إن دراسة التاريخ في أي مستوى، لا بد أن تقوم على مستلزمات كثيرة لتكون جادة وأكاديمية. ويُستخدم المنهج التاريخي للحصول على أنواع من المعرفة عن طريق الماضي، بقصد دراسة وتحليل بعض المشكلات الإنسانية. ولكي يفيد أي باحث من التاريخ عليه أن يستعين بمجموعة من القواعد أو الأسس المنهجية التي تتعامل مع المعطيات التاريخية، وتجعلها في خدمة الدراسة العلمية. 

يتناول هذا الدرس إلى العلاقات الجزائرية الهولندية خلال الفترة الحديثة وأهم ما ميز هذه العلاقات المواجهات البحرية العسكرية ، وأحيانا كانت هولندا تشارك مع انكلترا في ضرب مدسنة الجزائر ، وعقدت بين البلدين العديد من المعاهدات، كما أرسليت هولندا العيد من قناصلها إلى الجزائر.

إن تسمية  حركات التمرد والعصيان والثوران والانتفاض ضد  الحكام العثمانيين  في الجزائر  بالثورات المحلية ليس سوى تجاوزا لأن هذه الحركات لم تكن ثورات بالمفهوم الحديث للمصطلح، إذ لم تسع أغلبها لإسقاط حكم العثمانيين في الجزائر، وإنما كان معظمها بسبب السياسة الضريبية التي أنهكت الجزائريين خاصة منذ نهاية القرن 18م وبداية القرن 19م، بعد تراجع مداخيل البحر (الغزو البحري).