوها إلى ميناء تيطوان والعرائش، وهو ما دفع بنائب القنصل الفرنسي "دي لابورت" (DE LAPORT) إلى تقديم احتجاجاته إلى السلطات المغربية بالامتناع عن استقبالهم . إلا أن السلطان رفض ذلك بل أمر عامله بتطوان محمد أشعاش باستقبالهم والسّماح لهم ببيع غنائمهم ونلمس ذلك في الخطاب الذي أرسله له بتاريخ 14سبتمبر 1828م «… فأعلم أن أهل الجزائر إخواننا … وأهل محبتنا فلا يحمل بنا طردهم … ولاحظهم بطرف خفي بما يحتاجون إليه من الفُرشك وغيره وإن وجد سبيلا لبيع شيء من غنيمتهم سرا بحيث أن لا يكون شعور الآخر فلا تمنعهم … ».
أمام هذا الرفض المغربي جدّد "دي لابورت" مطالبه لدى السلطان خلال شهر جانفي 1829، بل أضاف إليها مطلبا جديدا وهو منع وكيل الجزائر بتطوان عبد الكريم بن الطالب من حمل وُساق الغنائم إلى الجزائر التي بيعت في تطوان، وفي ظل هذا النشاط الدبلوماسي الفرنسي أرسل السلطان بتعليمات إلى كل من محمد أشعاش وعامل العرائش تضمّنت منع الجزائريين من بيع غنائمهم، في الوقت الذي أخبر فيه السلطان نائب القنصل الفرنسي بقراره هذا، واللافت للانتباه هنا أن قرار المنع جاء بعد عملية البيع، وعليه فهو يندرج ضمن سياسة السلطان لتجاوز مطالب فرنسا.
ومع مطلع شهر أفريل 1829 وفي ردّهما عن إشعار فرنسا السلطان بإرسال حملة عسكرية لمعاقبة الداي حسين، أكّد باشا طنجة السعيدي العريبي وأمين ديوانه الطيب البياس -البياز أحيانا-بان المغرب غير منشغل بها، ووعدا بأن الفرنسيين سيجدون في كل البلاد المساعدة التي تحتاجها سفنهم وأشخاصهم، وفي الوقت نفسه أعربا عن قلق المغاربة من هذه الحملة، وفي رسالته إلى محمد أشعاش بتاريخ 21 أفريل 1829 حذّر السلطان من الخطر الفرنسي وأمر بالتزام الحذر والحيطة تجاه التحركات الفرنسية.
في منتصف ماي 1830 توصّل القنصل المغربي بجبل طارق "يهودا ابن عليل" برسائل من الداي حسين مُوجّهة إلى المولى عبد الرحمن، فأكّد "دي لابورت" في تقريره إلى كل من رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفرنسية "دي بولينياك" (DePolignac) بأن هذه الرسائل إذا كانت في شأن موضوع الحملة فأنها ستُستقبل ببرودة، لأن السلطان عازم على التمسك بالحياد، وقد عبّر فيما بعد وزير الخارجية "سباستياني" (Sebastiani) عن هذا الحياد في رسالته إلى الملك "لويس فيليب" بتاريخ 20 فيفري 1831 بـ «… كان هذا الأمير [ أي السلطان] يظهر مُصفقا لحملتنا ضد داي الجزائر الذي لم تكن علاقته به جيدة، وقد استجاب بسرعة إلى الخدمات التي طلبناها منه، بل أفهمنا بأننا نستطيع الحصول منه على أكثر من ذلك، من دلائل الرعاية بدون خوف من المساس بالمشاعر الدينية لرعاياه …»
أثمرت التحركات الفرنسية في الأخير بتلقي "دي لابورت" تأكيدا من باشا طنجة بأن كل السفن والرعايا الفرنسيين الذين يمكن أن تدفع بهم الظروف إلى الشواطئ المغربية المتوسّطية سيتلقون كل الدعم والمساندة، وأبلغه أنّه سيكتب إلى القبائل الواقعة عبر هذه الشواطئ بتنفيذ ذلك، فكان جواب محمد تكرت – أحد زعماء هذه القبائل – في صالح الفرنسيين والذي أخبر فيه باستعداد القبائل في تنفيذ تأكيدات باشا طنجة، هذا من جهة .
ومن جهة أخرى قبل السلطان في الأخير بتقديم المساعدة للفرنسيين، فأمر الطيب البياس بالسماح للسفن الفرنسية أن تأخذ كل مواد التموين المصرّ ح بتصديرها، وعلى اثر ذلك تم عقد صفقة تقدر بأربعمائة وثمانين ثورا، إلا أن النشاط الذي أبداه وكيل الجزائر بتطوان حال دون أخذها في الوقت المناسب، وبوصول أخبار احتلال مدينة الجزائر إلى السلطان بتاريخ 27 جويلية 1830 صعّبت من مهمة الحصول عليها، لكنه في خلال شهر أوت 1830 أمر السلطان باشا طنجة وأمين ديوانه بأن يسرّحا للفرنسيين ما تم الاتفاق عليه.
*موقف الدول الأوربية.
لم تبد الدول الأوربية تخوفها من الاحتلال الفرنسي للجزائر بل سارعت إلى مباركته وتأييده، ومن بين الدول التي أبدت مواقف المساندة لفرنسا نذكر:
-النمسا التي بادرت إلى إرسال أحد ضباطه فريديريك شوارتز امبرغ الذي شارك في معركة الاحتلال إلى جانب الجيش الفرنسي.
-روسيا ففي 13/05/1830 كتب القنصل الروسي الكونت بوزودي بورغو إلى القائد العام قائلا: (( أن الإمبراطور يتمنى أن تقبل ضابط متطوع تابع لوحدة الهندسة العسكرية ليشارك في الحملة وهو العقيد فيلوزولوف)).
- اسبانيا قامت بإرسال عدة ضباط للمشاركة في الحملة منهم العقيد دون انطونيو لاسكان، كما أنها خصصت مستشفى لجرحى جيش الغزو. في الأراضي الاسبانية ببورماهون يتسع لاستقبال ألفي شخص، ومن جهة أخرى اقبل سفير فرنسا باسبانيا بفتح مفاوضات مع الحكومة الاسبانية أوصى بضرورتها الخبراء العسكريون للحصول على موانئ ببلادها لرسو العمارات البحرية الفرنسية خاصة في خليج بالما.
-حكومة البيمونت الايطالية كان قنصلها في الجزائر قد زود الفرنسيين بالمعلومات اللازمة للاحتلال، وأما البابا بيونس الثامن فقد سمح للحكومة الفرنسية أن تستخدم موانئ بلاده بهده تنفيذ الحملة، وكذلك فعل ملك نابولي الذي رخص لتجار بلاده أن يأجروا قواربهم للجيش الفرنسي.
- أما الجمهوريات الإيطالية فإنها لم تبد أي اعتراض على الحملة بل سارعت إلى تهنئة الملك الفرنسي على مشروعه الذي يخدم الدول المسيحية.
- بريطانيا كان البلد الأوربي الوحيد الذي أبدى معارضته لمشروع الاحتلال منذ بدايته، بسبب العداء التقليدي التاريخي؛ ويتجلى هذا الموقف عندما طلبت رسميا من الحكومة الفرنسية قبل الاحتلال أن توضح لها الهدف الحقيقي من الغزو، وعلى أنه ليس احتلالا، وكانت بريطانيا تبرر موقفها بحجة أن ولاية الجزائر من أملاك الباب العالي، وقصدها في ذلك أن تضفي على القضية طابعا شرعيا تشكل به مضايقة دولية للحد من أطماع فرنسا في إفريقيا، ومن ذم تكون القضية الجزائرية قد أخذت بعدا دوليا. ولكن السلطة الفرنسية تخلصت من المضايقات البريطانية وعززت صفها، بان أعطت لحملتها صبغة دينية مسيحية، وربطتها بمصالح الدول الأوربية عامة، ولهذا وقفت إلى جانبها معظم القوى الأوربية.
* موقف المغرب من الاحتلال الفرنسي لمدينة الجزائر 1830 :
مكن الإشارة هنا إلى الموقف الرسمي والشعبي من احتلال مدينة الجزائر. فلقد حاول كل منهما التعبير عن مواقفه تجاه الكارثة التي حلّت بالجزائر، فكيف كانت مواقفهما من هذه الحادثة؟
- الموقف الرسمي:
اختلفت الروايات التاريخية حول الموقف الرسمي الذي تبناه البلاط المغربي من احتلال مدينة الجزائر، فهناك من يرى أن السلطان اتخذ موقفا سلبيا تجاه ما حدث يكمن في أنه كتب إلى "كلوزيل" (CLAUZEL) معبّرا له عن فرحته بالانتصار الذي حقّقه على الجزائر، وآملا في توسيع حدود بلاده على حساب الغرب الجزائري دون عائق، وفي الوقت نفسه أقدم- بعدما وصلته أخبار الاحتلال- على تغيير مقر إقامته، فانتقل من مراكش إلى مكناس وظل يراقب تطور الأحداث من هناك.
لكن أثناء عملية البحث وجدت وثائق عدة تخالف الرأي الأول، وهي تثمّن موقف السلطان الإيجابي، فبمجرد أن سمع خبر احتلال العاصمة الجزائرية وجم السلطان وقام وقعد! وكتب مباشرة إلى محمد أشعاش بشأن هذه الكارثة ما نصّه »…وصلنا كتابك صحبة كتاب ابن عليل ( أحد وجهاء يهود طنجة ) على شأن الواقعة التي ساءت الإسلام والمسلمين، واغرت عيون أهل التقوي والدين واستيلاء عدو الدين الفرنصيص على ثغر الجزائر… إنّا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجر المسلمين في هذه المصيبة العظمى…«.
ونتيجة للاضطهاد الذي حلّ بالجزائريين هاجرت عشرات الأسر الجزائرية نحو المغرب هؤلاء الذين أصبحوا يعرفون بالمهاجرين الجزائريين، فوردت هذه الأسر -العائلات- على المغرب في شكل أفواج متوالية يمكن أن نميز منها ثلاثة أفواج رئيسية: الفوج الأول هاجر مع بداية الاحتلال وتكوّن من أولاد الصابوني وأولاد بني مرزوق وأولاد العشعاشي وأولاد امباصو وأولاد المير وأولاد مولاي عبد القادر، الفوج الثاني هاجر مع الأمير عبد القادر أثناء لجوئه إلى المغرب الشرقي سنة 1843، الفوج الثالث كان يهاجر بين الحين والآخر بسبب سياسة الاستيطان والطرد الذي تعرضوا له، فكيف كان موقف السلطان من مهاجري الفوج الأول؟
بمجرّد وصول خبر السفينتين الحاملتين لأهل الجزائر إلى المغرب –تيطوان- أخبر عامل المدينة –محمد أشعاش- السلطان بحالهم، فأصدر هذا الأخير ظهيرا رحمانيا بشأنهم يوصيه فيه بالإحسان إليهم والعطف عليهم جاء فيه:«…وبعد فقد وصلنا كتابك مخبرا بورود المركبين الحاملين لأهل الجزائر ردّها الله دار إسلام… فكل من ورد منهم قابله بالبشاشة والقبول، وأجبر خواطرهم بالإكرام ولين الجانب، فإنّ جبر القلوب واجب…».
لم يكتف السلطان بذلك بل سرعان ما كتب إلى عامل المدينة نفسه بضرورة الانتفاع بمواهبهم وتوظيفهم في الخدمات والمهن التي يتقنونها، لكي لا يبقوا عرضة للضياع والإهمال، ونص ما جاء في كتابه:«…وبعد فقد بلغنا أنّ أهل الجزائر الذين يردون منها، ردّها الله دار إسلام فيهم البحرية والطبجية والعارفون بصنع البنبه والكورة والمدافع والمهارس… فبوصول كتابنا هذا إليك اخترهم وأضف كل فريق إلى أهل خطته وأعلمنا بهم، فإنّهم إن أهملوا بقوا عرضة للضياع…».
وخوفا من تحول هذا التوظيف إلى عمل إجباري في حقّهم أعقب السلطان كتابه بكتاب آخر إلى أشعاش يوصيه فيه أن لا يكلّفهم دون رغبتهم فهم أحرار، وذلك بتاريخ 19 نوفمبر 1830 جاء فيه:«…فهم أحرار، ومن أراد من الطبجية أو البحرية أن يدخل مع أهل خطته عن طيب نفس منه فأقبله ولا تكره أحدا، ومن أراد أن يبقى عند نفسه فهو في سعة…».
وأمام هذا الاهتمام المتزايد للسلطان بالمهاجرين الجزائريين، تزايد عددهم فوصل في نهاية القرن التاسع عشر إلى حوالي ثلاثمائة عائلة جزائرية، لها ملكيتها الخاصة بالمغرب وفي مختلف الميادين، هذا فضلا عن العناصر التي حظيت بثقة السلطان عبد الرحمن، كالقاضي الهاشمي بن بومدين بروكش، محمد الوالي، الفقيه أحمد بن عبد القادر بن الطيب وأحمد بن عبد القادر بن الطاهر، فشكّل هذا الوفد هيئة قضائية –إدارية- جزائرية للنظر في كل ما يتعلّق بأحوالهم الشخصية، وتقديم متمنياتهم في الأعياد الدينية والاستقبالات الرسمية لدى السلطنة المخزنية، وقد ضمّت جماعتهم وقتئذ خمسة أعيان هم: علي بن عبو، الحاج عبد القادر بن الكندوز، محمد بن العربي، محمد بن التهامي ومحمد بن أحمد الهاشمي.
لم يقتصر تعامل السلطان مع هؤلاء المهاجرين بل تعدّى ذلك إلى الداي حسين، فعقب إمضاءه لمعاهدة الاستسلام 1830 والتي جاء في شرطها الثالث: حرية اختيار الداي لمكان انتقاله عبّر السلطان عن استعداده لاستقباله هو وحاشيته بمدينة تطوان التي حلّت بها الأسر الجزائرية وذلك في كتابه إلى محمد أشعاش بتاريخ 22 جانفي 1831 الذي جاء فيه:«…فقل له يكتب بأنّا أذنا له في ذلك فإن سكناه ببلاد المسلمين أولى ليسمع آذانهم ويلزم جماعتهم ولا يبقى غريبا ببلاد الكفر … وإن ورد فلا يرى إلا ما يسرّه إن شاء الله…». فكيف كان موقف الداي من هذا الاستدعاء؟
فضّل الداي حسين التوجّه إلى بلاد النصارى أولا وبعد تنقلات عدّة استقرّ به المقام في مصر. فعبّر السلطان عن تأسفه لهذا التوجه وعن ما لحق الداي من معاناة في كتابه إلى محمد أشعاش بتاريخ: 23 جانفي 1831 جاء فيه» …ولو أراد الله به خيرا لقاده إلى بلاد الإسلام…ولا سيما وهو رجل سلب ملكه وذهبت دولته …وحيث أراد الله به خلاف الخير سير له سببه فقاده إلى بلاد الكفر حيث لا يسمع آذانا ولا كلمة شهادة نعوذ بالله«.
المصادر و المراجع
- أديب حرب، التاريخ العسكري للأمير عبد القادر، ج ،1دار الرائد للكتاب، الجزائر.
- حسن صبحي، التنافس الاستعماري الأوروبي في المغرب ( ،)1904- 1884الطبعة ،1دارالمعارف، مصر
- عمار
هلال، العلماء الجزائريين في البلدان العربية والإسلامية،ط ، 2ديوان المطبوعات الجامعية ،
- محمد الطيب العلوي ، مظاهر المقاومة الجزائرية ، منشورات المتحف الوطني
للمجاهد ، الجزائر
-علال الفاسي، الحركات الاستقلالية في المغرب
العربي دار الطباعة المغربية ، تطوان دون تاريخ،
-إبراهيم حركات، المغرب عبر التاريخ ج ، 3ط ،1دار الرشيد الحديثة، الدار البيضاء ، 1985
- داود محمد ، تاريخ تطوان، ج ،8الرباط ، 1979
- الناصري أبو العباس أحمد، الاستقصاء في أخبار دول المغرب الأقصى، ج ،8الدار البيضاء.
- محمد عبد السلام ابن عبود، تاريخ المغرب ، ج ،2دار الكتاب ، الدار البيضاء، 1963
- يوسف مناصرية، مهمة ليون روش في الجزائر والمغرب، م.و.ك، الجزائر، ،1990
-شارل
هنري تشرشل، حياة الأمير عبد القادر، تر أبو القاسم سعد الله، الدار التونسية
للنشر،1974
-أبو القاسم سعد الله، أبحاث وأراء في تاريخ
الجزائر، ش.و.ن.ت، الجزائر، 1978
- احمد مسعودي الحملة الفرنسية على الجزائر و المواقف الدولية منها 1792- 1830
-عبد الجليل التميمي، بحوث ووثائق في التاريخ المغربي، ، 1871 -1816الطبعة 1،الدار التونسية للنشر
-زروال، محمد: العلاقات الجزائرية الفرنسية 1791-1830، مطبعة دحلب، الجزائر، 1994.
- عميراوي، أحميده: دراسات في تاريخ الجزائر الحديث، منشورات جامعة منتوري، بقسنطينة، 1999.
- المكي، جلول ، مسألة الحدود المغربية الجزائرية من (631هـ-1263هـ/1234م-1847م)وأثرها على العلاقات بين البلدين، د . د. ع، الجزائر، 1413هـ /1993م
- إبراهيم، ياسين : (موقف المغرب من الحملة الفرنسية على الجزائر )، المغرب من العهد العزيزي إلى سنة 1912، ج.2، الجامعة الصيفية، جويلية، المحمدية، المغرب، 1987.
- يحي، جلال: مسألة الحدود المغربية الجزائرية والمشكلة الصحراوية، دار المعارف، القاهرة، 1981.
- عميراوي، احميده: دور حمدان خوجة في تطور القضية الجزائرية (1827-1840)، ط، 1، دار البعث، قسنطينة، 1987.
- قاصري محمد السعيد، الاحتلال الفرنسي والمقاومات الشعبية في الجزائر 1830-1914
- Gabriel Esquere, la prise d’Alger1830 édition d’Afrique, Alger ,1923
- Turin Yvonne, affrontements culturels dans l’Algérie coloniale 1830-1880, E.N.A.L, Alger .1983
-V, Bernard , l’affaire marocain Paris 1906
- معلم: Abdelrrahmane TOUNSI
دروس محاضرات في مقياس المقاومةالعسكرية الوطنية خلال ق19م،مقررة للسداسي الأول،موجهة لطلبة السنة الأولى ماستر، تخصص تاريخ المقاومة و الحركة الوطنية
- معلم: Mahfoudh TAOUNZA
محاضرات في مادة المدارس التاريخية
1-المدرسة الإنسانوية (Humanism):
الإنسانونية فكرة أو مدرسة تجعل من الإنسان محور فلسفتها ومحور اهتمامها ، ظهرت بفعل تطور الوعي الأوربي خلال عصر النهضة منذ القرن 14م،تسعى لبسط سلطان العقل على حساب سلطة الكنيسة ، ومن النظم السياسية الإمبراطورية إلى الدولة الوطنية.
وبناء عليه وبالنظر لأفكارها وأعمالها الثورية في هذا المجال، فقد تراجعت مركزية الدين في تفكير الإنسان الغربي وحلّت محلّها مركزية الإنسان(العقل) نفسه، وهذا لا يعنى بأي حال إنكار الانسانويين لوجود الله ولكن جعل من الإنسان مركز الثقل الرئيسي.
أما على صعيد الفرد والدولة فقد ابرزوا أن الإنسان تحركه نزعة فردانية ، فهو بالطبيعة كائن أناني يقدم مصلحته الشخصية ولكن مستعد للتخلي عن جزء من حريته الشخصية طوعًا للدولة، حتى ولو كان نظامًا استبداديًا مقابل المحافظة على فردانيته المتمثلة في ثروته وعائلته وبدنه، والدولة عند المؤرخ الإنسانوي لا علاقة لها بالدين؛ لأنها تستمدُّ مشروعيتها من الفكر الإنساني لا من الدين، والسياسة مجردة من أي قداسة دينية؛ لأنها فعل إنساني خالص، وترتَّب على هذه النظرة المتمحورة حول الإنسان في الجانب الديني ثورة تمثَّلت في ظهور المذهب البروتستانتي (النقدي)، وتمخض في الاقتصاد النظام الرأسمالي.
ويعتبر نيكوللو ماكيافيللي[1] الفيلسوف الايطالي (ت1527) من اهم مفكري هذه المدرسة ،وقد دعا من خلال كتابه الشهير :"الأمير"[2] الى تجريد السلطة من أي قداسة دينية لان السياسة فعل إنساني خالص وهي بحسبه علم الوصول الى السلطة والاحتفاظ بها بطرق هي مزيج بين اللين والقسوة ومن الكرم والبخل ومن النزاهة والنفاق .
والحق أن أهم عمل سعى إليه المؤرخون الإنسانيون يتمثل في مواجهة زيف الكنيسة وحججها الدينية التي تغطي على جانبها المظلم والاستبدادي الرجعي ،ومن اجل مواجهة هذه المعضلة اتجه هؤلاء للتراث القديم ومنه التراث الديني ،كالتوراة ونصوص العهد القديم لدحض أكاذيب وتأويلات الكنيسة ورجالها .
من توجهات المؤرخ الإنسانوي محاولة الغوص في تاريخ الإنسانية واستلهام التجارب منها ، خاصة من خلال التعمق في النصوص الدينية كالتوراة ومحاولة تأويلها، وتعلقه بالماضي جعله يستنبط علوم جديدة منها كعلم الآثار والمسكوكات والبرديات، والنقوش، كما أن المؤرخ الإنسانوي تخلى عن فكرة «العصر الذهبي»، وهدم الفكرة القائلة بأن الماضي أحسن من الحاضر، والحاضر أحسن من المستقبل، وهي الفكرة السائدة في كل مجتمعات ما قبل الحداثة، بل إنه يرى العكس صوابًا، وابتدأ المؤرخ الإنسانوي كتابته باللاتينية ثم عدل عنها ليكتب باللغات القومية.ودعوا للاهتمام باللغات بما فيها المندثرة كالآرامية والعبرية والإغريقية لدراسة النصوص الدينية ومقارنتها .
2-المدرسة العقلانية (Rationalism)
أدى ظهور الثورة الصناعية وما صاحبها من اكتشاف الاختراعات الحديثة وامتلاك الإنسان للآلة، والإيمان بسلطة العقل ومقاومة الخرافات، والتصدي لرجال الدين واستبداد الحكام،الى تبلور أشكال جديدة من الأنظمة السياسية قائمة على سيادة الشعوب واحترام خياراتها ،بالأخص اثر إصلاحات كرومويل في بريطانيا والثورة الفرنسية في 1789م ، ادى ذلك كله إلى تقدم وتغير في رؤية التاريخ؛ فقد ظهرت المدرسة العقلانية وروادها الذين واكبوا تلك التحولات العميقة بأفكارهم العقلانية .
تخلى مؤرخو المدرسة العقلانية عن استعمال اللغة اللاتينية واعتمدوا في شرح رؤيتهم على اللغات القومية المحلية، ومزجوا بين التاريخ والفلسفة واعتبروهم أمرا واحدا، وأصبح في تفسيرهم للتاريخ يعتمدُ على الرؤية الشاملة، خلافًا للإنسانوي الذي اعتمد على العامل السياسي في تفسير رؤيته، كما استحدث نظامًا جديدًا لتحقيب التاريخ فجعله قديمًا ووسيطًا وحديثًا عكس رجال الدين الذين قسّموه لتاريخ وثني وتاريخ مسيحي.
ومن مواطن قصور العقلانية العداء الشديد لرجال الدين والبابوية، وغلبت بلاغة العقلانيين على مضمونهم التاريخي، ومن أهم المؤرخين المعبرين عن العقلانية فولتير، وإدوارد جيبون، وسان سيمون.
3-المدرسة الرومنطقية (Romanticism)
ظهرت هذه المدرسة بداية في ألمانيا،التي كانت مجزاة وتسعى للم شملها وتحقيق وحدتها ، واستلهمت أفكارها من مبادئ الثورة الفرنسية منذ 1789م وما صاحبها من تحرر جذري من الأنظمة الإقطاعية والارستقراطية ، فاعتبرها البعض فتحًا لقرن الحرية، واعتبرها البعض الآخر وبالاً أصاب أوروبا، فأقام الحروب، وخرب الديار والعمران.
وبين تلك النظرة وسابقتها نضجت الفكرة الرومنطيقية والتي تكونت هذه المرة من جهود مؤرخين ينتمون لطبقة النبلاء؛ لذا وجدوا في العصر الفيودالي -عصر السيد الإقطاعي والأقنان- مبتغى دراستهم، فاستعادوا الذكريات مع الحروب الصليبية، ومغامرات النبلاء الفرنسان، ومجَّدوا الطبقة المعدمة، وكرهوا الطبقة البرجوزاية الحاكمة في تلك الفترة، وتميّزوا بكتابة التاريخ بشمولية، فأرخوا للفن والاقتصاد والثقافة، وكانت لغتهم الشعرية هي ما جذَبت القراء لقرائتها وانتشارها بين العوام، وأرادوا من كتابتهم أن يُكتب التاريخ مجردًا من التحليل والتفسير.
لكن من مواطن قصور الرومنطيقيين التركيز الشديد على اختيار الأحداث السياسية الملهبة للحماس والإثارة لجذب القارئ، وطغيان اللغة الشعرية على المضمون التاريخي، وتضخّم الأنا في كتاباتهم،من أشهر مؤرخيها شيلنغ وهردر، وفيخته، وغوته[3]، وأوغستان تياري،وشاتو بريان.
[1] -نيكولو دي برناردو دي ماكيافيلّي (: Niccolò di Bernardo dei Machiavelli) 3( مايو 1469 - 21 يونيو 1527 )ولد وتوفي في فلورنسا، كان مفكرا وفيلسوفا سياسيا إيطاليا إبان عصر النهضة. أصبح مكيافيلي الشخصية الرئيسية والمؤسس للتنظير السياسي الواقعي، والذي أصبحت فيما بعد عصب دراسات العلم السياسي. أشهر كتبه على الإطلاق، كتاب الأمير، والذي كان عملاً هدف مكيافيلي منه أن يكتب نصائح لـلحاكم ، نُشرَ الكتاب بعد موته، وأيد فيه فكرة أن ما هو مفيد فهو ضروري، والتي كان عبارة عن صورة مبكرة للنفعية والواقعية السياسية. ولقد فُصلت نظريات مكيافيلي في القرن العشرين.المرجع : https://ar.wikipedia.org/wiki/
[2] -للمزيد ينظر :مكيافيللي ، الأمير ،تر:اكرم مؤمن ، مكتبة ابن سينا ، القاهرة ، مصر،2008 .
[3] -يوهان فولفغانغ فون غوته (بالألمانية: Johann Wolfgang von Goethe) (28 أغسطس 1749 - 22 مارس 1832) هو أحد أشهر أدباء ألمانيا المتميزين، والذي ترك إرثاً أدبياً وثقافياً ضخماً للمكتبة الألمانية والعالمية، وكان له بالغ الأثر في الحياة الشعرية والأدبية والفلسفية،. وما زال التاريخ الأدبي يتذكره بأعماله الخالدة التي ما زالت أرفف المكتبات في العالم تقتنيها كواحدة من ثرواتها، وقد تنوع أدب غوته ما بين الرواية والكتابة المسرحية والشعر وأبدع في كل منهم، واهتم بالثقافة والأدب الشرقيين، واطلع على العديد من الكتب فكان واسع الأفق مقبلاً على العلم، متعمقاً في دراساته.
ونظراً للمكانة الأدبية التي مثلها غوته تم إطلاق اسمه على أشهر معهد لنشر الثقافة الألمانية في شتى أنحاء العالم وهو "معهد غوته"، والذي يعد المركز الثقافي الوحيد لجمهورية ألمانيا الاتحادية الذي يمتد نشاطه على مستوى العالم.
- معلم: M'hamed DRAOUI
بطاقة فنية للمقياس:
المقياس |
المدارس التاريخية |
المستوى |
السنة الأولى ماستر |
التخصص |
المقاومة والحركة الوطنية الجزائرية |
طبيعة المقياس |
مادة أساسية |
عدد الحصص |
12 |
نوع المقياس |
سداسي (مح +أعمال موجهة) |
المؤطرون |
قلفاط عبد الباسط،عبد الرحمان تونسي |
المعامل |
3 |
التوصيف والاهداف:
الأستاذ المحاضر |
امحمد دراوي/أستاذ محاضر قسم "أ" / التخصص: تاريخ حديث ومعاصر |
لغة التدريس |
العربية |
مكان المحاضرة |
جامعة الجيلالي بونعامة (افتراضية على moodle)+حضورية حسب الرزنامة |
الفئة المستهدفة |
طلبة السنة الأولى ماستر ،تخصص :المقاومة والحركة الوطنية في الجزائر |
موارد على الخط |
روابط من الانترنت ،نصوص ،مراجع ،صور ..... |
قضايا وإشكاليات ومحاور للدراسة
|
1-مدخل عام إلى التاريخ :تعاريف ومفاهيم 2-المدارس التاريخية الكبرى: -المدرسة الإنسانيةHumanism -المدرسة الرومانسية Romantism -المدرسة العقلية Rationalism -المدرسة الوضعية Positivism -المدرسة التاريخانية Historisism -مدرسة الحوليات Annals -المدرسة البنيوية Structuralism |
المكتسبات المستهدفة |
1-القدرة على فهم واستيعاب المدلولات الفلسفية للدراسة التاريخية. 2-القدرة على فهم طبيعة الاختلافات بين مختلف الفلسفات والمدارس. 3-امتلاك الكفاءة على تطبيق نماذج البحث التاريخي . |
طرق التقييم |
امتحان نهائي +تقويم مستمر |
طرق التدريس |
محاضرات + أعمال موجهة (نصوص وبحوث) |
المضمون المعرفي (تقديم) |
يعالج المقياس إشكالية البحث التاريخي من وجهة النظر الفلسفية والفنية من خلال دراسة أهم المدارس التاريخية التي ظهرت منذ عصر النهضة في أوربا والتي صاحبت التطور الكبير الحاصل في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية ،وكانت الإشكالية الكبرى في مدى تطبيق مناهج العلوم الطبيعية على التاريخ وبالتالي الوصول الى نتائج حتمية ،ومنذ القرن التاسع عشر اتسعت الدراسات والنقاشات في مجالات التاريخ فظهرت اكبر المدارس . -ما هي أهم المدارس التاريخية الحديثة؟ وما هي ابرز الأفكار النظرية والفلسفية التي استندت عليها ؟ -وما مدى تأثيرها على الدراسات التاريخية المعاصرة ؟ |
البيبلوغرافيا (مراجع أساسية للتوسع في الموضوع) |
- ابن خلدون :المقدمة ،دار الكتاب اللبناني،بيروت لبنان،1972 -فرانسوا دوس،تر:محمد الطاهر المنصوري،التاريخ المفتت ،من الحوليات الى التاريخ الجديد،المنظمة العربية للترجمة،بيروت،لبنان،ط1،2009،ص 31. -الهادي التيمومي، المدارس التاريخية الحديثة، دار التنوير، بيروت، الطبعة الأولى، 2013م. -وجيه كوثراني، تاريخ التأريخ، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت، الطبعة الثانية، 2013. -حسين مؤنس، التاريخ والمؤرخون، دار المعارف، القاهرة، 1984م. -جاك لوغوف، التاريخ الجديد، ترجمة محمد الطاهر المنصوري، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، الطبعة الأولى، 2007م. -عاصم الدسوقي: البحث في التاريخ قضايا المنهج والإشكالات، ط1، دار الجيل، بيروت، 1991م -احمد محمود صبيحي،في فلسفة التاريخ ،دار المعرفة الجامعية ،1995 -فريديريك بيزر،التاريخانية ،تر:عمرو بسيوني،مركز نهوض للدراسات والنشر 2019 |
- معلم: M'hamed DRAOUI