يعد مقياس إدارة التغيير من وحدات التعليم الأساسية من عروض التكوين في نظام ل م د، يدرس في السداسي الأول من السنة الأولى ماستر تخصص إدارة الأعمال، حيث تناول هذا المقياس جانب مهم في المؤسسة الاقتصادية ألا وهو قدرتها للتفاعل مع محيطها الداخلي والخارجي، هذا المحيط الذي بقي يغلب عليه الطابع الديناميكي المستمر، إذ لا يمكن لأي مؤسسة اليوم في ظل هذه التحولات التي يشهدها العالم في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية وحتى الاجتماعية الثقافية أن تبقي على الثبات في نمط تسييرها لمواردها المتاحة والممكنة، بل قد يتوجب عليها فهم كل عوامل بيئتها التنظيمية المحيطة بها للكشف عن أهم ما تحتويه من فرص أو تهديدات اتجاه نشاطها الاستراتيجي من جهة وحتى قدرتها لتحديد نقاط القوة أو الضعف التي تميز أدائها الوظيفي من جهة ثانية، من هنا تبرز لنا فكرة المؤسسة كنظام ونسق مفتوح يؤثر ويتأثر بالنظم الداخلية لها والخارجية المحيطة بها، إذ يمكن القول أن التسيير تطور بتطور عوامل ومتغيرات بيئة المؤسسة لتظهر ملامح تسيير حديثة تركز على التيقظ المستمر اتجاه المحيط الاستراتيجي فضلا عن استخدام المورد المعرفي اتجاه تخصيص الموارد، ولعل إدارة التغيير هي من أهم الأنماط الحديثة في التسيير التي تسمح بجعل المؤسسة قادرة على استغلال مواردها المتاحة والممكنة استغلالا أمثلا مع قدرتها لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في ظل كل الظروف التي يسجلها محيط المؤسسة، ومن هنا ظهرت أهمية التغيير التنظيمي وحتميته في كونه عملية مقصودة وهادفة للبقاء والتكيف، والتأقلم والملائمة بين ما ذكرناه.

يعتبر التغيير التنظيمي من بين أهم القضايا الحديثة التي تشغل بال المؤسسات الحالية، إذ يتوجب عليها إرساء هذا النمط التنظيمي دون أي تردد وذلك للتغلب على التحديات التي تواجهها سواء من الناحية التنافسية والتسويقية أو حتى المعرفية والتكنولوجيةـ بحيث يتطلب منها ذلك تبني خطط قوية وفعالة تسمح لها بالاستمرار في ظل حاجتها إلى التغيير سواء في الحاضر أو في المستقبل، إلاّ أن ضرورة التغيير وحتميته لا تجعل تطبيقه في الواقع المؤسساتي يتم بشكل سهل وسريع، فإحداث عملية التغيير تواجهها صعوبات وعراقيل تتمثل في مقاومته من طرف العاملين في المؤسسة، بحيث تكون هذه المقاومة فردية أو جماعية والسبب في ذلك يرجع إلى صعوبة التطبيع مع المواقف الجديدة والتي تعتبر عناصر دخيلة بالنسبة للكثير من ـأفراد المؤسسة، ولكن رغم هذا كان لزاما على المؤسسة والعاملين فيها أن يشعروا بالحاجة الماسة للتغيير، لأنه لا يوجد خيار أمامهم، إذ أن الجدير بالذكر بأنه لا يوجد شيء ثابت في هذا العالم فالثابت فيه هو التغيير، ولذلك يبقى التغيير حتمية لا يمكن التهرب منها ولا حتى استبعادها، فمن الأحسن لكل مؤسسة أن تغرس التغيير ضمن ثقافتها التنظيمية إن كانت تنوي بلوغ رؤيتها الإستراتيجية.




عنوان المادة: تسيير المشروع

الرصيد: 05

المعامل: 02

عنوان الماستر: إدارة أعمال

السداسي: الأول

الأستاذة المكلفة بالأعمال الموجهة: سلماني هناء

h.selmani@univ-dbkm.dz :التواصل عن طريق البريد الإلكتروني